تتسابق العديد من شركات الأدوية والمؤسسات ومراكز الأبحاث الطبية المتخصصة في مجال صناعة الأدوية في مختلف دول العالم من أجل التوصل إلى مصل أو عقار لعلاج فيروس كورونا ،
حيث قامت شركات الادوية والمؤسسات ومراكز الأبحاث خلال الأسابيع القليلة الماضية
بإجراء تجارب لعدد من العقاقير القديمة الموجودة بالفعل
والتي يتم استخدامها في علاج الفيروسات والأوبئة من أجل استخدامها في علاج مصابي فيروس كورونا ،
أو العمل على تطويرها للتأكد من مدى فعاليتها في علاج مصابي الفيروس
ومن بينها عقاقير ( levilimab الروسي / أفيجان – فافيبيرافير الياباني /
يانهوا تشينجون الصيني / ريمديسيفير الأمريكي / الهيدروكسي كلوروكين الأمريكي / SNG-001 البريطاني ) ،
إضافة إلى قيام إسرائيل بتطوير عقار ( أوباجانيب ) الأمريكي ،
وقيام هونج كونج بتجربة ودمج عدد من العقاقير معاً ..
ولكن حتى الآن لم تثبت فعالية أي عقار منها في علاج مصابي الفيروس ،
حيث أثبتت بعض العقاقير فعالية ضعيفة للغاية في العلاج من حيث تقليل فترة الإصابة بالفيروس فقط ،
أو تخفيف الأعراض ، وعلى رأسها عقار ( ريمديسيفير ) الأمريكي ،
كما أن هناك بعض العقاقير الأخرى كانت لها آثار جانبية خطيرة
على المصابين ومن بينها عقار ( الهيدروكسي كلوروكين ) الأمريكي .
جدير بالذكر أن المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية ” مارجريت هاريس ”
قد دعت في (12) مايو الجاري إلى عدم الإفراط في التفاؤل حيال فرص التوصل إلى لقاح لفيروس كورونا في الوقت القريب ،
حيث وصفت فيروس كورونا بالفيروس ( المُرِبك للغاية ) الذي يصعّب إيجاد لقاح له ،
مشيرة إلى أن بعض العقاقير التجريبية تقلل من شدة أو فترة الإصابة بالفيروس فقط ،
إلا أنه لا يوجد حتى الآن أي عقار يقتل أو يوقف الفيروس ..
كما أكد مدير منظمة الصحة العالمية أن فيروس كورونا يُعد من الفيروسات المخادعة
التي يصعب إيجاد لقاح أو علاج لها في الوقت القريب .
كما أكد عدد من الخبراء والمتخصصين في مجال الأدوية أن كافة المعلومات المتداولة والأنباء والتقارير الواردة حول اقتراب التوصل إلى عقار لعلاج الفيروس خلال الأسابيع أو الشهور القليلة المُقبلة ،
هو أمر سابق لأوانه وغير منطقي من الناحية العلمية ،
نظراً لأن مرحلة التجارب السريرية والاختبارات المعملية الجادة لأي عقار جديد أو تطوير عقار قديم قد تستغرق فترة زمنية طويلة .
وفي ظل استمرار عدم التوصل إلى عقار فعال لعلاج الفيروس ،
فقد سارع عدد من الدول إلى اعتماد تقنية العلاج التي تُعرف بـ ( بلازما الدم المناعية ) ،
كأحد الخيارات المتاحة في معالجة المصابين بالفيروس ، عن طريق نقل بلازما الدم من الشخص المتعافي إلى المصاب بالفيروس ،
حيث قام عدد كبير من الدول باستخدام تلك التقنية ومن بينها ( الصين / اليابان / إيطاليا / الولايات المتحدة / روسيا / مصر / الإمارات / الكويت ) ،
حيث يقوم الأطباء باستخدام الأجسام المضادة في البلازما من أجل معالجة أعراض الفيروس على الجسم وتعزيز قدرة الجهاز المناعي على إنتاج أجسام مضادة لمواجهة الفيروس ،
حيث يقوم الشخص المتعافي من الفيروس بالتبرع بالدم ، ليتم بعد ذلك استخلاص البلازما من الدم ،
وتحتوي البلازما بدورها على أجسام مضادة استطاعت التغلب على الفيروس ،
ثم يتم حقن البلازما للمصاب الذي يكون في حالة حرجة غالباً ،
لتقوم هذه الأجسام المضادة بمحاربة الفيروس بجسد الشخص المصاب لمساعدته على المقاومة ..
كانت منظمة الصحة العالمية قد أوضحت أن استخدام البلازما يُعد أسلوباً جيداً للغاية للاختبار ، لكن من المهم الحصول على التوقيت المناسب لزيادة تعزيز مناعة المريض ،
حيث أثبتت البلازما أنها فعالة ومنقذة للحياة ضد الأمراض الأخرى .
جدير بالذكر أن وزيرة الصحة ” هالة زايد ” قد أكدت في (9) مايو الجاري أن الوزارة تقوم بمتابعة بروتوكولات العلاج المُحدثة بشكل مستمر مع منظمة الصحة العالمية ،
مشيرة إلى أن مصر حجزت بالفعل دفعة أولى من عقار ( ريمديسيفير ) الأمريكي والذي تم اعتماده من إدارة الأغذية والدواء الأمريكية (FDA) ضمن بروتوكولات العلاج الجديدة للفيروس ،
كما أوضحت أنه جاري استخدام تقنية العلاج بالبلازما لعلاج المصابين بالفيروس ،
من جانبه أكد مستشار رئيس الجمهورية لشئون الصحة والوقاية ” محمد عوض تاج الدين ” أنه تم اختبار عقار ( أفيجان ) الياباني على (50) مصاباً بالفيروس بعدد من مستشفيات العزل بمصر ،
لمعرفة ورصد تأثيره الإكلينيكي على المصابين ، موضحاً أن العقار يساهم بالفعل في خفض فترة حضانة الفيروس ،
كما حقق نجاحاً في علاج بعض الحالات في الصين ..
كما أكد رئيس اللجنة العلمية لمكافحة فيروس كورونا بوزارة الصحة ” حسام حسني” أن وزارة الصحة تجري التجارب السريرية على عشرات العقاقير ،
من بينها عقار ( أفيجان ) ، والذي تم إعطاؤه بالفعل لعدد من المصابين بالفيروس بمصر .