أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، اليوم الجمعة، أنه لا يفكر في سحب القوات التركية من سوريا، مؤكدا أن التهديد الإرهابي لبلاده لا يزال قائما.
انسحاب القوات التركية من الأراضي السورية
وقال أردوغان خلال لقاء مع شبكة سي إن إن، إن السبب الوحيد لوجود القوات التركية في سوريا هو محاربة الإرهاب، مضيفا: “لدينا أكثر من 900 كيلومتر من الحدود، وعبر هذه الحدود هناك تهديد إرهابي دائم لبلدنا”.
وأكد الرئيس التركي، إن بلاده ستضمن عودة اللاجئين السوريين، موضحا أن أنقرة أعدت مشاريع لبناء مساكن في سوريا، من أجل عودة قرابة مليون لاجئ.
وتابع أردوغان: “المعارضة تركز باستمرار على شيء واحد.. تقول عندما نصل إلى السلطة سوف نعيد اللاجئين السوريين في تركيا.. من المستحيل بالنسبة لي أن أتفق مع ذلك”.
وأكد الرئيس التركي في حديثه: “إذا كنا سنقوم بشيء من هذا القبيل، فسيتعين علينا اتخاذ تدابير معينة”.
وأوضح أردوغان أن المنظمات غير الربحية التركية تقوم ببناء وحدات سكنية في الأجزاء الشمالية من سوريا ليتمكن اللاجئون هنا في تركيا من العودة إلى وطنهم.
مفاوضات تطبيع العلاقات بين سوريا وتركيا
واشترطت سوريا خلال المفاوضات الرابعية التي أجرتها في موسكو بمشاركة روسيا وتركيا وإيران على ضرورة انسحاب قوات أنقرة من أراضيها وذلك لإعادة العلاقات المنقطعة بين البلدين.
وفي أبريل الماضي، عقد وزراء الدفاع في الدول الأربع (سوريا وتركيا وإيران وروسيا) لقاءا في موسكو لبحث تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق.
وفي وقت سابق أعلنت وزارة الدفاع السورية، أن وزراء دفاع كل من سوريا وروسيا وإيران وتركيا بحثوا في موسكو انسحاب القوات التركية من الأراضي السورية.
وقالت الدفاع السورية في بيان إن الوزراء الأربعة بحثوا أيضا تطبيق اتفاق طريق M4 الدولي.
ومن جانبها، قالت وزارة الدفاع أن المحادثات تناولت “تعزيز الأمن في سوريا وتطبيع العلاقات السورية التركية”، مؤكدة أن الأطراف أكدت رغبتها في الحفاظ على وحدة أراضي سوريا وضرورة تكثيف الجهود لإعادة اللاجئين.
مواجهة التهديدات الإرهابية
وفي السياق ذاته ذكر بيان وزارة الدفاع الروسية أنه تم خلال المحادثات إيلاء اهتمام خاص لمواجهة التهديدات الإرهابية ومحاربة الجماعات المتطرفة في سوريا.
وأضاف البيان: “أكد وزراء الدفاع بشكل خاص الطابع البناء للحوار الجاري بهذه الصيغة، وضرورة مواصلته من أجل تعزيز استقرار الوضع في سوريا والمنطقة ككل”.
كما عقد وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو اجتماعات ثنائية مع نظرائه الأجانب، تم خلالها بحث قضايا الساعة الخاصة بالتعاون الثنائي، بالإضافة إلى مختلف جوانب ضمان الأمن العالمي والإقليمي، حسب البيان.
بدوره أكد وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، أن قوات بلاده لن تنسحب في الوقت الراهن من شمالي العراق وسوريا.
وقال أوغلو في مقابلة صحفية إن “انسحابنا من شمال العراق وشمال سوريا يعني توقف عملياتنا العسكرية ضد الإرهاب واقتراب الإرهابيين من حدودنا وهذا يشكل تهديدا لأمننا القومي”، معتبرا أن “التنظيمات الإرهابية ستملأ الفراغ الذي سيحدث في حال انسحبت القوات التركية من شمال سوريا، وأن الأمن القومي وأمن الحدود بالغ الأهمية بالنسبة لأنقرة”.