أكد رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي في تونس، السبت، على ضرورة التعاون الأمني بين البلدين خلال الفترة الانتقالية وخروج ليبيا من الفوضى.
وصل المنفى السبت إلى تونس في زيارة تستمر ثلاثة أيام هي الأولى للبلد الجار منذ توليه مهام منصبه مطلع فبراير.
وقال المنفي في تصريح صحافي مشترك مع الرئيس قيس سعيّد الذي استقبله في قصر قرطاج “تناولنا التعاون الأمني، ونعرف بأن هذه المرحلة شديدة الخطورة خصوصا في المنطقة. لابد أن يكون هناك استقرار أمني”.
وتابع “البعد الأمني هو أهم الأبعاد التي لابد التركيز عليها، أمن ليبيا من أمن تونس”.
من جانبه أكد سعيّد على “إرادة قوية ثابتة لاستكمال المسار الذي بدأ بعد تولي القيادة في ليبيا”.
وشدد على “وقوف الشعب التونسي الى جانب أشقائه في ليبيا في اعادة بناء مؤسساته وفي تأمين هذه المرحلة الانتقالية”.
تشهد ليبيا موجة تفاؤل نادرة بإحلال الاستقرار الأمني والسياسي، مع سعي رئيس الوزراء الموقت عبد الحميد الدبيبة إلى توحيد المؤسسات الليبية والتحضير للانتخابات المقررة في 24 ديسمبر.
وفي المقابل هناك تخوف على الوضع الأمني مع استمرار انتشار المرتزقة في البلاد.
أدت إطاحة معمر القذافي وقتله في انتفاضة العام 2011 التي دعمها حلف شمال الأطلسي إلى إغراق ليبيا في صراع دموي على السلطة استمر عقدا.
تأتي زيارة المنفي بعد أسبوع من زيارة رئيس الحكومة التونسية هشام المشيشي الى طرابلس حيث شدد على رغبة بلاده في تحفيز التعاون الاقتصادي مع البلد الجار في وقت تعيش تونس أزمة اقتصادية حادة.
كما شهدت تونس هجمات دموية نفذها إسلاميون متطرفون ويعتقد أنه تم التخطيط لها في ليبيا واستهدفت سياحا وأمنيين وعسكريين خلال العامين 2015 و2016.
وفي أول زيارة رسمية منذ عام 2012، توجه الرئيس التونسي قيس سعيّد الى ليبيا منتصف مارس الفائت لدعم الحكومة الجديدة إثر تسلمها السلطة.
كما تطرّق المنفي وسعيّد السبت إلى ضرورة التعاون الاقتصادي خصوصا في ما يتعلق بتوفير العمالة التونسية في ليبيا.
بين تونس وليبيا علاقات اقتصادية وثيقة إضافة إلى ارتباطات عائلية بين جانبي الحدود، لكنها تضررت إثر سقوط نظام معمر القذافي عام 2011. رغم ذلك، ما زالت تونس وجهة أساسية لليبيين للسياحة والعلاج، لا سيما لدى سكان غرب البلاد.
ظلت ليبيا سوقا رئيسية ومتنامية للاقتصاد التونسي حتى عام 2011 قبل أن تنهار المبادلات منذ عام 2014.