ها قد حان الوقت لكي ينتقل طفلك من مهده الصغير الى سريره الكبير. وهذا الإنتقال يشكلّ بحد ذاته إختبارًا صعبًا أمام الطفل والأهل على حدّ سواء. صحيح أنه ليس هناك وقتًا محددًا لهذا الانتقال، إلا ان معظم الأطفال ينتقلون الى السرير بين الشهر الثامن عشر والثلاث سنوات ونصف من العمر. لذا عليك التخطيط لذلك كي يكون الإنتقال جزءا مهماً في عملية تطور طفلك. فالبنسبة له هذه خطوة كبيرة فهو معتاد على الامان ويخاف ان يفقده بمجرد إنتقاله الى السرير. قد يدور في ذهنك الكثير من الأفكار والمخاوف، لكن عليكِ ألا تقلقي فهذه أمور بديهية في مرحلة الطفولة. ورغم ذلك يبقى السؤال الأهم كيف أساعد طفلي على الانتقال من المهد الى السرير؟ وما هي أبرز المخاوف التي يبديها في هذه التجربة الجديدة عليه؟
إنه لإنجاز كبير !
يعتاد بعض الأطفال على التغيير بسهولة، في حين يحتاج البعض الآخر الى مزيد من الوقت. يختلف كل طفل عن الآخر، فقد يكون طفلك الأول أكثر من يعارض هذا التغيير على عكس أخيه الأصغر. عليكِ أن تعرفي أن هذا الإنتقال يكون أحد التغيرات الكثيرة التي تحدث في حياته وأهمها في تكوين شخصيته المستقلة. فهذا السرير الكبير قد يشعر طفلك بالخوف، فيستقبل هذه النقلة بالإرتباك والقلق بدلا من الحماس. لذلك كوني صبورة معه فهو بحاجة الى بعض الوقت ليتأقلم مع سريره الجديد. فما عليك سوى أن تهدّئي من روعه وتبقي بقربه في الليالي الأولى حتى يتقبّل ذلك.
لا تتفاجئي في ترك طفلك لسريره في بادىء الأمر والإسراع للنوم بجانبك لكن سرعان ما يعتاد على ذلك، فإحرصي على أن تقدمي الدعم له وتشجعيه على هذا الانجاز الكبير. كما يمكنكِ إستعمال لحاف المهد فهذه الطريقة تسهل عملية إنتقاله، وتبعث له الطمأنينة والراحة. والأهم من كل ذلك أنه عليكِ أن تتأكدي من إنك تقومين بخطوة الإنتقال قبل أوانها. فيجب أن يكون الإنتقال تغييرًا إيجابيًا في حياته لا عقابًا، لأن ذلك سينعكس سلبا على حياة طفلك ونموه
كيف تساعدين طفلك على تقبّل سريره الجديد؟
قد تلمسين بنفسك إنزعاج طفلك من هذه النقلة، لذا، إليك بعض النصائح التي تساعد طفلك على التأقلم أكثر لهذا الإنتقال المهم.
ضعي سرير طفلك في المكان نفسه الذي كان فيه المهد، فذلك سيشعره بالطمأنينة والراحة.
تحدثي مع طفلك عن هذه الخطوة قبل أن تقدمي عليها، لكي لا يتفاجىء أو يصدم. فمجرد الإعتياد على هذه الفكرة تسهل عليه صعوبة الإنتقال.
إذهبي معه لإختيار سريره الجديد، فهذا سيشعره بالحماس وبذلك تشركيه في التفاصيل الصغيرة لإنتقاء سريره وكل مستلزماته الجديدة.
إتركي السرير بضعة أيام قبل أن ينام فيه، إنّ ذلك يعزّز ثقته بالنقلة.
فسرّي له انه أصبح ولدًا كبيرًا فهذا سيحفزه على أن يتمثل بالكبار.
إجعليه يستخدم السرير تدريجيًا كي يعتاد على الفكرة، ولا تقسي عليه فهذا سينعكس سلبًا عليه.
إذا شعرتِ إنك اتخذت خطوة الانتقال مبكرًا وإن ذلك يسبب لطفلك القلق وإضطراب في النوم، فأحضري المهد مرة أخرى حتى يبدي الطفل إستعداده لهذه النقلة.
صحيح أن الانتقال من المهد الى السرير الكبير يشكلّ مرحلة جديدة في حياة طفلك، لكنها أيضًا تعتبر مهمة بالنسبة اليك. فهذه الخطوة هي دليل على ان طفلك قد كبر وإنكِ امام مسؤوليات أكبر.