الصحة والطبركن الشبابكورونا

كورونا والعلاقات الحميمية.. هل هي آمنة الآن؟

مع تأكيد الحكومات على ضرورة التباعد الاجتماعي وأهميته من أجل مواجهة فيروس كورونا المتحور الذي يسبب مرض كوفيد-19، تزداد أسئلة الأزواج عن علاقة الفيروس التاجي بالعلاقات الحميمية وممارسة الجنس، وهل تتسبب في الإصابة بالفيروس أو يؤثر الأمر على المناعة ويضعفها وبالتالي يصبح الأزواج أكثر عُرضة للإصابة بالمرض.

حسب أطباء ومعالجين نفسيين واستشاريين للعلاقات الزوجية، فإن الحالة العامة المنتشرة بين الناس في جميع أنحاء العالم تلقي بظلالها بصورة واضحة على العلاقات الحميمية، لاسيما مع الشعور السائد بالتوتر والقلق لأن العالم يواجه عدوا غير مرئي ولا يمكن التفاوض معه أو التصدي له بالأدوات المتاحة.

هل نرغب في العلاقات الحميمية هذه الأيام؟

من الصعب تحديد أو معرفة ذلك حتى الآن. بينما يلجأ البعض إلى العلاقات الحميمية كنوع من الراحة والإلهاء المؤقت والرغبة في التخلص من التوتر والقلق، إلا أنه حتى الآن لا يوجد بيانات تؤكد الأمر أو توضح كم مرة يفعلون ذلك بمعدل يومي أو شهري.

الاكتئاب والقلق لهما تأثير سلبي على الرغبة الجنسية، كذلك تسبب الفيروس في ارتفاع نسبة البطالة، والتي تؤثر بدورها سلبًا على العلاقات الجنسية والرغبة.

هذا النوع من القلق الذي يختبره الناس والمتعلق بالعديد من المجالات من ضمنها الأمن الوظيفي، الصحة، صحة الأصدقاء والعائلة، التقاعد الإجباري، والعجز في بعض الأحيان عن الوصول إلى الرعاية الطبية، كلها من الأمور التي تدفع البشر إلى العزوف عن أي شيء، لاسيما العلاقات الحميمية.

وجدت إحدى الدراسات التي حاولت معرفة تأثير زلزال أنتشون عام 2008 في الصين على الصحة الإنجابية للنساء المتزوجات أن نشاطهن الجنسي انخفض كثيرًا، وليس فقط في الأسبوع الذي أعقب حدوث الزلزال، ولكن التأثير استمر فترة طويلة.

حسب الدراسة، فإنه قبل الزلزال كان 67 % من النساء المتزوجات يمارسن الجنس مرتين أو أكثر في الأسبوع، ولكن بعد أسبوع واحد من الزلزال انخفضت النسبة بحوالي 4 %، وبعد أربعة أسابيع، أظهرت الدراسة أن 24 % من سكان المنطقة يمارسون الجنس مرتين أو أكثر في الأسبوع.

هل العلاقات الحميمة آمنة الآن؟

إذا كانت أنت أو زوجتك مُصابين بمرض كوفيد-19، فمن الأفضل أن تبتعدا عن بعضكما البعض قدر الإمكان، ولكن يوضح الأطباء أنه بالنسبة للأشخاص الذين لا تظهر عليهم أعراض الفيروس، ولا يخرجون من المنزل، ولا يخالطون أي شخص مُصاب بالمرض، أو قد يكون مُصابا به، فإنه من الآمن ممارسة العلاقات الحميمية، لأن العلاقات الحميمية قد تكون طريقة رائعة لقضاء الوقت والبقاء على تواصل وتخفيف حدة القلق بينما تشعر بالتوتر والإرهاق من الفيروس.

هل يمكن انتقال العدوى بكورونا خلال العلاقات الحميمية؟

حسب الأطباء والباحثين، فإنه حتى الآن لم يظهر نماذج أو أنماط اُصيبت بالفيروس بسبب التواصل الجنسي، ولكن من المعروف حتى الآن أن العدوى تصيب الجهاز التنفسي من خلال وصول جزئيات الفيروس إلى الفم أو الأنف، أو لمس الأسطح الملوثة.

حتى هذه اللحظة، لم يلاحظ الأطباء والباحثون أن العدوى تنتقل عن طريق الجماع المهبلي أو الشرجي، فيما يمكن أن تنتقل عبر التقبيل، لأن الأبحاث والدراسات أظهرت أن العدوى تنتشر عن طريق اللعاب.

وفي الوقت نفسه، ينصح الأطباء بالتباعد الاجتماعي بين الأفراد الذين خالط أحدهم أحد المصابين، أو الأجانب، أو أي شخص من المُحتمل أن يكون قد أصيب بالفيروس، لفترة لا تقل عن 14 يومًا، وهي فترة الحضانة وظهور العدوى، كي يثبت أن لا أحد يحمل الفيروس.

خلال هذه الفترة، يُنصح بأن يقوم الزوجان بالعديد من الأنشطة الأخرى التي يستطيعان القيام بها مع الحيلولة دون إصابة أي منهما بالفيروس، مثل الاستمتاع بلعب بعض الألعاب على المواقع الإلكترونية، أو مشاهدة الأفلام معًا مع الحفاظ على مسافة لا تقل مترين بين بعضهما البعض، واستغلال الأدوات التكنولوجية في التواصل والشعور بالمتعة وقضاء وقت رائع.

زر الذهاب إلى الأعلى