في مجال التصاميم الحديثة الخارجة عن المألوف، لطالما لعبت “بي إم دبليو” دور رأس الحربة، رغم خطورة هذا الأمر الذي قد يؤدي أحيانًا إلى إطلاق سيارات ذات تصميم يظن البعض أنه يفتقر للأناقة، فيما يرى البعض الآخر أنه متطور أكثر من اللازم، وأن وجوده في الأسواق قد يكون وجودًا غير موفق، ولعل الأمثلة على ذلك كثيرة، أحدثها ما حصل مع طراز السلسلة السابعة مؤخرًا ومن قبله طرازا إم 3 وإم 4.
ورغم أنه في كل مرة قدمت فيها بي إم دبليو سيارة مثيرة للجدل بتصميمها، سرعان ما تحول فتور استقبال البعض لها إلى إعجاب كبير وتقدير، فإنّ الصانع البافاري مع السلسة الخامسة لا يستطيع تحمل المسافة الزمنية، التي تفصل بالعادة بين عدم إعجاب وبين الوقوع تحت تأثير سحر التصميم، ومن ثم عشقه، ولو كانت هذه المسافة ستكون قصيرة، فالأخيرة تعد بمثابة العمود الفقري لمبيعاتها “أو أحد الأعمدة بتعبير أكثر موضوعية”، وبي إم دبليو لا تتحمل الانتظار، ولا خوض هذه التجربة التي اعتادت عليها عبر تاريخها، لذا أتت السلسلة الخامسة الجديدة بتصميم جرئء ولكن متحفظ بعض الشيء.
وبحسب “دوماجوج دوكيك” رئيس قسم التصميم لدى “بي إم دبليو”، فإن العملاء الذين يشترون طراز السلسة السابعة أو إكس إم هم عملاء يرغبون في التباهي بممتلكاتهم الثمينة، بينما يرغب عميل السلسلة الخامسة في الحصول على سيارة أكثر تحفظًا، ومن ثم، أتت السيارة التي نتحدث عنها هنا دون شبكة أمامية عملاقة، ودون مصابيح ذات تصميم غريب، ما من شأنه أن يقسم المستهلكين بين معجب وبين غير مكترث، قد يجد نفسه ميّالاً أكثر لصالات عرض المنافسين.
بعيدًا عن تفاصيل تصميم السلسلة الخامسة الجديدة، وما إذا كان جميلاً أم لا، جريئًا أم متحفظًا، جاءت السيارة مع خيارات متعددة على صعيد قوة الدفع، مع كل من محركات تعمل بالبنزين، أو الديزل، وأخرى معززة بتقنيات هجينة، أو كهربائية بالكامل، فعند الحديث عمّا يوجد تحت غطاء المحرك، تبدأ تشكيلة الخيارات المتاحة مع فئة القاعدة التي تأتي مع محرك من أربع أسطونات تعمل بالبنزين سعة 2.0 ليتر، مع شاحن هواء توربو، يولد قوة 255 حصانًا، تنتقل إلى العجلات الخلفية.
الفئة التالية هي الفئة 540، أي مع نظام دفع رباعي، ومحرك من ست أسطوانات سعة 3.0 ليتر، بقوة 375 حصانًا معزز بتقنية هجينة نسبيًا، تسعفه في الوقت الذي لا يكون فيه قادرًا على توفير العزم المناسب.
أما على صعيد السيارات الكهربائية بشكل كامل، فإن الفئة “أي 5” تأتي بخياري “أي درايف 40” و”إم 60″، الأولى تحتوي على محرك واحد، مثبت في الخلف بقوة 335 حصانًا، أما الثانية “أي إم 60” فتستخدم محركين كهربائيين بقوة 590 حصانًا.
في الداخل، جرت إعادة تصميم المقصورة الداخلية بالكامل، وأصبحت تستفيد من الجيل الثامن لنظام “أي درايف 8.5” الذي تتشارك فيه مع طراز “أي 7″، وهو يعد بتقديم واجهة مستخدم أكثر سهولة، مع وظيفة “كويك سيليكت” التي تتكون من اختصارات مجمعة على الشاشة الرئيسة، دون الحاجة إلى التنقل عبر القوائم الفرعية.
ويتميز الجيل الأحدث من السلسلة الخامسة بأنه أول جيل من الصانع البافاري، يتمتع بنظام تغيير حارة السير بواسطة النظر، فمع هذا النظام لا يحتاج السائق إلا إلى النظر في إحدى المرايات الجانبية، ليجد أن السيارة تغير مسارها نحو الوجهة التي ينظر إليها، علمًا أن هذه الخاصية تأتي ضمن حزمة “درايفينغ أسيست بروفاشيونال” الاختيارية، ولا يمكن تفعيل هذه الخاصية إلا عندما تقترح السيارة تغيير الحارة، مع تأكيد السائق على الحركة من خلال النظر في مرآة الرؤية الخلفية المقابلة.
تجدر الإشارة إلى أن الجيل الأحدث من السلسلة الخامسة الذي نتحدث عنه هنا، هو أيضًا أول سيارة “بي إم دبليو” تأتي بمقصورة نباتية بالكامل، أي أن مكوناتها هي بالكامل ذات مصدر نباتي، علمًا أنه يمكن استبدال فتحة السقف القياسية القابلة للانزلاق، والميل اختياريًا بزجاج بانورامي، يمتد تقريبًا على طول السقف.