غادرت الرئيسة التايوانية تساي إنج وين الأربعاء، في زيارة إلى أمريكا الوسطى تتوقف خلالها في الولايات المتحدة بنيويوك ولوس أنجلوس، وسط تحذيرات صينية ضد لقائها المحتمل مع رئيس مجلس النواب الأمريكي كيفين مكارثي، وتحذيرات أمريكية لبكين بعدم “المبالغة” في ردة فعلها على توقفها بأمريكا.
واعتبرت بكين الأربعاء، أن لقاء تساي إنج مع كيفين مكارثي “سيكون استفزازًا آخر ينتهك مبدأ الصين الواحدة ويضر بسيادة الصين ووحدة أراضيها، ويدمر الأمن والسلام في مضيق تايوان”، مهددة باتخاذ “تدابير حازمة”.
وقبيل مغادرتها مطار تاي ون في تايبيه متوجهة، إلى الولايات المتحدة في توقف قصير في نيويورك الأربعاء، خلال رحلتها إلى أمريكا الوسطي، قالت تساي إن الضغوط الخارجية “لن توقف عزمنا على التوجه نحو العالم”.
تايوان ليست وحدها
وأضافت: “نحن هادئون وواثقون. تايوان ستسير بحزم على طريق الحرية والديمقراطية، والتوجه إلى العالم. ورغم أنه طريق صعب إلا أن تايوان ليست وحدها”.
وتبدأ تساي الأربعاء، جولة تستمر حتى 7 أبريل، وتشمل جواتيمالا وبيليز بأمريكا الوسطى، وفي طريقها ستتوقف أولًا في نيويورك الأربعاء، وفي طريق العودة ستتوقف في لوس أنجلوس، حيث يتوقع أن تلتقي مع رئيس مجلس النواب الجمهوري كيفين مكارثي في مكتبة “رونالد ريجان الرئاسية”.
وهذا هو أول “توقف” لتساي إنج في الولايات المتحدة منذ 2019، والسابع منذ توليها منصبها في 2016.
ولدى وصولها إلى نيويورك سترحب بها إن رئيسة مجلس أمناء المعهد الأمريكي التايواني لورا روزنبرجر، وفق ما ذكر مسؤول أمريكي رفيع.
وتتجنب تساي والولايات المتحدة استخدام كلمة “زيارة” لتجنب إغضاب بكين، كما أن الولايات المتحدة في علاقتها المعقدة مع تايوان لا تعترف بها رسميًا، وتعترف بمبدأ الصين الواحدة.
“عملية اعتيادية”
وتصر الولايات المتحدة وتايوان على أن ذلك التوقف هو “عملية اعتيادية”، قام بها كل رؤساء تايوان وعلى أن “لا داع للمبالغة” في ردة الفعل.
وتعتبر الصين تايوان البالغ عدد سكانها 23 مليون نسمة، واحدة من مقاطعاتها التي لم تتمكّن من إعادة توحيدها مع بقية أراضيها منذ نهاية الحرب الأهلية الصينية في عام 1949.
“استفزاز ينتهك سيادة الصين”
وفي بكين، حض مكتب الصين لشؤون تايوان الأربعاء، واشنطن على ألا تسمح بتوقف رئيسة تايوان تساي إنج وين في الولايات المتحدة، وعلى ألا تعقد أي لقاءات رسمية معها.
وقالت المتحدثة باسم المكتب المختص بالشؤون التايوانية تشو فينجليان في مؤتمر صحافي، إن مرور الرئيسة التايوانية في الولايات المتحدة هو “استفزاز” يهدف إلى “الاعتماد على الولايات المتحدة لنيل الاستقلال عن الصين”.
وحذرت بكين من لقاء تساي إنج مع رئيس مجلس النواب الأميركي كيفين مكارثي خلال توقفها بالولايات المتحدة، وقالت إنه إذا حدث هذا اللقاء فإنه سيكون “انتهاكًا خطيرًا” لمبدأ الصين الواحدة.
وقالت إن لقاءً كهذا “يضر بسيادة الصين ووحدة أراضيها، ويدمر السلام والاستقرار في مضيق تايوان”.
وشددت على أنها “تعارض وبحزم تلك الخطوة”، وقالت إنها “ستتخذ كل الإجراءات للدفاع عن سيادتها”.
وأضافت المتحدثة باسم مكتب شؤون تايوان: “إذا تواصلت مع رئيس مجلس النواب الأمريكي كيفين مكارثي، فإن هذا سيكون استفزازًا آخر ينتهك مبدأ الصين الواحدة ويضر بسيادة الصين ووحدة أراضيها، ويدمر الأمن والسلام في مضيق تايوان”.
“لا سبب للمبالغة”
بدوره، حذر مسؤول أمريكي رفيع بكين من “المبالغة” في ردة فعلها، على توقف الرئيسة التايوانية في الولايات المتحدة، قائلًا إنه “لا يوجد سبب لذلك”.
وقال إن توقفها المخطط له يتسق مع الممارسات الأميركية التي تعترف ببكين دبلوماسيًا وليس تايبيه.
وأشار إلى أن كل رؤساء تايوان توقفوا في الولايات المتحدة، كما أن تساي إنج التقت مع مشرعين أمريكيين في زياراتها الست السابقة إلى الولايات المتحدة.
واعتبر أن محاولات الصين لتغيير الوضع القائم في تايوان “لن يجبر الولايات المتحدة لتغيير ممارستها، في تسهيل مرور الرئيسة التايوانية”.
وقال إن رئيسة مجلس أمناء المعهد الأمريكي التايواني لورا روزنبرجر سترحب بالرئيسة التايوانية لدى وصولها.
وحث المسؤول بكين على إبقاء قنوات التواصل مفتوحة مع الولايات المتحدة.