تشهد مصر حراكاً قوياً في مجال أمن المعلومات والشبكات، وذلك تزامناً مع الاهتمام الدولي المتزايد بشأن أمن المعلومات، في ظل ما تشهده بعض دول المنطقة من اختراقات أمنية للبنية التحتية والشبكات والمعلومات نتيجة التطورات التكنولوجية المتسارعة.
وإدراكاً منها لخطورة هذه التهديدات، فقد أولت الدولة المصرية اهتماماً بالغاً بهذا المجال وسارعت باتخاذ العديد من التدابير والإجراءات لتنظيم الفضاء الإلكتروني وحماية البيانات وذلك على كافة المستويات حتى تصبح قادرة على التصدي للتحديات والمخاطر العالمية الناجمة عن التهديدات السيبرانية، على النحو الذي يدعم جهود الدولة في بناء مصر الرقمية والتي يتم من خلالها رقمنة الخدمات الحكومية وتبني المعاملات الرقمية.
وفي إطار مواكبة هذه التطورات، استضاف مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، ممثلاً في قطاع إدارة الأزمات والكوارث والحد من المخاطر وبالتعاون مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، اجتماعاً لممثلي الجهات الوطنية والذي يهدف إلى الاستعداد وتنسيق الجهود وتعزيز عملية التواصل بين مختلف الجهات وذلك قبل البدء في إجراء مناورات سيبرانية لمحاكاة بعض سيناريوهات الهجمات السيبرانية على البنية المعلوماتية الحرجة للدولة المصرية بالتعاون مع المركز الوطني للاستعداد لطوارئ الحاسبات والشبكات والمجلس الأعلى للأمن السيبراني، والتي من المقرر إجراؤها على مدار يومي 28 ،29 مارس الجاري.
ويأتي هذا التدريب في إطار سعي المجلس الأعلى للأمن السيبراني للوقوف على المستوى الفني والتقني للأفراد العاملة بتلك الجهات وقياس مدى الجاهزية والاستجابة لمجابهة الحوادث السيبرانية على المستوى الوطني، والتصدي لمختلف الهجمات الإلكترونية تنفيذًا للاستراتيجية الوطنية للأمن السيبراني والتي تستهدف رفع المستوى الفني للكوادر العاملة بالبنى التحتية الحرجة للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
وشدد المركز في بيانه على خطورة الحوادث والهجمات السيبرانية، وما تفرضه من ضرورة اتخاذ جميع التدابير الاحترازية والإجراءات الاستباقية لمواجهة تلك الحوادث والتنبؤ بها قبل وقوعها نظراً لأضرارها بالغة الخطورة، وهو ما يتطلب رفع جاهزية مختلف الجهات لمواجهة أي تهديدات محتملة مع مواكبة أحدث المخاطر والاطلاع على أفضل الممارسات والتجارب الدولية في مجال الأمن السيبراني وزيادة قدراتنا الفنية بشكل مستمر.
وأشاد مركز المعلومات بالاهتمام الكبير الذي توليه الدولة المصرية بمجال الأمن السيبراني وتأمين البيانات وفقًا للاستراتيجية الوطنية للأمن السيبراني وذلك من خلال وضع منظومة وطنية لحماية أمن الفضاء السيبراني وبناء القدرات الوطنية المتخصصة في مجالاته.
وتابع المركز بأن المناورة السيبرانية التي من المقرر إجراؤها نهاية الشهر الجاري تعد بمثابة عملية محاكاة يتم من خلالها القيام بشن هجمات سيبرانية على الأهداف المرجوة، لاختبار درجة أمنها واكتشاف الثغرات ونقاط الضعف فيها، وتسعى هذه العملية إلى التأكد من قدرة الجهات على التعامل السريع مع الهجمات السيبرانية، وسلامة عملية التنسيق بين الجهات المعنية لصد الهجمة والرد عليها إن تطلب الأمر.
كما تستهدف المناورة السيبرانية كذلك مشاركة وتبادل المعلومات الفنية بين الجهات المعنية واختبار الأدوات التي يتم من خلالها اكتشاف الثغرات والفيروسات والتأكد من سلامتها والتوعية العامة للجهات المستهدفة وتطوير المهارات والقدرات البشرية في التعامل مع هذه النوعية من الهجمات.
الجدير بالذكر، أن الاجتماع التحضيري حظي بمشاركة ممثلي وزارات “الدفاع والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والطيران المدني والموارد المائية والري والصحة والسكان والبترول والثروة المعدنية والكهرباء والطاقة المتجددة والخارجية والمالية والتجارة والصناعة والتضامن الاجتماعي والزراعة واستصلاح الأراضي والسياحة والآثار”، وممثلي مركز معلومات مجلس الوزراء والهيئة الوطنية للإعلام وهيئة المحطات النووية.