مؤكد أن الكل يعلم أهمية الاكتفاء الذاتي في ظل ما يحدث الآن في العالم من اضطرابات سياسية واقتصادية كانت لها بالغ الأثر على حياة الشعوب خاصة النامية، ليصبح الاكتفاء الذاتي ليس حلما يراود المصريين، وإنما معركة حياة يجب الانتصار فيها مهما كانت المعوقات والعقبات، وما يبشر بأمل الانتصار هو إرادة القيادة السياسية في هذا الملف وجعله أولوية قصوى على أجندة الحكم.
ولمن لا يعرف معنى الاكتفاء الذاتي من الغذاء فهو ببساطة قدرة الدولة على إنتاج الغذاء المطلوب بشكل كافٍ بدون الاعتماد على الواردات الغذائية من الخارج، وذلك لتعزيز الاستدامة الزراعية من خلال تنمية القدرات المحلية وتعزيز الإنتاج المحلي من خلال زراعة المحاصيل الاستراتيجية، وهو تفعله الدولة في مشروع مستقبل مصر والدلتا الجديدة.
وبوادر الأمل بدأت ترفرف في سماء المحروسة، عندما ألقى الرئيس إشارة البدء في مشروع المليون ونصف المليون فدان في ديسمبر 2015، وحصد المصريون أول حصاد لمحصول قمح من المشروع في مايو 2016 من منطقة سهل بركة بواحة الفرافرة.
لتصبح مصر ولأول مرة من عقود أمام مشروع يعد قاطرة زراعية لتحقيق الاكتفاء الذاتي فتكثر الآمال وتقلّ التخوفات، خاصة أن هذا المشروع سيعمل على سد الفجوة بين الإنتاج والاستيراد وتوفير النقد الأجنبي، وكذلك توفير آلاف فرص العمـل المباشرة وغير مباشرة.
وأهمية مشروع مستقبل مصر لم تتوقف عن فكرة الاكتفاء الذاتي من الإنتاج الزراعى فحسب رغم أهمية وضروية هذا، وإنما شعر المصريون بالأمان خاصة أنهم يعلمون علم اليقين أن من يملك غذائه يملك حياته، وهنا زاد الشعور بالانتماء الوطنى والشعور بالفخر في ظل جمهورية جديدة تنشد القوة والاستقلالية وتعزيز مقدراتها في ظل عالم متغير دائما ولا يعرف إلا العمل والجهد والإخلاص.
نهاية.. الشعور بالأمان هو مفتاح السعادة الداخلية لأى مجتمع خاصة وقت الأزمات والاضطرابات، ينطلق منه ومعه السعى إلى العمل والجد وتحقيق الهدف مهما كانت الصعوبات والتحديات والأخطار.. حفظ الله مصرنا الغالية