يحتفل الأقباط فى مدينة إسنا جنوب محافظة الأقصر، فى تلك الأيام من كل عام، بعشية عيد استشهاد الأنبا بضابا أسقف قفط وشهداء مذبحة إسنا على يد الرومان، وذلك فى دير الشهداء بمنطقة جبل أغاثون بإسنا، تحت رعاية الأنبا يواقيم أسقف عام إسنا وأرمنت، وبحضور أباء كهنة الإيبارشية والشمامسة والشعب القبطى، حيث تتضمن الاحتفالات، تسبحة صلاة عشية ثم رفع بخور عشية، والطواف بالمقصورة الخشبية المرسوم عليها الشهيد الأنبا بضابا داخل الدير، وتسبحة نصف الليل، ويعقبها صلاة القداس الإلهى صباحاً لتذكار عيد استشهاد الأنبا بضابا وشهداء مذبحة إسنا، وهى تعتبر واحدة من أشهر شهداء المذابح الجماعية التي شهدتها الكنيسة القبطية على مر العصور.
ويقع دير الشهداء بمنطقة جبل أغاثون على بعد 5 كيلومترات جنوب غرب مدينة إسنا على مشارف الصحراء الغربية، وبنى الدير الحالى فى نفس مكان دير قديم يسمى دير أنبا أسحق، ويحتوى على كنيستين إحداهما من القرن الرابع الميلادى والأخرى حديثة أنشئت في أوائل القرن العشرين، وسمى بدير الشهداء لأنه نفس المكان الذى استشهد فيه 160 ألف شهيد من سكان مدينة إسنا من المسيحيين على يد جنود الرومان فى نهاية القرن الثالث الميلادى، ويحمل هذا الدير أيضا أسم الأنبا أمونيوس الشهيد أسقف مدينة إسنا وقت الاستشهاد.
ويعتبر دير الشهداء بجبل أغاثون بمدينة إسنا، شاهد على مذبحة عنيفة استشهد بها 160 ألف قبطى على يد الرومان، حيث يعد هذا الدير من الأديرة الهامة التى ما زالت آثارها قائمة بمدينة إسنا نظراً لوجود ثروة زخرفية هامة من زخارف الفرسكو القديمة، وهو دير أثري تعيش فيه مجموعة من الراهبات داعين لله أن تكون معهم بركة الشهداء والقديسين، وهو عبارة عن مساحة مستطيلة الشكل نحو 50 متراً، وطول 40 متراً، يحيط بعمائره الداخلية سور مرتفع، ويوجد داخل هذا الدير كنيستان هما الكنيسة الأثرية، والتي بنتها الملكة هيلانة أم الإمبراطور البيزنطي قسطنطين في القرن الرابع الميلادي، والكنيسة الجديدة وتقع في الجهة الغربية من الدير، وتم بناؤها سنة 1902م في عهد المتنيح الأنبا مرقس مطران كرسي إسنا والأقصر وأسوان، وهى واسعة، وبها ثلاث هياكل، وفي الغرب أربعة قلالي، وفوقها حجرتان للاستراحة.
ويوجد بالدير مغطس يرجع تاريخه يعود إلى نفس تاريخ الكنيسة الحديث وقد بنى مكان مغطس قديم وبنفس اسلوب بنائه والمغطس عبارة عن حفرة فى الأرض اسطوانية الشكل كان يملأ بالماء ويغطس فيه المسيحيين أثناء احتفالهم بعيد الغطاس تذكارا لغطس السيد المسيح فى مياه نهر الأردن وهي عادة قديمة ذكر فيها المقريزى فى القرن الخامس عشر الميلادى أن المصريون يغطسون في مياه النيل فى هذا العيد.