تشهد نيجيريا حالة غير مسبوقة من عدم الاستقرار الأمني ، وخاصة في عاصمة البلاد الاقتصادية (لاجوس ) – كبرى مدن نيجيريا 20 مليون نسمة – ، بدأت منذ بداية شهر أكتوبر الجاري على خلفية مظاهرات عارمة إنطلقت إحتجاجاً على عنف وحدة من وحدات الشرطة المكلفة بمكافحة الجريمة ، لكنها متهمة بإرتكاب إعتداءت وإعتقالات وإطلاق النار بشكل غير قانوي – تم حلها بالفعل بتاريخ 11 أكتوبر 2020 – ، ومنذ ذلك الوقت دعا المتظاهرين بالمزيد من التغييرات في قوات الأمن ، وإجراء إصلاحات في طريقة إدارة البلاد ، ولا زالت الإحتجاجات مستمرة ، وقد أسفرت أعمال العنف التي إندلعت خلال تلك الإحتجاجات عن مقتل (69) شخص حتى الآن من بينهم عناصر من الشرطة ، فيما أفادت مصادر بأن هذه الحصيلة إرتفعت إثر قيام السلطات بإطلاق الرصاص الحي ضد المتظاهرين في محاولة لتفريق المظاهرات وذلك بتاريخ (20) أكتوبر 2020 .
هذا وقد فرضت عدة ولايات حظر تجول بعد مواجهات أستمرت أسبوعين ومازالت قائمة بين الأجهزة الأمنية والمحتجين .. في المقابل قام المتظاهرين بإنتهاك حظر التجوال ، وتم الإعلان عن قيام القوات المسلحة بإطلاق النار على الحشد الذي انتهك حظر التجول ، الأمر الذي أدى إلى تطور الأحداث وقيام المتظاهرين بحرق عدة مبانٍ ومقر قناة تلفزيونية معروفة بارتباطها بسياسي قريب من الحزب الحاكم ، كما قاموا بإضرام النار في موقف حافلات رئيسي وبالعديد من المباني العامة والخاصة الأخرى .
وفي إطار سعي الحكومة لتهدئة التوترات ، قدمت حكومة ولاية ( لاجوس ) بتاريخ (24) أكتوبر 2020 قائمة بالملاحقات القضائية الجارية ضد ضباط الشرطة المتهمين بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان ، وأكد حاكم الولاية ” بابا جيدي سانو أولو ” قائلاً : ( اليوم يبدو يوماً جيداً لمواصلة العمل على إعادة بناء لاجوس ، والقضاء على وحشية الشرطة ) .. كما ألقي الرئيس ” بخاري ” خطاباً للشعب يوم (23) أكتوبر 2020 ، حث فيه الشباب على عدم مواصلة الاحتجاجات والمشاركة على نحو فعال في إيجاد حلول .
من جانبهم نظم مواطنون نيجيريون مظاهرات في عدة عواصم أوربية من بينها ( لندن ) وأفريقية من بينها ( رواندا / جنوب أفريقيا ) ، دعماً لمطالب المتظاهرين ، كما توالت دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي تطالب باستقالة الرئيس النيجيري ” بخاري ” ، خاصة من جانب نجم الموسيقى النيجيرية ” دافيدو ” ومتابعيه المقدر عددهم بالملايين ، حيث كتب النجم الموسيقي النيجيري على موقع ” تويتر ” قائلاً : ( بخاري ، أنت فاشل عجوز وغير كفء .. لا نريدك ، ولا نريد نائبك ولا رئيسك للشرطة .. استقيلوا ) .
من جانبها أعلنت الرئاسة التزامها بـ ( إصلاح الشرطة ) ودعت المتظاهرين من جديد إلى التزام الهدوء .. وأكدت الشرطة أن مفتشها العام ” محمد أدامو ” أمر بنشر كافة القوات والموارد فوراً لوقف أعمال العنف والنهب وتدمير المنشآت والممتلكات على أيدي مجرمين يتنكرون في هيئة محتجين ، كما أكد حاكم ولاية ( لاجوس ) أن الجيش عرض الانتشار في الولاية إذا تطلب الأمر لحماية الأعمال الرئيسية والمواقع الحكومية .