للجلسة الثانية على التوالى واصلت البورصة المصرية تسجيل قيم تعاملات أقل من 300 مليون جنيه، وسط عزوف واضح للمستثمرين عن شاشات التداول، حيث صعد المؤشر الرئيسى أمس 1% بدفع من ارتفاع سهم التجارى الدولى 2% فيما لم تشارك باقى أسهم الكبار بشكل مؤثر فى التعاملات، وهو ما اعتبره محللون صعوداً هشاً غير مبنى على قوة شرائية حقيقية لذا لا يعبر عن اتجاه حقيقى للسوق.
وبرر أحمد شحاتة رئيس الجمعية المصرية للمحللين الفنيين هزلية التداولات، أن البورصة المصرية تعانى من تجاهل أطراف العملية الاستثمارية، إذ تعزف القوى البيعية عن تنفيذ صفقاتها فى ظل المستويات السعرية المتدنية للاسهم، بالإضافة إلى إحجام القوى الشرائية سواء من الاستثمارات الحالية فى السوق، أو السيولة الجديدة عن تكوين مراكز مالية فى الأسهم.
وتابع: «أرى أن التوقعات بتراجع قيمة الجنيه مجدداً الفترة المقبلة تدفع المتعاملين للتفكير بعيداً عن البورصة، لأنه حتى مع تدنى أسعار الأسهم فإن ارتفاع مستويات التضخم تقلل من القوى الشرائية للجنيه».
وشدد شحاتة، على أهمية اتجاه البنك المركزى المصرى لتخفيض قيمة الجنيه أمام الدولار لاحتواء عدة أزمات اقتصادية، متوقعاً أن يساعد التخفيض على بدء حركة إيجابية فى البورصة، خاصة مع استقرار سعر الدولار فى السوقين الرسمى والموازى.
ورهن رئيس الجمعية المصرية للمحللين الفنيين الأداء الإيجابى للسوق بعد تخفيض الجنيه – حال إقراره – بمرونة الطلب على المنتجات المصرية من سلع وخدمات بعد انخفاض قيمتها مقارنة مع ذى قبل، والتى من شأنها خلق حالة من الرواج فى السوق.
وتوقع شحاتة أن تنحصر حركة المؤشرات والأسهم فى السوق المصرى على نفس المستويات الحالية خلال تعاملات الأسبوع الجارى، رافضاً فكرة الاتجاه للمضاربات السريعة على الأسهم، مستدلاً بعدم نجاح من يتبنوها فى توليد أرباح رأسمالية.
ارتفع المؤشر الرئيسى للبورصة المصرية EGX30 بنسبة 1.07% فى ختام تداولات جلسة أمس، ليغلق عند مستوى 6007.8 نقطة، وصعد مؤشر EGX50 متساوى الأوزان بنسبة 1.2% ليغلق عند مستوى 1110.4 نقط
وقال سامح غريب مدير التحليل الفنى بشركة الجذور للوساطة فى الأوراق المالية: «من المفترض أن يكون مستهدف السوق بعد الثبات أعلى 5900 نقطة لجلستين متتاليتين هو 6100 نقطة، إلا أن أغلب الأسهم فى السوق غير موازية لتحركات المؤشر، باستثناء سهم البنك التجارى الدولى، الذى قاد صعود السوق فى تعاملات مستهل الأسبوع دون وجود تحرك حقيقى من الأسهم سواه.
ولفت إلى معاناة السوق من غياب القوى الشرائية على الأسهم، والتى فسرها سامح غريب بحالة تيقن المتعاملين من أن الارتفاعات الحالية للأسهم سيعقبها تراجعات أخرى لا محالة، فضلاً عن أن انخفاض المستويات السعرية للأسهم لم تعد بالسند الكافى لتمويل ارتفاعات السوق بحجة أن الأرخص قادم.
وأضاف أنه لا توجد مؤثرات إيجابية تمنح المتعاملين تفاؤلاً بشأن قدرة السوق على الصعود القوى خلال الفترة المقبلة، ومن ثم فإن مقولة «الدنيا حلوة والسوق رخيص يلا نشترى» لم تعد صالحة للعمل.