وجد الباحثون، أن خُمس غابات الأمازون المطيرة ينبعث منها الآن ثاني أكسيد الكربون أكثر مما تمتصه بسبب حرائق الغابات وإزالتها، ويراقب الفريق إطلاق الغازات الدفيئة فوق حوض الأمازون على مدار العقد الماضي، حيث فقدت ملايين الأشجار، بينما تأخذ الأشجار المتنامية ثاني أكسيد الكربون من الجو، مما يجعل الغابة بمثابة مخزنًا للكربون.
ووفقا لما ذكرته صحيفة “ديلى ميل” البريطانية، يشعر الفريق بالقلق لأن الأمازون يتحول إلى مصدر صافٍ للكربون أسرع مما كان يعتقد، ويمكن أن يصل قريبًا إلى نقطة التحول التي لن يتعافى منها.
وتدرس لوتشيانا جاتي، باحثة المناخ من المعهد الوطني البرازيلي لأبحاث الفضاء وزملاؤها، الغازات الدفيئة في حوض الأمازون منذ 10 سنوات، حيث يرصد الباحثون الطائرات المحملة بأجهزة استشعار عبر الغابات المطيرة ورسم خريطة لنتائجهم.
وعلى الرغم من أن الفريق وجد أن معظم الغابات المطيرة ما زالت قادرة على امتصاص كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون، وأكثر من ذلك في السنوات الأكثر رطوبة، فقد حددوا منطقة واحدة كبيرة، والتي تم إزالة الغابات منها بقوة، حيث فقدت هذه القدرة.
وأصبح هذا الجزء الجنوبي الشرقي من الغابة، الذي يشكل خمس المساحة الكلية، مصدرًا لانبعاثات الكربون، وليس بمثابة “بالوعة” كما في السابق، وذلك بفضل الأشجار التي تموت وتطلق الكربون في الغلاف الجوي.
ولاحظ الفريق، أن هذه المنطقة في الجنوب الشرقي هي مصدر مهم للكربون، ولا يهم ما إذا كانت سنة رطبة أو سنة جافة، فقد كان 2017-18 عامًا رطبًا ، لكنه لم يحدث أي فرق.
وقال كارلوس نوبرى، باحث مشارك من جامعة ساو باولو: “كان الأمازون في الثمانينيات والتسعينيات بالوعة كربونية قوية جدا، ربما تستخرج ملياري طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا من الجو”، مضيفا “لكن اليوم يتم تخفيض هذه القوة ربما إلى 1-2 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا”، وهو رقم يعادل ثلاثة أضعاف انبعاثات المملكة المتحدة في عام 2018، غير أن هذا لا يفسر الإطلاق المعاكس لثاني أكسيد الكربون الناتج عن كل من إزالة الغابات وحرائق الغابات.