ذكرت وكالة إنترفاكس للأنباء، اليوم الجمعة، نقلا عن مسؤول بمنطقة دونيتسك الانفصالية أن روسيا فرضت حظر طيران فوق منطقة دونباس.
ومنذ بدء الحرب الروسية-الأوكرانية في 24 فبراير، دعا الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي حلف الناتو إلى تطبيق حظر طيران فوق بلاده، وكرر الأمر وزير الخارجية، دميترو كوليبا.
في المقابل، استبعد أمين عام حلف الناتو ينس ستولتنبرج إقامة منطقة حظر طيران فوق أوكرانيا، مبررا ذلك بأنه لا يجب أن تدخل مقاتلات للحلف المجال الجوي الأوكراني، أو قوات للحلف على الأراضي الأوكرانية، لأن هذا يعني إسقاط طائرات روسية، وهو الأمر الذي قد يسبب حربا كاملة الأركان في أوروبا.
وتوافقت تصريحات أعضاء في الحلف مع الأمين العام، فأكدت الخارجية الأمريكية أن الدعم المقدم لأوكرانيا هو الإمدادات والمعدات دون التطرق لتطبيق فرض حظر الطيران.
ومنذ أيام، شدد وزير الدفاع البريطاني، بين والاس، على أن حظر الطيران يحتاج إلى قوات جوية غربية ما قد يؤدي إلى معارك جوية مع المقاتلات الروسية، منوها إلى أن الحظر سيضر بأوكرانيا لمنعه تحليق الطائرات الأوكرانية أيضا، ما يسمح لروسيا بالتحرك بحرية لاعتمادها على صواريخ وقذائف لن تتأثر بحظر الطيران.
من ناحية اخرى أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أن أوكرانيا لا تزال تسيطر على مناطق رئيسية من البلاد تحاول القوات الروسية السيطرة عليها، بعد أسابيع من هجومها المتواصل.
وقال زيلينسكي في رسالة عبر الفيديو في وقت مبكر من اليوم الجمعة، على تيليجرام: “القوات الأوكرانية ردت على كل هجوم شنته الوحدات الروسية”.
وتابع أنه لن يتخلى “السكان في مدن مثل ماريوبول في جنوب البلاد، وخاركيف في شرقها، وتشيرنيهيف في شمالها، والتي لا تزال تحاصرها القوات الروسية” مضيفًا “ستكونون أحرارًا”.
وشكر زيلينسكي الرئيس الأمريكي جو بايدن على مساعدته “الجديدة والفعالة”، ووعد بمساعدة رواد الأعمال بالحد من الإجراءات الروتينية وتقديم قروض دون فوائد خلال الصراع المسلح.
مدينة لفيف
وأعلن رئيس بلدية لفيف أندري سادوفي أن صواريخ روسية ضربت اليوم الجمعة حي مطار هذه المدينة الأوكرانية الكبيرة الواقعة بالقرب من الحدود البولندية، فيما كشف مسؤول أمريكي عن وجود علامات على هجوم روسي برمائي وشيك، على أوديسا.
وقال سادفي على صفحته في فيس بوك إن “صواريخ أصابت حي مطار لفيف”، مؤكدا أن الضربة لم تصب المطار مباشرة.
وأفادت قناة أوكرانيا 24 التلفزيونية عبر تطبيق تيليجرام للتراسل بأن دوي ما لا يقل عن 3 انفجارات سُمع في مدينة لفيف في غرب أوكرانيا صباح اليوم الجمعة.
ونشرت مقطعا مصورا قصيرا تظهر فيه سحابة كبيرة من الدخان تتصاعد في الأفق.
من جانبه، كشف مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية وجود علامات على هجوم روسي برمائي وشيك، على مدينة أوديسا الأوكرانية، المطلة على البحر الأسود.
وأضاف المسؤول الأمريكي، أن واشنطن تواصل العمل مع حلفائها وشركائها، بشأن إمكانية مساعدة أوكرانيا بأنظمة دفاع جوي بعيدة المدى، وأنظمة أخرى تدرب عليها الأوكرانيين.
وأشار إلى أن هناك مؤشرات غير مؤكدة، على أن الروح المعنوية الروسية آخذة في التراجع.
وفي وقت سابق، كشفت المخابرات العسكرية البريطانية أن الاجتياح الروسي لأوكرانيا توقف إلى حد بعيد على جميع الجبهات، مع تكبد القوات الروسية خسائر فادحة دون تحقيق تقدم يذكر في البر أو البحر أو الجو في الأيام القليلة الماضية.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية: “لا تزال المقاومة الأوكرانية قوية ومنسقة جيدا”.
وأضافت: “لا تزال الأغلبية العظمى من الأراضي الأوكرانية، بما في ذلك جميع المدن الكبرى، في أيدي الأوكرانيين”.
ويأتي ذلك بالتوازي مع تقديم جهة ثالثة حصيلة لقتلى الجيش الروسي في المعارك المستعرة منذ 3 أسابيع.
وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز”، الأميركية نقلا عن مسؤولين بالاستخبارات في الولايات المتحدة أن “التقديرات المتحفظة” تشير إلى مقتل 7 آلاف جندي روسي، وهو ما رقم يفوق قتلى الجيش الأمريكي في حربي العراق وأفغانستان طوال 20 عاما.
وبحسب الأرقام الرسمية الأوكرانية، فقد خسر الجيش الروسي أكثر من 13 ألف جندي منذ اندلاع الحرب في 24 فبراير الماضي.
أما روسيا، فقد اعترفت في مطلع مارس الجاري فقط بخسارة أقل بقليل من 500 جندي، ومنذ ذلك الحين لم تنشر أرقاما جديدة.
وفي محاولة لإظهار “الخسائر الفادحة” في صفوف القوات الروسية، عقدت “نيويورك تايمز” مقارنة، فقالت إن الجيش الأمريكي فقد في 36 يوما نحو 7 آلاف جندي من مشاة البحرية خلال معركة آيوو جيما باليابان، إبان الحرب العالمية الثانية، وتعد واحدة من أكثر معارك الجيش الأميركي ضراوة في تاريخه.
وفي المقابل، خسر الجيش الروسي العدد ذاته من القتلى في حرب أوكرانيا، لكن في 20 يوما فقط.