السياسة والشارع المصري

“يو إس إيه توداي”: الصراع بين واشنطن وموسكو يتعدى سوريا بكثير

أفادت صحيفة “يو إس إيه توداي” الأمريكية بأن روسيا بدأت في شن غارات جوية هذا الأسبوع في سوريا على ما تصر أنهم مسلحو “داعش”، فيما تتهمها واشنطن بأنها تستهدف أيضا قوات المعارضة المسلحة المدعومة من جانب الولايات المتحدة والتي تحارب الرئيس السوري بشار الأسد.

وقالت الصحيفة – في سياق تقرير نشرته على موقعها الالكتروني اليوم الجمعة – إن روسيا لطالما دعمت نظام الأسد، الذي يخوض حربا أهلية شرسة استمرت لأكثر من أربع سنوات، بينما تسعى الولايات المتحدة، التي تشن أيضا ضربات جوية ضد “داعش” في سوريا، للإطاحة بالأسد بسبب وحشيته المفرطة ضد شعبه.

وأوضحت أن الخلاف بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن سوريا ما هو إلا أحد ميادين النزاع الآخذة في التزايد بين هاتين القوتين العالميتين.

وأضافت أن أول هذه الصراعات هو الاتهامات المتبادلة بين روسيا وأمريكا بالتدخل في أوكرانيا، حيث قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن الولايات المتحدة تستغل السخط في أوكرانيا للتحريض على انقلاب، بينما فرضت أمريكا والاتحاد الأوروبي عقوبات اقتصادية على روسيا التي يتهمونها بالاستيلاء على الأراضي الأوكرانية وغزوها مع الانفصاليين الذين تدعمهم موسكو.

ويتمثل ثاني صراع في تحطم طائرة ماليزية في أوكرانيا قرب الحدود الروسية ومقتل جميع ركابها في يوليو 2014، ويقول المحققون الأمريكيون والأوروبيون إنه تم إسقاط الطائرة من جانب الانفصاليين الذين يحظون بدعم روسي مسلح باستخدام صاروخ روسي، فيما اتهمت وسائل الإعلام، التي تسيطر عليها الحكومة الروسية، الجيش الأوكراني بإسقاط الطائرة.

أما ثالث هذه الصراعات فهو معارضة روسيا لتوسيع حلف دفاعي عبر الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة، الذي تطور منذ انهيار الاتحاد السوفيتي، بينما ترى أمريكا أن سلوك روسيا العدواني تجاه جيرانها يدفعهم لطلب حماية حلف شمال الأطلسي “ناتو”.

كما أن إحدى القضايا التي تثير نزاعا بين واشنطن وموسكو هى إنشاء روسيا لقواعد جوية وبحرية وزيادة دوريات الشحن في المحيط المتجمد الشمالي الغني بالموارد، فضلا عن خططها لبناء 11 كاسحة جليد إضافية وضمها إلى أسطولها المكون من 41 كاسحة، فيما تعهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما سبتمبر الماضي بتعزيز الوجود الأمني الأمريكي في المنطقة القطبية الشمالية وإضافة المزيد من كاسحات الجليد لأسطول الولايات المتحدة المكون من كاسحتين.

وبالإضافة لذلك فإن البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية أعلنا عن زيادة الهجمات الروسية الإلكترونية على نحو غير مسبوق ضد الولايات المتحدة منذ أن فرض أوباما عقوبات عام 2014 ضد روسيا بسبب تدخلها في أوكرانيا، الأمر الذي نفته روسيا.

زر الذهاب إلى الأعلى