نشرت الصحيفة مقال ذكرت خلاله أنه عادة ما يتم انتقاد قادة وشعوب الدول الغربية لأنهم في الوقت الذي ينادون فيه بالحرية والقيم الديمقراطية، فإنهم لا يقدمون سوى القليل من الدعم لتلك المبادئ خارج بلادهم، وهذا ما ينطبق في حالة دولة تونس، موضحة أنه على الرغم من أن تونس هي الدولة التي بدأت ثورات الربيع العربي في 2011، إلا أن الغرب قام بتجاهلها بشكل كبير ولم يهتم بها مثل اهتمامه بما يحدث مع الثوار في كلاً من (ليبيا/سوريا)، مضيفة أن تونس هي الدولة الوحيدة التي تجرى بها انتخابات حرة بانتظام.
أوضحت الصحيفة أن قرارات الرئيس التونسي بإقالة الحكومة وتجميد أعمال واختصاصات البرلمان كانت ضرورية لمواجهة التدهور الاقتصادي ووباء كورونا، حيث أكدت منظمة الصحة العالمية أن تونس هي الدولة الأكثر تضرراً في إفريقيا بسبب كورونا بعد فشل حكومتها في اتخاذ التدابير الاحترازية الكافية.
ذكرت الصحيفة أن الديمقراطية البرلمانية ليست لعبة قصيرة المدى، وأن البلد التي تخلت عن المناقشات لاتخاذ إجراءات حاسمة أصبحت تندم على ذلك، مضيفة أنه من السهل اختيار زعيم قوي ولكن من الصعب التخلص منه، حيث إنه منذ أن تولى الرئيس “السيسي” زمام الأمور في مصر للخروج من مأزق مماثل في عام 2013، مدعوماً بهتافات العديد من مواطنيه إلا أنه لم يظهر أي علامة على تخفيف قبضته بعد مرور (8) سنوات.
أضافت الصحيفة أن تونس ستكون وسط صراع بين المتخاصمين المستبدين في المنطقة، زاعمة أن الرئيس “السيسي” وشخصيات مستبدة أخرى مثل الجنرال الليبي “حفتر” مدعومين من (الإمارات/السعودية) سيكونون في مواجهة (تركيا/قطر) الذين يدعمون الإسلاميين بمن فيهم رئيس البرلماني التونسي السابق “الغنوشي” الذين يحاولون تشكيل الديمقراطية في الشرق الأوسط ، ولقد جلب مثل هذا الصراع الخراب إلى ليبيا ، موضحة أنه لا ينبغي السماح لهم بفعل الشيء نفسه في تونس ، وذكرت الصحيفة أن وزير الخارجية الأمريكي “أنتوني بلينكن” قد تحدث بهدوء مع الرئيس “سعيد” يوم الاثنين وتم التأكيد على احترام مبادئ الديمقراطية وأمهله (30) يوم لتحقيق ذلك ، وذكرت الصحيفة أن على الغرب مراقبة ما يحدث في تونس بدقة والاستعداد لاستخدام سلطته.