أشاد الدكتور أبو بكر سار، سفير السنغال في القاهرة، بالموضوعات المطروحة للنقاش في الدورة الثالثة من منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين، مؤكدا أن كافة الموضوعات مهمة وتهم دول القارة الافريقية والعالم أجمع، مشيرا إلى أن القارة الافريقية تعاني من تحديات كبيرة عقب جائحة كورونا وتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية.
وأشار السفير السنغالي لدى القاهرة في تصريحات خاصة لـ”اليوم السابع” إلى أن أبرز التحديات التي تواجه دول القارة السمراء خلال الفترة الأخيرة هي ملف الإرهاب، الأمن والاستقرار، ملف الطاقة، والأمن الغذائي، وكل القضاء التي تصب في مصلحة القارة الإفريقية ونهضتها ووحدتها، مؤكدا أن هذه التحديات هي الأبرز خلال الفترة الراهنة.
وعن رئاسة السنغال للاتحاد الافريقي وأبرز المشكلات التي تركز عليها بلاده خلال رئاستها للاتحاد الافريقي، أكد السفير السنغالي أن بلاده لديها عدد من الملفات التي تعمل عليها باعتبارها أولوية وهي محاربة الإرهاب ومشكلة تغير المناخ، لافتا إلى أن هذه أبرز المشكلات التي ستعمل السنغال على معالجتها فضلا عن وجود تخوف من مشكلة المجاعة التي نخاف منها بعد انتهاء الحرب الروسية والأوكرانية.
وعن العلاقات المصرية السنغالية، أوضح الدكتور أبو بكر سار أن القاهرة وداكار لديهما علاقة وطيدة وهي علاقات أخوية وتاريخية بين البلدين، متوجها بالشكر للشعب المصري والرئيس عبد الفتاح السيسي داعيا الله أن يعينه في قيادة مصر إلى القمة.
وانطلقت في القاهرة اليوم الثلاثاء النسخة الثالثة لمنتدى أسوان للسلام والتنمية، والذى يعقد تحت شعار “أفريقيا في عصر من المخاطر المتتالية وقابلية التأثر المناخي: مسارات لقارة سلمية، قادرة علي الصمود ومستدامة”، ويأتي انعقادها انعكاسا لحرص مصر على الدفع بأجندة العمل الإفريقي خلال المرحلة الدقيقة التي تشهدها العلاقات الدولة.
كان وزير الخارجية سامح شكري قد شارك اليوم الثلاثاء، في فعاليات النسخة الثالثة من منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين، والتي تعقد يومي 21 و22 يونيو الجاري تحت عنوان “إفريقيا في عصر المخاطر المتتالية وقابلية تأثر المناخ: مسارات لقارة سلمية وصامدة ومستدامة”، بمشاركة عدد من الوزراء الأفارقة والعديد من المسئولين بالمنظمات الاقليمية والدولية ومختلف الشركاء الدوليين المعنيين بموضوعات تعزيز السلام وتحقيق التنمية المستدامة.
وصرح السفير أحمد حافظ، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، أن الوزير شكري ألقى كلمة خلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى والتي تناولت التحديات المختلفة التي تواجه القارة الإفريقية وسبل مواجهتها، حيث أكد في مستهل كلمته أن حرص السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي على توجيه كلمة مسجلة إلى المنتدى يؤكد على ما توليه مصر من أهمية لمنتدى أسوان الذي يجسد ملكية أبناء القارة لمصيرهم وريادتهم في طرح حلول شاملة وفعالة للتصدي للتحديات التي تواجه القارة بالتعاون مع مختلف الشركاء. وأضاف أن النسخة الحالية من المنتدى توفر مجالاً لإجراء حوار معمق حول التحديات المتشابكة التي تهدد أمن واستقرار إفريقيا، مع التركيز على إيجاد حلول مبتكرة تحقق أهداف أجندة الاتحاد الإفريقي 2063 وأجندة التنمية المستدامة لعام 2030.
وأضاف المتحدث الرسمي أن وزير الخارجية استعرض في كلمته كذلك رؤية مصر لمواجهة التحديات التي تواجهها القارة الإفريقية في ظل تطورات استثنائية غير مسبوقة يشهدها العالم على مختلف الأصعدة خلفت الكثير من التداعيات السلبية، وعلى رأسها أزمة الغذاء العالمية وجائحة فيروس كورونا. وأشار إلى الحاجة للعمل من أجل تنويع مصادر واردات الغذاء وتأمين سلاسل الإمداد لدول القارة، وضرورة تضافر الجهود الدولية لدعم الدول الإفريقية عبر تقديم حزم تحفيزية لاقتصاداتها وتخفيف ما تواجهه من أضرار، بجانب أهمية تبني نهجاً شاملاً لمكافحة الإرهاب والعمل على بناء مؤسسات وطنية إفريقية قوية قادرة على مواجهة المخاطر الإرهابية المتتالية.
كما قام وزير الخارجية بالتأكيد على حرص مصر، في ضوء استضافتها ورئاستها المقبلة للدورة 27 لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ COP27، على التنسيق مع الدول الإفريقية الشقيقة من أجل خروج المؤتمر بنتائج محددة تعزز عمل المناخ الدولي، وخاصةً فيما يتعلق بخفض الانبعاثات ودعم قدرات الدول النامية والإفريقية على التكيُف مع تغير المناخ وتوفير تمويل المناخ بجانب تنفيذ تعهدات المناخ. وأشار في هذا الصدد إلى تركيز النسخة الحالية لمنتدى أسوان على القضايا المرتبطة بتغير المناخ في ضوء تأثيراته المتزايدة على التنمية والسلم والاستقرار في إفريقيا، ومن بينها الترابط بين التكيُف مع تغير المناخ وبناء السلام وتداخل تغير المناخ مع الأمن الغذائي والمائي والعلاقة بين النزوح وتغير المناخ في إفريقيا.
واختتم حافظ تصريحاته بالإشارة إلى توجيه وزير الخارجية الشكر لكافة الشركاء، من دول ومنظمات إقليمية ودولية وقطاع خاص ومراكز بحثية، الذين حرصوا على دعم المنتدى بمختلف الأشكال، موضحاً أن ذلك يقدم مثالاً عملياً على التعاون البنّاء الذي يهدف إلى تمكين دول القارة من تحقيق آمال وطموحات شعوبها في إطار التضامن والتكاتف الدولي.