مرت ست سنوات على حادثة كمين “البرث”، الذى شكل عقبة أمام تسلل العناصر الإرهابية، وقطع طرق الإمداد عنهم ، مما أسفر عن استشهاد وإصابة 26 فردا من رجال القوات المسلحة و فى مقدمتهم أبطال الكتيبة 103 صاعقة “الشهيد عقيد أركان حرب أحمد صابر محمد على منسى، والشهيد نقيب أحمد عمر الشبراوى، والشهيد ملازم أول أحمد محمد محمود حسنين، والشهيد عريف محمد السيد إسماعيل رمضان، والشهيد جندى محمود رجب السيد فتاح، والشهيد جندى محمد صلاح الدين جاد عرفات، والشهيد جندى على السيد إبراهيم، والشهيد جندى محمد عزت إبراهيم إبراهيم، والشهيد جندى مؤمن رزق أبواليزيد، والشهيد جندى فراج محمد محمود أحمد، والشهيد سائق عماد أمير رشدى يعقوب، والشهيد جندى محمد محمود محسن، والشهيد جندى أحمد محمد على نجم، والشهيد جندى على حسن محمد الطوخى، والشهيد جندى محمود صبرى محمد”، ومن أبطال قوات المدفعية ” النقيب محمد صلاح محمد، بالإضافة للشهيد ملازم أول خالد محمد كمال المغربى، وجندى محمد محمود فرج، و أحمد العربى مصطفى، و مندوب مدنى صبري”.
وسيبقى كمين “البرث” نقطة تحول فى تاريخ الجيش المصرى، حيث شهد شجاعة وتضحيات خيرة شباب الوطن فى مواجهة الأعداء الذين باعوا أنفسهم لأشرار استغلوا عقولهم بأفكار هدامة، أو استدرجهم بحفنة من المال، فكانت الساعة الرابعة فجر 7 يوليو 2017، حين بدأ 150 إرهابيا الهجوم بواسطة 12 عربة دفع رباعى محملة بالسلاح، بإضافة أسلحة خفيفة ومتوسطة وقذائف آر بى جى وقذائف هاون ومدافع جرينوف وقنابل يدوية ومفخخات، وقامت سيارة مفخخة تم تدريعها جيدا وتمويهها داخل إحدى المزارع بالدخول إلى الكمين، فتعاملت معها قوات الكمين، ولكن لشدة تدريعها انفجرت قرب الكمين، وخلال دقيقة كانت بقية القوات فى أماكنها ترد على الإرهابيين.
فى الوقت نفسه، قامت بعض العناصر بتطويق الكمين بالكامل وزرع عدد من الألغام لصد محاولات الدعم البرى، قامت عناصر الكتيبة 103 بصد الهجوم وتبادل إطلاق النار، وتمكنت من الصمود طوال 4 ساعات، و خاض العقيد أحمد منسى، قائد الكتيبة ، ورفاقه معركة بطولية فى مواجهة الإرهابيين حتى استشهاده، وتعرضت قوات الدعم التى تحركت لإنقاذ الكمين إلى هجوم بالألغام والسيارات المفخخة، ولم تستطع الوصول بسرعة، وبعد مرور 4 ساعات، وصلت وحدات الدعم الجوى، وقامت بقصف العناصر وأسفرت عن مقتل أكثر من 40 تكفيريا، وتدمير 6 عربات.
“ياترى الفرق بين هشام عشماوى ايه؟ واحمد المنسى أيه؟ ده إنسان وده إنسان ده ظابط وده ظابط، والاتنين كانوا مع بعض فى وحده واحده، الفرق بينهم إن حد منهم اتلغبط وممكن يكون خان وحد تانى استمر على العهد والفهم الحقيقى لمقتضيات الحفاظ على الدولة المصرية وأهل مصر.. ده بنسقفله وبنبصله كده بملأ العين والتانى عاوزينه عشان نحاسبه”، كانت هذه كلمات الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال الندوة التثقيفية التاسعة والعشرون للقوات المسلحة عام 2020 ، والتى وصف خلالها بطولة الشهيد المنسى والتضحيات التى قدمها هو ورفاقه من أجل الحفاظ على تراب الوطن، والفارق بين الذين خانوا وطنهم وحرضوا عليه.