واصلت أسعار القمح الارتفاع بعد أكبر زيادة يومية لها في عشر سنوات أمس الأربعاء، حيث أدت التهديدات الروسية للسفن المبحرة إلى الموانئ الأوكرانية إلى تصعيد الصراع حول صادرات الحبوب من منطقة البحر الأسود.
العقود المستقبلية لأسعار القمح
وارتفعت العقود المستقبلية في شيكاجو 1.3% بعدما قفزت 9% تقريبًا في مرحلة ما خلال الجلسة السابقة، وهي أكبر زيادة منذ 2012. وحذرت وزارة الدفاع الروسية من أنَّ جميع السفن في البحر الأسود المتجهة إلى الموانئ الأوكرانية ستُعتبر ناقلات محتملة لشحنات عسكرية اعتبارًا من اليوم الخميس، بحسب وكالة بلومبرج.
إنهاء اتفاق الحبوب في البحر الأسود
جاء التحذير بعد أيام فقط من إنهاء روسيا اتفاق الحبوب في البحر الأسود الذي أبقى الصادرات الأوكرانية تتدفق عبر ذلك الممر. وتعد موانئ أوكرانيا على البحر الأسود شريانًا حيويًا لصادراتها، إذ شكل منفذًا للجزء الأكبر من الشحنات على مر التاريخ، كما أنَّ موسم الحصاد مستمر حاليًا. وقد يؤدي إغلاق الممر إلى إبطاء وصول المحصول التالي إلى الأسواق.
روسيا تحكم قبضتها على إمدادات القمح العالمية
دينيس فوزنيسينسكي، كبير محللي الزراعة في مجموعة “رابوبانك” في سيدني، يرى أن تراجع الحبوب المتاحة من أوكرانيا يعني قلة الصادرات خلال فترة الحصاد الحاسمة في البحر الأسود.
وأضاف: “هذا على المدى الطويل يعني زيادة مخزون الحبوب في أوكرانيا، مما يؤدي إلى انخفاض الأسعار الأوكرانية، وتراجع هوامش أرباح المزارع هناك، مع تقلّص الزراعة”.
وأثيرت بعض المخاوف فى سوق الحبوب عالميا، بعد إعلان روسيا عن انتهاء العمل باتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، والتي بموجبها تسمح روسيا بتصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود إلى دول في إفريقيا والشرق الأوسط وآسيا، ويأتى ذلك طبقا للقرار الروسي على لسان المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، مضيفًا أن روسيا ستعود إلى الاتفاق بعد تلبية مطالبها.
ولعل السؤال الذى يطرح نفسه بعد هذا الأمر، ما تأثير ذلك على سوق القمح فى مصر باعتبار أن روسيا وأوكرانيا من أهم الدول الموردة للأقماح في مصر، لاسيما أن مصر تعد أكبر دولة مستوردة للقمح في العالم.
تداعيات الحرب على سوق الحبوب العالمية
وأكد حسين بودى، رئيس شعبة المطاحن وعضو غرفة صناعة الحبوب باتحاد الصناعات، أن تداعيات الحرب الاكروانية الروسية تركت بالفعل تأثيرا واضحا على سوق الحبوب العالمية وذلك نتيجة مخاطر الحرب ومشاكل النقل، فضلا عن توقف التصدير مما أثر على صادرات الحبوب والأقماح حيئذ.
اتفاق تمديد الحبوب
وأضاف بودى فى تصريحات خاصة لـ فيتو “ أن قرار تمديد اتفاق الحبوب، والذي اعلنت روسيا عن انتهاء العمل به، هو عبارة عن وثيقة مبادرة الشحن الآمن للحبوب والمواد الغذائية من الموانئ الأوكرانية،لافتا إلى أنه تم التوقيع عليه خلال يوليو بالعام الماضى، فى إسطنبول بين ”تركيا وروسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة”.