كشفت صحيفة “ديلى ميل” البريطانية، أن هناك علاجا جينيا جديدا بالحقن لفيروس نقص المناعة البشرية “الإيدز”، حيث تم حقن 3 من المرضى بالعلاج الجديد لمتابعتهم لمدة عام، باستخدام تقنية تسمى كريسبر، والتي تعتمد على البحث عن الأجزاء المتبقية من الفيروس وتدميرها.
وقالت الصحيفة، يستخدم العلاج باستخدام تقنية كريسبر الإنزيم لقطع أجزاء كبيرة من الحمض النووي لفيروس نقص المناعة البشرية، وإزالته من الخلايا، موضحة أنه بعد 4 عقود ووفاة أكثر من 700 ألف أمريكي، يعتقد خبراء تحرير الجينات أنهم على أعتاب علاج فيروس نقص المناعة البشرية.
تم حقن ثلاثة مرضى في كاليفورنيا بمادة وراثية مع إنزيم يسمى CAS9 الذي تشير الدراسات المبكرة إلى أنه قادر على ربط أجزاء من الحمض النووي للفيروس التي تستقر في الخلايا البشرية، مما يؤدي إلى القضاء عليه بالكامل.
وقالت الصحيفة، إنه باستخدام تقنية تحرير الجينات كريسبر، قد يكون علاج الفيروس المسبب لمرض الإيدز أقرب في الأفق مما كان يعتقد من قبل، تهدف التجربة الحالية إلى إثبات أن العلاج آمن، ولكن من المتوقع صدور بيانات حول مدى نجاحه في العام المقبل.
كان فيروس نقص المناعة البشرية بمثابة حكم بالموت حتى منتصف التسعينيات، عندما حولته الأدوية المضادة للفيروسات إلى مرض مزمن يمكن للناس التعايش معه ، في المجمل، هناك 1.2 مليون أمريكي مصابون بفيروس نقص المناعة البشرية، وحتى مع إمكانية الحصول على الدواء، فإنهم معرضون لخطر رؤية العدوى الخاملة تعود إلى الظهور وربما تتطور إلى مرض الإيدز.
لقد تطورت خيارات العلاج بشكل كبير منذ اكتشاف فيروس نقص المناعة البشرية لأول مرة في أوائل الثمانينات، انتقل مسار العلاج من اضطرار المرضى إلى تناول عدة أقراص في اليوم والتي قد لا تعمل بشكل جيد في البداية، إلى تناول حبة واحدة يوميًا تجمع بين أفضل العلاجات المعروفة في علاج واحد، تُعرف هذه العلاجات باسم العلاجات المضادة للفيروسات القهقرية، أو الأدوية اليومية التي تعمل على تقليل كمية الفيروس في الدم إلى مستويات لا يمكن اكتشافها، هذه الأدوية فعالة وليست علاجًا.
وأوضحت الصحيفة: لقد استعصى علاج فيروس نقص المناعة البشرية على العلماء لعقود من الزمن بسبب الطريقة الفريدة التي يختطف بها الفيروس خلايا الجسم، حيث يختبئ فيروس نقص المناعة البشرية في الخلايا المناعية في الجسم، حيث يمكنها حماية نفسها من التدمير بواسطة الخلايا المناعية الأخرى، وهذا يجعل صيد فيروس نقص المناعة البشرية وقتله في الجسم أمرًا صعبًا، نظرًا لوجود خطر إتلاف الخلايا السليمة أيضًا.
وأضافت الصحيفة، أنه تعتبر تقنية كريسبر واعدة بشكل خاص في مثل هذه الحالات، لأن العلاج يستهدف بشكل كبير أقسامًا محددة للغاية من المادة الوراثية داخل الخلايا، يعمل الانزيم CAS9، مثل مقص مجهري، يقطع تلك الأجزاء المحددة من الحمض النووي، بمجرد قطعه وبدون مكوناته الرئيسية، لا يستطيع الفيروس التكاثر وإصابة الخلايا.
وقد تم حقن هذه التكنولوجيا في 3 أشخاص مصابين بفيروس نقص المناعة البشرية حتى الآن، وسيتبعهم 6 آخرون، وقد ثبت أنه آمن ومع ذلك، لا تزال التجربة في مراحلها المبكرة، ومن المتوقع صدور بيانات الفعالية في العام المقبل.
وكان الأشخاص الثلاثة يتناولون دواءً مضادًا للفيروسات القهقرية لتقليل كمية الفيروس الذي يمكن اكتشافه في دم الشخص، وصدرت لهم تعليمات بالتوقف عن تناوله قبل التجربة، يحتوي العلاج الجيني القابل للحقن الخاص بالاستئصال على دليل الحمض النووي الريبي (RNA) الذي يوجه CAS9 إلى الأجزاء الثلاثة المحددة من الحمض النووي لفيروس نقص المناعة البشرية المراد قطعها، وبمجرد قطع هذه الأجزاء، تفقد خلايا فيروس نقص المناعة البشرية قدرتها على التكاثر، وبالتالي تصبح غير قادرة على التسبب في العدوى.