يقول الله عز وجل “إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليما حكيما ” “،فكيف تكون التوبة وماهى شروطها ؟ يقول الدكتور على جمعة مفتى الديار السابق: لا يعملونها فجرا وعدوانا وخروجا عن شرع الله بل يعملونها لضعفهم البشرى ” فكل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون “اورده الحاكم فى المستدرك
فهم يتوبون من قريب وفى سرعة يتنبهون ويفيقون فيعودون لله سبحانه وتعالى ، فالاية الكريمة “أولئك الذين يتوب الله عليهم ” جازمة فلم يقل عسى الله ان يتوب عليهم ، أو لعل الله يتوب عليهم ..أبدا بل اكد ان الله يتوب عليهم . أما الاية الكريمة “وكان الله عليما حكيما ” بأحوال البشر حكيما فى تربيتهم ودفعهم اليه ، آية بليغةترسم لنا منهج الحياة ترسم لنا كيف يتعامل المؤمن مع ربه ويعود اليه من قريب .
وفيما ورد عن الله عز وجل فى الحديث القدسى انه قال (من جاء بالحسنة فله عشر امثالها ، وأزيد ، ومن جاء بالسيئة فجزاءه سيئة مثلها أو أغفر ، ومن تقرب منى شبرا تقربت منه ذراعا ومن تقرب منى ذراعا تقربت منه باعا ، ومن أتانى يمشى أتيته هرولة ، ومن لقينى بقراب الارض خطيئة لا يشرك بى شيئا لقيته بمثلها مغفرة )صحيح مسلم . فهل هناك فضل ايها المسلم فوق هذا الفضل ؟وهل هناك بناء للشخصية السوية التى تعلم الحق والحقيقةفوق هذا ؟ التوبة لها شروط وهى معروفة :أن أندم على الذنب ، وان أقلع عنه ،وأن أعزم على الا اعود اليه ثانية ،وان كان من حقوق العباد رددت الحق الى العباد.
والتوبة درجات :منها توبة عن المعاصى والذنوب ، ومنها الانابة وهى اعلى من التوبة حيث يتخلص الانسانمن سوى الله من قلبه اى يفرغ القلب عما سوى الله فيشغله الله سبحانه وتعالى ولا يكون فى قلب المؤمن الا الله . وكلما خرجت الدنيا من قلبك دخل نور الله قلبك فصار منورا بنور الايمان الكامل الذى ليس بعده شك ولا ريب ولا كفر ولا ارتداد ، وتصل بذلك الى عين اليقين بعد علم اليقين والى حق اليقين بعد عين اليقين ، ثم تترقى من الانابة الى ان تكون أوابا ..مشتق من الاوبة وهى الرجوع التام الى الله سبحانه وتعالى.
واول خطوة لتحقيق ذلك هى اقامة الدين فى نفسك لقوله تعالى فى سورة الروم( فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التى فطر الناس عليها … ) تنبه ايها المسلم قبل الفوت والموت فينبغى عليك ان ترجع الى فطرة الله التى فطر الناس عليها ، ايها المسلمون حركوا قلوبكم لله تتحرك لكم الاكوان ، عودوا الى الله واذكروه واستحضروه ، عودوا الى الله لعلكم ترحمون .
