أكد سفير أوزبكستان بالقاهرة منصوربيك كيليتشيف على الدور المحوري لمصر التي تعد ركيزة أساسية لإرساء دعائم السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في ضوء دورها المهم في قضية السلام بالشرق الأوسط والتوصل إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
ووصف السفير خلال حوار مع وكالة أنباء الشرق الأوسط بمناسبة الاحتفال بالعيد القومي لأوزبكستان الذي يوافق غدًا الخميس العلاقات بين مصر وأوزبكستان بأنها علاقات ودية تقوم على أساس الثقة المتبادلة وتشكل القواسم التاريخية والثقافية بين الشعبين المصري والأوزبكي أساسًا متينًا لتعزيز التعاون الثنائي.
وأكد أن مصر تعد شريكًا واعدًا لأوزبكستان وبوابة لدخول الأسواق في إفريقيا، مشيرًا إلى أن بلاده تحتفل هذا العام بالذكرى الحادية والثلاثين لاستقلالها التي تزامنت مع الذكرى الثلاثين لإقامة العلاقات الدبلوماسية مع مصر في 23 يناير عام 1992.
وعن الزيارات المتبادلة، قال إن المحادثات رفيعة المستوى التي عقدت بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الأوزبكي شوكت ميرضيائيف في طشقند يومي 4 و5 سبتمبر عام 2018 اكتسبت أهمية تاريخية وارتقت بالعلاقات الثنائية إلى مستوى جديد وقد شهدت الزيارة التوقيع على 11 وثيقة رسمية للتعاون وإبرام عقود بقيمة 483 مليون دولار.. كما عقد الرئيسان لقاءً وديًا مهمًا في فبراير الماضي في بكين على هامش الافتتاح الرسمي للألعاب الأولمبية الشتوية، ما يشير إلى تطور الاتصالات السياسية والتعاون بشكل مطرد.
وعن الاجتماعات، أفاد كيليتشيف بأن القاهرة استضافت في مايو الماضي الجولة العاشرة من المشاورات السياسية بين البلدين وقد تم الاتفاق على خارطة طريق لدعم التعاون الثنائي، فضلًا عن مشاركة الوفد الأوزبكي خلال الفترة من 2 إلى 4 مارس في الدورة السبعين لمعرض النسيج الدولي “كايرو فاشون آند تكس” بالقاهرة، بينما شارك رجال الأعمال المصريون وقادة الشركات الكبرى في منتدى طشقند الدولي الأول للاستثمار الذي عقد في مدينة طشقند يومي 24 و26 مارس الماضي.
وعن الزيارات المتوقعة، قال السفير إنه من المتوقع أن يشارك وفد أوزبكي رفيع المستوى في مؤتمر المناخ (كوب 27) في نوفمبر المقبل بمدينة شرم الشيخ، مشيرا إلى أنه من المتوقع أيضا مشاركة وفد مصري في قمة منظمة شنغهاي للتعاون التي ستعقد في مدينة سمرقند يومي 15 و16 سبتمبر المقبل والتي سوف تحصل فيها مصر على وضع شريك الحوار لمنظمة شنغهاي.
وعن التعاون الاقتصادي، قال إن الجانبين المصري والأوزبكي قد وقعا على عدد من الاتفاقيات من بينها اتفاقية تشجيع وحماية الاستثمار واتفاقية أخرى التعاون الاقتصادي والعلمي والتقني؛ وبلغ التبادل التجاري 1. 34 مليون دولار عام 2021 ولكن هناك الحاجة لبذل الجهود لزيادة التجارة الثنائية التي لا ترقى لمستوى العلاقات السياسية بين البلدين ولا الإمكانيات الاقتصادية.
وأضاف أن أوزبكستان تستورد من مصر المنتجات الصيدلانية والحمضيات والمنظفات بينما تصدر لمصر الغزل والنسيج ومنتجات الثروة الحيوانية والنقل والخدمات السياحية، مؤكدا على السعي لفتح آفاق للتعاون في ضوء الفرص غير المستغلة؛ من بينها الاستفادة من مجلس رجال الأعمال المصري – الأوزبكي الذي يلعب دورًا في دعم التعاون التجاري والاقتصادي والاستثماري بين الجانبين.. كما أن تشكيل مجموعة عمل بين وزارتي النقل في البلدين سيعمل على خفض تكلفة النقل ودعم تجارة البضائع بما يخدم المصالح المشتركة.
وعن السياحة، أكد أن السياحة من المجالات الواعدة للتعاون حيث يزور عدة آلاف من السائحين الأوزبك المعالم التاريخية وكذلك قضاء إجازاتهم في المنتجعات السياحية في مصر، مشيرًا إلى تسيير 10 رحلات طيران شارتر بين طشقند وشرم الشيخ والقاهرة لنقل السائحين منذ عام 2019 بينما 7 مايو الماضي شهد بدء تسيير رحلة طيران منتظمة بين طشقند وشرم الشيخ.
وأضاف أن بلاده تسعى لجذب السائحين المصريين لزيارة المعالم التاريخية الفريدة في مدن مثل سمرقند وبخاري وطشقند وخوارزم.. معربا عن أمله في التعاون مع شركات السياحة المصرية ومنظمي الرحلات من أجل تعريف الشعب المصري بتاريخ أوزبكستان.
وعن مؤتمر المناخ، أكد كيليتشيف أن مصر تتولى رئاسة مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة (كوب 27) في وقت حساس للغاية حيث لم يتعافَ الاقتصاد العالمي بعد من تداعيات جائحة كورونا وكذلك التوترات السياسية الحالية على الساحة العالمية التي لها انعكاساتها السلبية على الاقتصاد العالمي وإمكانيات تحقيق النمو الاقتصادي المستدام المطلوب، ما يتطلب تضافر الجهود لإنجاح هذا المؤتمر نحو تحقيق الهدف المنشود على طريق خفض الانبعاثات.
وذكر كيليتشيف أن أولويات السياسة الخارجية لأوزبكستان تتمركز حول دعم التعاون والعلاقات مع جميع دول العالم خاصة دول الجوار والاستقرار والسلام في منطقة آسيا الوسطي، مؤكدا اهتمام طشقند بإحلال السلام في أفغانستان ما يؤدي إلى فتح آفاق جديدة للاقتصاد والتجارة والتكامل الإقليمي؛ ومن ضمن مشروعات بنية تحتية التي تنفذها طشقند في أفغانستان هو مشروع خط نقل كهرباء سورخان – پلخمري بطاقة إجمالية 500 كيلووات وبتكلفة نحو 100 مليون دولار كما أن أوزبكستان أصبحت منذ بداية هذا العام تزود الكهرباء على أساس عقود سنوية مباشرة، بتغطية تصل إلى أكثر من 50% من احتياجات أفغانستان.