حست الشريعة الإسلامية أتباعها على ضرورة التوبة والندم عند ارتكاب المعاصى وذلك تنفيذًا لوعد المولى عز وجل بالمغفرة لعبادة التائبين على والعائدين إليه، ومن الأسئلة التى ترد فى هذا الشان هو “حكم صلاة التوبة، ومتى تصلى؟”.
ومن جانبها أوضحت دار الإفتاء أن التوبة هي الندم على المعصية، والعزم على عدم العود إليها إذا قدر، وأن التوبة من المعصية واجبة شرعًا على الفور، وتأخير التوبة ذنب آخر يستوجب توبة.
وأشارت إلى أن شروط التوبة هي الإقلاع عن المعصية حالًا، والندم على فعلها في الماضي، والعزم عزمًا جازمًا ألا يعود إلى مثلها أبدًا، وإن كانت المعصية تتعلق بحق آدمي، فيشترط فيها رد المظالم إلى أهلها، أو تحصيل البراءة منهم. وأوضحت أنه يستحب للتائب الإكثار من الاستغفار، وصلاة ركعتين توبةً لله، ويستحب له ملازمة رفقة صالحة تعينه على صلاح الحال.
وتابعت: أنه روى عن أبي بكر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: “مَا مِنْ رَجُلٍ يُذْنِبُ ذَنْبًا ثُمَّ يَقُومُ فَيَتَطَهَّرُ، ثُمَّ يُصَلِّي ثُمَّ يَسْتَغْفِرُ اللَّهَ إِلَّا غَفَرَ لَهُ” ثم قرأ قوله تعالى :” وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ” أخرجه الترمذي في “سننه”.
ونوهت إلى أن هذا الحديث يدل على مشروعية صلاة التوبة، وهي مستحبة باتفاق المذاهب الأربعة، فيستحب للمسلم إن وقع في المعصية أن يتوضأ ويحسن الوضوء، ثم يصلي ركعتين يجتهد فيهما بأن يستحضر قلبه ويخشع لله تعالى، ثم يستغفر الله، فيغفر الله تعالى له تكرمًا، وعليه كذلك أن يحقق شروط التوبة بأن يندم على المعصية ويعزم على عدم العودة إليها، وإن كانت تتعلق بحق آدمي رده إليه.