تمر، اليوم، الذكرى الـ236 على قيام الرئيس الأمريكى الأسبق بنجامين فرانكلين بكتابة رسالة إلى ابنته يظهر فيها إحباطه بسبب اختيار النسر كرمز للولايات المتحدة بدلًا من الديك الرومى، وذلك فى مثل هذا الوقت عام 1784، حيث أرسل رسالة إلى ابنته ينتقد فيها الرمز الذى تم اختياره للبلاد وهو النسر الأصلع، ويعدد مناقب الديك الرومى الذى اقترحه بدلا من النسر، وذلك بحسب ما تنشر الصحف الأمريكية منذ الذكرى المئوية للاستقلال عن بريطانيا.
ووفقا لتلك الرسالة فقد انتقد فرانكلين النسر الأصلع لأن “طباعه سيئة فهو يسرق الطعام من الصقور بدلا من القيام بالصيد بنفسه كما أنه جبان” فيما وصف الديك الرومى بأنه “طائر محترم للغاية ومن سكان أمريكا الأصليين وشجاع”.
وكاد يمثل هذا الطير الشعار الرسمى للولايات المتحدة الأميركية أثناء تولى بنجامين فرانكلين سدة الرئاسة الأمريكية، إذ كان يتصدّر موائد الأمريكيين فى مناسبة “عيد الشكر”؛ فحسب إحصاءات أخيرة تبين أن 97 فى المائة منهم يتناولونه كطبق رئيسى فى هذه المناسبة، ويستهلكون من لحمه ما يوازى 675 مليون رطل سنويا.
ومنذ عام 1947 اعتمدت فى أمريكا فيدرالية الديوك الرومية الأمريكية، وهو تقليد سنوى يقضى بأن يقدّم للرئيس ديكين مذبوحين وآخر حيًّا لمناسبة عيد الشكر، فيصدر أمرا بالعفو عنه ليؤخذ بعد ذلك ويعيش عمره الطبيعى فى مزرعة خاصة لديوك رومية تجرى عليها الدراسات والأبحاث من قبل أطباء بيطريين. وقد تابع الملايين هذا المشهد فى العام الحالى، عندما أعفى الرئيس باراك أوباما عن آخر ديك رومى خلال ولايته، ضمن حفل خاص أُقيم بالمناسبة فى حديقة الورد فى البيت الأبيض.
لم يقترح بنجامين فرانكلين، وهو أحد مؤسسى الولايات المتحدة، أن يكون الديك الرومى الطائر القومى للولايات المتحدة الأمريكية، لكنه فى الغالب سوء فهم لرسالة كتبها فرانكلين لابنته فى عام 1784، والمسألة أنه لم يكن فرانكلين يعتقد أن الديك الرومى يجب أن يكون الطائر الوطني، ولكن فقط سيكون خيارا أفضل من النسر الأصلع، وكان النسر، كما يعتقد فرانكلين، طائرا ذا طابع أخلاقى سيء بسبب طبيعته كنابش فى الفضلات.
وكان الديك الرومى الذى شعر به فرانكلين رمزا أكثر ملاءمة للولايات المتحدة لسببين، السبب الأول هو أن الديك الرومى الذى أحبه فرانكلين طائرا فى الأمريكتين فقط، والسبب الثاني، اعتبر فرانكلين الديك الرومى من الطيور الشجاعة الذى لن يتردد فى مهاجمة أحد الحراس البريطانيين الذين يجب أن يفترضوا أن يغزو فناء مزرعته مع المعطف الأحمر.