ولدت الخنساء، وانتقلت من طفولتها إلى صباها فشبابها، ولا شيء يثير الانتباه أو يلفت النظر غير ما كانت تمتاز به من جمال وما كانت تحسه من أبويها وأخويها من عطف ومحبة.
ولقبت بالخنساء لقصر أنفها وارتفاع أرنبتيه.. لكن من هي صاحبة هذا اللقب؟
أنها الصحابية (تماضر بنت عمرو السلمية)، ولدت في عام 575م، وهي شاعرة من أهل نجد، واشتهرت برثائها لأخويها صخر ومعاوية اللذين قتلا في الجاهلية.
عاصرت الجاهلية ثم شرح الله صدرها للإسلام وأسلمت، قال ابن عبد البر في الاستيعاب: قدمت على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – مع قومها من بني سليم فأسلمت معهم، حيث جاء إسلامها في عام (8هـ – 630م)، وهي في طلائع شيخوختها لم تقل عن الخمسين، ولن تزيد على الستين.
وتعتبر من المخضرمين لأنها أدركت عصرين هما: عصر الجاهلية وعصر الإسلام.
وتزوجت من رجل من قبيلتها اسمه رواحة بن عبد العزى ، ثم تزوجت من مرداء بن أبي عامر.
ومن مواقفها العظيمة أنها حثت أولادها الأربعة على الجهاد في سبيل الله، وقد خرجوا في معركة القادسية، وعندما بلغها نبأ استشهادهم ، قالت: (الحمد لله الذي شرفني باستشهادهم، وإني أسأل الله أن يجمعني معهم في مستقر رحمته).
وتوفيت الخنساء في (24هـ – 645م) ، وهي في الحادي والسبعين من العمر.