24 ساعة فقط تفصلنا عن أقوى وأكبر المناورات العسكرية على مستوى الشرق الأوسط، والتي سيشارك فيها الآلاف من القوات الخليجية والعربية والإسلامية وبمشاركة مصرية، وتعد خطوة هامة في ظل التطورات الأمنية والسياسية التي تشهدها المنطقة.
رسالة واضحة
وتعكس رسالة العاهل السعودي مدى الإرادة السياسية والتعاون والتوافق المشترك بين الدول المشاركة، وتؤكد أن القوات المشاركة تعمل لاستثمار الخبرات بهدف توحيد الصفوف وتطوير الكفاءات العسكرية وتأهيل الجيوش للتصدي لظاهرة الإرهاب التي تهدد أمن المنطقة، وعلى الرغم من حرص المملكة على إقامة تمارين عسكرية على مدار العام، إلا أن تدريبات “رعد الشمال”، بحسب مراقبين عدة، ليست مجرد مناورات تشارك من خلالها عدة دول، بل إنها رسالة تجسد كلمة خادم الحرمين الشريفين للرئيس الأمريكي باراك أوباما: “نحن لسنا بحاجة أحد”.
الدول المشاركة
وتأتي مناورات “رعد الشمال” ضمن خطة تدريبات عسكرية (برية وبحرية وجوية) مشتركة بين المملكة العربية السعودية وعدة دول خليجية وعربية وإسلامية. ومن أبرز الدول المشاركة الإمارات ومصر والأردن والبحرين والسودان واليمن وباكستان.
ووفقاً لوسائل إعلام سعودية، تبدأ غداً الإثنين مناورات “رعد الشمال” في محافظة حفر الباطن شمال شرق المملكة التي تبعد عن العاصمة الرياض مسافة 500 كم. وتنطوي هذه التدريبات العسكرية على أهمية كبرى على مستوى المنطقة والعالم، للعدد الهائل من الجيوش المشاركة التي تصل إلى نحو 250 ألف عسكري من مختلف الدول وستستمر لمدة 18 يوماً.
الأهداف
ومن أهم أهداف مناورات “رعد الشمال” تعزيز التعاون العسكري بين الدول الخليجية والعربية والإسلامية المشاركة والحفاظ على أمن واستقرار المنطقة والتصدي لأي تهديدات إرهابية، وتمهيد القوات لتنفيذ مهام عسكرية مشتركة في ظل إعلان السعودية رغبتها بإرسال آلاف المقاتلين للقيام بعمليات برية في سوريا بهدف القضاء على تنظيم داعش الإرهابي، بالإضافة إلى تطوير الكفاءات ورفع الجاهزية القتالية للجيوش المشاركة، وتدريب المقاتلين على الآليات العسكرية الحديثة، وأخيراً الحد من التدخلات الإيرانية في المنطقة وتحديداً في سوريا والعراق ولبنان واليمن.
توقيت خطير
ويأتي موعد إقامة تدريبات “رعد الشمال” بالتزامن مع تطورات عربية وإقليمية متلاحقة بشأن الملف السوري، حيث قالت دولة الإمارات العربية المتحدة أمس الأحد “إنها مستعدة لإرسال قوات برية إلى سوريا في إطار التحالف الدولي الذي يقاتل تنظيم داعش”، في الوقت نفسه كشف مصدران سعوديان أن المملكة العربية السعودية وتركيا عيّنتا قيادة لقوات مشتركة ستدخل سوريا من الشمال عبر الأراضي التركية. وتعد هذه كلها تكهنات باحتمالية إقامة هذه المناورات التدريبية الضخمة بهدف المشاركة برياً في سوريا لوقف جرائم الحرب التي يرتكبها نظام الأسد في حق الأبرياء.