السياسة والشارع المصريتحقيقات و تقاريرعاجل

بعد زيارة رئيس إريتريا.. علاقات تاريخية مثمرة بين القاهرة وأسمرة

علاقات قوية شهد التاريخ على صلابتها، فرغم المحن والظروف التى تمر بها القارة الأفريقية، لا تزال مصر وإريتريا مثلا يحتذى به فى القارة فلا يجتمعان إلا لخير شعوبهم والارتقاء بمواطنيها، الأمر الذي يتضح جليا فى زيارات الرئيس الإريتري للقاهرة، وآخرها زيارة أسياس أفورقي، رئيس دولة إريتريا، إلى مصر والتى استمرت ثلاثة أيام.

أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال لقائه مع أفورقي، رئيس دولة إريتريا، أهمية تطوير مشروعات التعاون الثنائي بين الجانبين خلال الفترة المقبلة، مع تذليل جميع العقبات في هذا الصدد، لا سيما في قطاعات البنية التحتية والكهرباء والصحة والتجارة والاستثمار والزراعة والثروة الحيوانية والسمكية، إلى جانب تكثيف برامج الدعم الفني المقدمة إلى الجانب الإريتري، بالإضافة إلى تنويع وتعزيز أطر التعاون المشترك في المجالين العسكري والأمني بين البلدين.

هذه الزيارة لم تكن الأولى لرئيس إريتريا، فقد سبقها 4 زيارات تناولت سبل تعزيز العلاقات المصرية الإريترية فى جميع المجالات، وعليه سنتعرض فى السطور التالية العلاقات بين مصر وإريتريا على مدار القرون الماضية.

مصر وإريتريا ساندت كل منهما الأخرى من أجل الوصول إلى الاستقرار منذ عام 1954، حيث أسست مصر إذاعة لقادة الثورة بهدف إعلاء الروح الوطنية بين الإريتريينا ليس ذلك فحسب، ولكن تم اتخاذ القاهرة مقرًا لتأسيس جبهة التحرير الإريترية فى يوليو 1960.

هكذا سعت مصر لأن يكون لإريتريا قرار مستقل وشعب يكون له السيادة الكاملة فى بلده حتى نالت استقلالها عام 1991، وعليه كانت مصر من أولى الدول التى أقامت علاقات سياسية ودبلوماسية مع إريتريا و قامت بفتح سفارة فى نفس عام الاستفتاء على الاستقلال 1993.

واستمر الدعم المصري لإريتريا عبر الأزمنة وفى جميع المجالات، ففى مصر تم تكوين كيان طلابى إريترى بالقاهرة عام 1955 تحت اسم (الجمعية الخيرية لأبناء إريتريا)، كما تم إنشاء النادى الإريترى عام 1964 بالقاهرة، هذا بالإضافة إلى المنح الدراسية التى قدمتها وزارة التعليم العالى المصرية للطلاب الإريتريين منفصلة عن الطلاب الإثيوبيين قبل عام 1993.

وعلى المستوى الاقتصادي تقدم مصر الكثير من المساعدات للدول الأفريقية من خلال الصندوق المصري للتعاون الفني مع أفريقيا ومنها إريتريا، ويقوم الصندوق المصري للتعاون الفني بإعداد دورات خاصة لدولة إريتريا في مجال الزراعة و”سبل الري الموفرة والزراعات الأقل استهلاكًا للمياه”، وذلك تفعيلًا للدور المصري في بناء الكوادر الإريترية.

فوق التقرير الصادر عن إدارة الدول والمنظمات الأفريقية ووحدة الكوميسا بجهاز التمثيل التجارى ارتفع حجم التبادل التجارى بين مصر وإريتريا، لـ119.05 مليون دولار خلال 2018، مقابل 104.8 مليون خلال 2017، كما ارتفاعت الصادرات المصرية إلى إريتريا؛ لتسجل 116.99 مليون دولار خلال 2018، مقابل 103.43 مليون خلال 2017.

وبالنسبة للعلاقات الثقافية كان للأزهر الشريف عبر التاريخ دورٌ بارزٌ في نشر وترسيخ الثقافية الإسلامية والعربية في إريتريا، حيث فتح الأزهر أبوابه لطلبة إريتريا للدراسة بالقاهرة.

زر الذهاب إلى الأعلى