عبر رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، عن سعادته البالغة باستقبال الرئيس عبد الفتاح السيسى والرئيس القبرصي خلال القمة الثلاثية التاسعة، مضيفا أن التوقيع على اتفاقية التعاون في مجال نقل الكهرباء، تهدف لتنويع مصادر الطاقة مما يجعل مصر موردا أساسيا للطاقة الكهربائية الناجمة عن الطاقة الشمية والتي سيتم مدها إلى أوروبا.
وأضاف “ميتسوتاكيس” في مؤتمر صحفي مشترك عقب القمة المصرية اليونانية القبرصية، أن هناك آلية تعاون وثيقة بين الدول الثلاث في مجال الطاقة، مشيرًا إلى أن مصر تعد مركزا مهمًا للطاقة في منطقة شرق المتوسط، كما أن هناك تعاون في مجال مكافحة فيروس كورونا، موضحا أن اليونان أهدت مصر 250 ألف جرعة من لقاحات كورونا، كما أن هناك تعاون في مجال التغير المناخي على المدى الطويل وأيضا مصادر الطاقة المتجددة، مما يعكس آفاق التعاون الواسعة بين الدول الثلاث.
وقال إن الطاقة لا تعد فقط نقطة التقاء للمصالح المشتركة بين اليونان ومصر وقبرص أو أولوية استراتيجية للدول الثلاث فقط ولكن جسر تعاون بين مصر وأوروبا، مؤكدا أن مصر تقوم بدور محوري في نقل الطاقة لأوروبا خاصة في ظل الاضطرابات الجثيمة التي تحدث في سوق الطاقة، مضيفا أن مصر تقوم بدور فعال في شبكة نقل الطاقة والغاز الطبيعي.
وأشار إلى أن هناك آفاق لموقف بناء فيما يتعلق بحل القضية القبرصية، موضحًا أن موقف اليونان ملتزم بقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن، مؤكدا أهمية إعادة البدء في إجراء حوار وضمان التوقيع على الاتفاقيات في إطار القانون الدولي.
ولفت رئيس وزراء اليونان، إلى أن اليونان ومصر وقبرص ملتزمة باحترام الشرعية الدولية، موضحا أن الدول الثلاث أبرمت اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بعد جهود استمرت على مدار فترة زمنية طويلة، واصفاً هذه الاتفاقية بأنها نموذج يحتذى به.
وأوضح أن القمة تناولت تبادل الأفكار حول الأوضاع في ليبيا والتي تؤثر على المنطقة، مشيرًا إلى أن إجراء الانتخابات الليبية في ديسمبر المقبل دون أي تأجيل يمثل خطوة هامة نحو تحقيق الاستقرار في المنطقة بالتوازى مع أهمية انسحاب المرتزقة والقوات الأجنبية من الأراضي الليبية.
وأضاف رئيس وزراء اليونان، أن الدول الثلاث أكدت على أهمية التحول الديمقراطي في ليبيا والأخذ بمبادرات التعاون الاقتصادي موقع التنفيذ وهو ما سيتبلور في المؤتمر المقرر انعقاده في باريس حول ليبيا.
وشدد رئيس وزراء اليونان على أن مصر واليونان وقبرص تدعم الاستقرار في أفغانستان بشكل عاجل، كما ناقشت القمة قضية اللاجئين، لافتًا إلى أنها قضية تشغل اليونان أمام تدفقات بشر يعانون، ولكن أصبحوا أداة في يد أطراف أخرى وهم المهربون، مشيدا بالموقف الهادئ الذى تتبعه مصر في هذا الشأن، والذى لم تطلب فيه أي مقابل في مواجهة تدفقات المهاجرين ولا تحاول استغلال هذه القضية.
وأكد “ميتسوتاكيس” على العلاقات الوثيقة بين مصر واليونان والتي تعود إلى الحضارة والثقافة المشتركة والعلاقات التاريخية، وقال إن اليونانيين حاضرين دائما في مصر ولدينا عشرات آلاف اليونانيين في مصر.
وأوضح أن القمة أكدت على البعد المتوسطي للاتحاد الأوروبي والذي يمكن الاستناد عليه في التعاون بين الدول الثلاث فيما يتعلق بالتغير المناخي والأمن والحدود البحرية والتعاون في مجال الطاقة وايضا الربط الكهربي الذي تم توقيعه.