لا زالت قضية منح تركيا للجنسية التركية لعدد من عناصر الإخوان الذين يتم اختيارهم من قبل قيادات الجماعة أزمة كبرى بين القيادات وشباب التنظيم الذين يواجهون جبهة محمود عزت القائم بأعمال مرشد الإخوان، حيث تستخدم الجماعة سلاح الجنسية التركية لإجبار الشباب الهاربين فى إسطنبول على طاعتهم وتنفيذ أوامرهم.
وتفاصيل جديدة شهدتها الإخوان بشأن حصول قياداتها على الجنسية التركية، حيث قال عمرو فاروق، الباحث المتخصص فى شئون الجماعات الإرهابية، إنه خلال عملية تجنيس عدد من عناصر جماعة الإخوان الهاربين، التى قامت بها السلطات التركية، كشفت فضيحة عمالتهم مع الأجهزة الاستخباراتية.
وأضاف الباحث المتخصص فى شئون الجماعات الإرهابية، إذ سعت عملية التجنيس لتحقيق عدة أهداف أهمها الهروب من ضغوط الإنتربول الدولى، وتحويل تركيا لمقر جديد للتنظيم الدولى لاسيما أنها شهدت كل الاجتماعات الرسمية الخاصة بالتنظيم الدولى على مدار الست سنوات الماضية، تمهيدًا لتحقيق مشروع “الخلافة العثمانية الجديدة” الذى يطمح أردوغان فيه.
وتابع فاروق: “شمل تم الاتفاق بين المخابرات التركية وقيادات الإخوان على اختيار 100 شخصية من عناصر التنظيم، وعدد من عناصر الجماعة الإسلامية الهاربين، لمنحهم الجنسية التركية، على أن تكون البداية بـ50، ثم تتبعها 50 آخرين”.
وأوضح الباحث فى شئون الجماعات الإرهابية، أنه بعد قيام المخابرات التركية، بإجراء سجل من التحريات عن كل شخصية، كإجراء احترازى أو تأمينى، متبع من قبل الأجهزة السيادية التركية، اكتشفت أن 22 شخصية من مجموعة الـ50 الأولى يتواصلون بشكل دائم مع أجهزة استخبارات غربية وخارجية.
وتابع فاروق حديثه قائلا: “السلطات التركية، قدمت رسميًا تقريرًا لقيادات التنظيم الإخوان، برفض منح هذه العناصر أية صفة أو جنسية تركية إليهم، لخطورتهم على الأمن العام التركى، وطالبتهم بضرورة مغادرة أراضيها”.
وبشأن غضب شباب الجماعة من قيادات التنظيم بسبب الجنسية التركية، قال إبراهيم ربيع، القيادى الإخوانى السابق، أن جماعة الإخوان تشهد صراعا كبيرا فى تركيا، بعد حصول بعضهم على الجنسية التركية، والتخلى عن الآخرين الأمر الذى تسبب فى غضب الآخرين من الشباب، وخاصة أن من حصلوا على الجنسيات هم مجموعة الشباب المرضى عنهم هناك، لافتا أن أمر حصول الجنسية لم يكن جديدا ولكن القيادات عملت على إخفاء الأمر حتى لا ينقلب الشباب عليهم.
وأضاف القيادى الإخوانى السابق، أن هذا الأمر كان من بداية العام، عندما ألتقى ياسين أقطاى مستشار أردوغان، مع مجموعة من الشباب والقيادات الذين يسيطرون على الأمور هناك، وتخلوا عن بعضهم البعض، والمجموعة التى تم التخلى عنهم منهم من هرب خارج تركيا، ومنهم من انتحر، وهو ما يؤكد أن هناك صراعات داخلية كبيرة داخل التنظيم الإرهابية، الذى سيشهد مزيدا من الانشقاقات وكشف الفضائح المتعلقة بالقيادات.
من جانبه أكد طارق أبو السعد، القيادى السابق بجماعة الإخوان، أن البعض من شباب الإخوان الهاربين ظن أن بوصوله إلى تركيا يكون قد وصل للدولة الإسلامية التى ستنفق عليه لأنه قد انقطع به السبيل ولأنه مطلوب أمنيا ولأن الإخوان صوروا لهم أن تركيا هى أرض الخلاص التى يأوى إليها الخائفون.
وأضاف القيادى السابق بجماعة الإخوان فى تصريح لـ”اليوم السابع”، أنه مع التجربة ثبت أنه كى تعيش داخل الأرض التركية عليك أن تعمل، والإخوان حاولوا فى البداية الإنفاق على بعض شباب الجماعة خاصة الموالين لفصيل محمود عزت القائم بأعمال مرشد الجماعة لكن الأزمة الإخوانية طالت أكثر من المتوقع والتمويل أصبح شحيح فضلا على أن الإخوان أصبح لها أولويات، حيث أن كبار الإخوان ومن لهم تاريخ فى التنظيم يحصلون على الرعاية الكاملة، والرعايا تتناقص كلما كان الفرد بعيدا عن السمع والطاعة للقيادة التى تنفق عليه وكلما كان محدود الامكانيات ولا يقدم دورا فى الهجوم على مصر.
وتابع طارق أبو السعد: “لذلك كل فترة نجد التنظيم يتخلى عن بعضهم ولا يقدم الأموال لهم، مشيرا إلى أن شباب الإخوان كانوا يتوقعون أن إمداد قيادات الجماعة لهم بالأموال سيكون دائما”، مستطردا: “قادة الإخوان يتحججون للشباب لعدم تقديم أموال لهم بأن من قدم ما تسميه الجماعة “جهادا” فجهاده لله وأما من قدم جهادا يريد عليه أجر فنحن لا نعطى أجور على الجهاد، وهذه حيلة قذرة منهم للتنصل عن إرسال أموال أو توفير عمل لأعضائهم الذين نفذوا تعليماتهم فى السابق”.