السياسة والشارع المصريعاجل

الأزهر ينظم مؤتمرًا حول السلام بالتنسيق مع الفاتيكان نهاية العام

صرح السفير حاتم سيف النصر، سفير جمهورية مصر العربية لدى الفاتيكان، بأن الزيارة التي قام بها فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف إلى الفاتيكان والتى التقى خلالها بقداسة البابا فرانسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية ورئيس الفاتيكان، هى حدث تاريخي مهم وكبير؛ فهى أول زيارة فى التاريخ لشيخٍ للأزهر الشريف إلى الفاتيكان للقاء بابا الكاثوليك، كما تأتى فى وقت حيوى ومهم للغاية بالنسبة للعالم أجمع، والذى وصفه السفير بأنه يحتاج فى الوقت الراهن إلى تأكيد عملى من كل القادة الدينيين على مبادئ التضامن والوحدة والسلام والأخوة لمواجهة ما يموج به عالمنا اليوم من تشدد وتعصب وتطرف وإرهاب وصراعات ونزاعات.

كما نوه سيف النصر إلى أن الأزهر الشريف يعتزم تنظيم مؤتمر دولى حول السلام العالمى، لترسيخ قيم السلام والمحبة والأخوة للبشرية جميعاً، بغض النظر عن المعتقد، يشارك فيه ممثلو الرسالات السماوية الثلاثة، متوقعا عقده أواخر العام الجارى بمصر، وأنه من المقرر أن يتم المؤتمر بالتنسيق مع الفاتيكان ومجلس حكماء المسلمين، وهو ما سيمثل بالتأكيد حدثاً عالمياً مهماً في ظل الظروف الحالية التي يمر بها العالم.

وأشار سيف النصر إلى أن الزيارة التي جاءت تلبية لدعوة البابا فرانسيس لفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، والتى صادفت ذكرى يوم إقامة العلاقات الدبلوماسية بين مصر والفاتيكان في 23 مايو 1947، قد حققت كل أهدافها المرجوة منها، حيث أعادت التأكيد على أهمية العلاقات ما بين الأزهر الشريف والفاتيكان، ومثلت رسالة عملية وواضحة إلى كل قوى التعصب والتطرف والعنصرية والإرهاب، كما أظهرت حرص القادة الدينيين على عزمهم المضى قدماً فى طريق التسامح والتآخى والمحبة والسلام مهما كانت الاختلافات أو المصاعب، وأظهرت ضعف الفكر المتعصب والمتطرف أمام عزيمة القادة الدينيين لاستمرار الحوار ونبذ الخلاف والعنف.

كما أشاد سيف النصر بحفاوة الاستقبال الذى حظى به فضيلة الإمام الأكبر والوفد رفيع المستوى المرافق له في الفاتيكان، حيث لمس الجميع حرص كل المسئولين الفاتيكانيين- وعلى رأسهم البابا فرانسيس- على إظهار أقصى درجات الترحاب والاهتمام والمودة بالضيوف، في رسالة تآخٍ وتعاون وود شديدة القوة والدلالة.

كما أشار السفير المصرى إلى أن الزيارة دشنت عودة الحوار ما بين الأزهر الشريف والفاتيكان، بعد توقفه فى عام 2011، حيث تم عقد أول اجتماع بين الوفد المرافق لفضيلة الإمام الأكبر وقيادات المجلس البابوى للحوار بين الأديان، فى إطار من الود والتفاهم، وتم الاتفاق خلال الاجتماع على أهمية سرعة عودة الحوار لما كان عليه مسبقاً، بل وتطويره ودفعه للأمام فى أقرب فرصة ممكنة.

وأشار السفير المصرى إلى أن تلك الزيارة تأتى كخطوة إضافية على طريق العلاقات المتنامية والممتازة بين مصر والفاتيكان، والتى شهدت أوجها خلال زيارة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى الفاتيكان فى 24 نوفمبر 2014 ولقائه بالبابا فرانسيس، وهي الزيارة التي مهدت الطريق لمزيد من دفع العلاقات مع مصر في كل المجالات، بما فيها العلاقات بين الفاتيكان والمؤسسات الدينية المصرية، مثل الأزهر الشريف والكنيسة الأرثوذكسية القبطية المصرية.

جدير بالذكر أن فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وجه خلال زيارته للفاتيكان الدعوة للبابا فرانسيس لزيارة مشيخة الأزهر الشريف، وذلك خلال الزيارة المرجوة للبابا فرانسيس إلى مصر تلبية للدعوة الرسمية الموجه إلى البابا فرانسيس من السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي لزيارة مصر في أقرب فرصة، وهي الدعوة التي رحب بها بابا الفاتيكان معرباً عن تطلعه إلى إتمامها في أقرب وقت ممكن.

زر الذهاب إلى الأعلى