نشرت الصحيفة مقالاً للسفير المصري لدى الولايات المتحدة “معتز زهران” أكد خلاله أن السلطات في مصر قامت مؤخراً بإعادة افتتاح شارع أبو الهول القديم (طريق الكباش)، لاستعادة هذه الأعجوبة التاريخية بعد عقود من عمل هيئة الآثار، وأضاف أنه في تكساس أعاد متحف هيوستن للعلوم الطبيعية للتو افتتاح قاعة مصر القديمة التي تضم معرضاً خاصاً عن “رمسيس وذهب الفراعنة”، معرباً عن فخره بمشاركة كنوز الماضي المصري مع العائلات في تكساس، مؤكداً بالقول: “نعمل معاً لتعزيز علاقاتنا الأمنية والاقتصادية والثقافية”، وأشار إلى زيارة وزير البترول “طارق الملا” إلى تكساس هذا الأسبوع من أجل تعزيز الشراكة بين الجانبين.
وأوضح “زهران” أن تكساس هي أكبر مستورد للبضائع المصرية وثاني أكبر شريك تجاري لمصر في الولايات المتحدة، وأضاف أنه لطالما كانت تكساس رائدة في إنتاج الطاقة العالمية، مؤكداً أن مصر تعمل لتحقيق نفس الهدف في الشرق الأوسط وأفريقيا، موضحاً أن الاستثمارات المشتركة في الطاقة تعتبر ذات أهمية خاصة مع انتقال مصر إلى الطاقة الخضراء واستعدادها لاستضافة قمة الأمم المتحدة السابعة والعشرين لتغير المناخ العام المقبل، وأضاف أنه بينما أحرزت مصر تقدماً جيداً فيما يتعلق بإنتاج الطاقة العالمية والتجارة، فإن الحقيقة هي أن التهديدات الأمنية يمكن أن تؤثر على العمل المشترك في منطقة الشرق الأوسط المضطربة.
كما ذكر “زهران” أن حجر الزاوية في العلاقات بين (مصر / الولايات المتحدة) هو التزامهما المشترك بالأمن والاستقرار الإقليميين، ولكن يجب القيام بالمزيد من العمل، وأوضح أن أخطر تهديد للاستقرار الإقليمي هو احتمال حدوث سباق تسلح نووي في الشرق الأوسط، مضيفاً أنه لا يمكن السماح لدول المنطقة بالحصول على أسلحة نووية، فهذا من شأنه زعزعة استقرار المنطقة وتعريض الأمن الإقليمي والدولي للخطر، وتقويض الجهود المبذولة لتحقيق السلام والأمن والتنمية والازدهار، مشيراً إلى أن هذا هو سبب أهمية جعل منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من الأسلحة النووية وجميع أسلحة الدمار الشامل الأخرى.
وأوضح “زهران” أن مصر ستعمل مع الوكالات الأمريكية والدولية لضمان ألا يصبح هذا الكابوس حقيقة واقعة، وأن يتم استخدام أي تقنية نووية لأغراض الطاقة المدنية فقط، مشيراً إلى أنه لا يزال الشرق الأوسط يعاني من الجماعات الإرهابية الخبيثة والأنشطة العسكرية التي تتجاوز الحدود الإقليمية، موضحاً أن بعض هذه المخاطر تشكل خطراً واضحاً وقائماً على مصالح الأمن القومي المشتركة.
وقد ذكر “زهران” أن مصر تعمل بنشاط مع الولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب، بما في ذلك محاربة تنظيمي (داعش / القاعدة) بالإضافة إلى الجهود الدبلوماسية لتحقيق الاستقرار في بؤر التوتر الإقليمية، وقد كان هذا النهج جزءً لا يتجزأ من إجراء الانتخابات في ليبيا وإخراج القوات الأجنبية والمرتزقة من البلاد، وأوضح أنه لا يمكن السماح لدول أخرى في المنطقة بأن تقع تحت سيطرة المتطرفين الراديكاليين، مشدداً على أن مصر ستواصل تكثيف الجهود مع الولايات المتحدة لمواجهة الجماعات الخبيثة التي تهدد مصالح الأمن القومي المشتركة وتسعى إلى إلحاق الضرر بالولايات المتحدة.
كما أكد “زهران” أن مصر تؤمن إيماناً راسخاً بحق المرور الحر للشحن التجاري عبر قناة السويس والممرات المائية الأخرى، مشدداً على أن مصر ستعمل مع الولايات المتحدة لمواجهة وإيقاف أولئك الذين يعرضون التجارة الدولية للخطر، مؤكداً بالقول: “عندما يتعلق الأمر بمكافحة الإرهاب وتأمين المصالح المصرية والأمريكية، فليس للولايات المتحدة حليف أقوى في المنطقة من مصر”.
وأضاف “زهران” أنه في الوقت الحالي، تعمل مصر بنشاط مع الحرس الوطني في تكساس لتقييم المخاطر ومواجهة تهديدات الأمن القومي مع تعزيز السلام والازدهار المشترك، مشيراً إلى التعاون والشراكة بين الحرس الوطني في تكساس والجيش المصري وحلفاء الولايات المتحدة في مكافحة الأنشطة الإرهابية في الشرق الأوسط، مضيفاً أن هذه الشراكة المتعمقة تتضمن التعاون والعمل في العمليات الجوية والبرية والبحرية المشتركة لحماية السفن البحرية والتجارية الأمريكية التي تمر عبر قناة السويس وشرق البحر المتوسط.
كما أكد “زهران” أن القيادة التي أظهرتها تكساس والجنرال “تريسي نوريس” من الحرس الوطني كانت حيوية وذات أهمية بالغة في إطلاق حقبة جديدة من التعاون الدفاعي بين مصر والولايات المتحدة في عالم ما بعد أفغانستان وحماية الشراكة الاقتصادية التي تدفع عجلة النمو في (تكساس / القاهرة).
واختتم “زهران” بالقول: “في حين أن المخاطر كبيرة، يجب أن تستمر الأمور في التغيير حيث تعمل تكساس ومصر معاً لتعميق العلاقات لمعالجة المخاطر والتهديدات الجيوسياسية التي تواجه أمننا القومي، وأود نقل تقدير بلدي لولاية تكساس، وتوضيح التحدي المتمثل في حماية ما بنيناه حتى الآن والاستثمار في مزيد من التعاون لصالح كافة الأمريكيين والمصريين على حدٍ سواء”.