حذر خبراء الصحة في الاتحاد الأوروبي، من أن بعض كبسولات أوميجا 3 قد تزيد من خطر عدم انتظام ضربات القلب، حيث يتم إعطاء الكبسولات للمرضى الذين يعانون من ارتفاع مستويات الدهون في الدم لتقليل خطر الإصابة بالنوبات القلبية، لكن المسؤولين قالوا إن الكبسولات الطبية يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالرجفان الأذيني، أو عدم انتظام ضربات القلب.
ووفقا لما ذكرته صحيفة “ديلى ميل” البريطانية، فإن مكملات أوميجا 3 عالية الجودة تحتوي على جرعة أقل من المركبات النشطة.
وتقول وكالة الأدوية الأوروبية (EMA) ، إن الأعراض الجانبية “شائعة” بعد مراجعة عقود من الأدلة، ينطبق تنبيه السلامة بشكل خاص على الأدوية التي تحتوي على استرات إيثيل أوميجا 3، والتي تُعطى للمرضى الذين لديهم كميات غير صحية من الدهون في دمائهم لتقليل احتمالات إصابتهم بنوبة قلبية أو سكتة دماغية، ومع ذلك، فإن الرجفان الأذيني – وهو التأثير الجانبي الشائع حديثا – يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بكلا المرضين.
وأضافت الصحيفة، تحتوي بعض المكملات الغذائية، التي تباع بسعر أقل، على استرات إيثيل أوميجا 3، يزعمون أنها تعزز صحة القلب والدماغ، لكن الجرعات عادة ما تكون أقل بكثير من الأصناف الطبية، التي يصل وزنها إلى 4 جرام وتكون عالية النقاء.
وقال الخبراء إنه إذا كان هناك خطر من المكملات الغذائية اليومية، فمن المحتمل أن يكون صغيرًا جدًا.
وأضافت البروفيسورة جين أرميتاج، المستشارة الفخرية في طب الصحة العامة بجامعة أكسفورد، ما تشتريه دون وصفة طبية هو جرعة أقل بكثير، عادة أقل من جرام واحد، لذا، إذا كان هناك تأثير، فمن المحتمل أن يكون صغيرًا، لكن لا يمكننا أن نقول أن الأمر لا يحدث، لم يتم إثبات ذلك بطريقة أو بأخرى.
وأضافت: “كانت هناك عدة تجارب بجرعات أصغر، وكثير منها أقل من جرام واحد“، إن البيانات من تلك التجارب تتفق مع كونها تأثير الاستجابة للجرعة.
وأكد مسئولى وكالة الأدوية الأوروبية، إن خطر الإصابة بالرجفان الأذيني” عدم انتظام ضربات القلب” يبدو أعلى بين المرضى الذين يتناولون 4 جرام يوميًا، وقرروا أن العلاج يجب أن “يتوقف نهائيًا” لأي شخص يعاني من عدم انتظام ضربات القلب أثناء تناوله، موضحين، إنه سيتم إخبار الشركات المصنعة لأدوية استرات الإيثيل بالتحذير من المخاطر الموجودة في المنشورات الموضوعة داخل العبوة.
وجاء قرار وكالة الأدوية الأوروبية بعد مراجعة أجرتها لجنة السلامة، التي قامت بتقييم البيانات من حوالي 80 ألف مريض، حيث يمكن لإسترات إيثيل حمض أوميجا 3، إلى جانب تغييرات النظام الغذائي، أن تخفض مستويات الدهون الثلاثية المرتفعة جدًا لدى المرضى الذين يعانون من أنواع معينة من ارتفاع الدهون الثلاثية في الدم – وهي حالة شائعة تنتقل عبر العائلات ” الوراثة”، حيث تشق الدهون – المصدر الرئيسي للطاقة في الجسم – طريقها إلى الدم من الطعام والكبد.
ومع مرور الوقت، يُعتقد أنها تساهم في تصلب الشرايين أو زيادة سماكة جدران الشرايين، مما قد يؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب، وتم صرف حوالي 79000 وصفة طبية من أحماض أوميجا 3 إيثيل إستر في إنجلترا وحدها في عام 2022، وفقًا لأحدث بيانات هيئة الخدمات الصحية الوطنية، بعضها متاح للشراء بدون وصفة طبية.
وقال الدكتور مارتن وايت، خبير الطب الأيضي بجامعة ساري، إنه يجب أخذ خطر الرجفان الأذيني في الاعتبار عند وصف أحماض أوميجا 3 الدهنية أو شراؤها دون وصفة طبية“.
وأضاف، أن هذا هو الحال بشكل خاص لدى الأشخاص الذين قد يكونون عرضة للإصابة باضطراب ضربات القلب، لطالما تم الترويج لمكملات أوميجا 3 لتعزيز صحة القلب والدماغ والمفاصل والعين والجلد، لكن العديد من الدراسات أظهرت أن الأدلة على أن الحبوب تقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب أو السكتة الدماغية غير كافية بشكل عام أو غير متسقة.
وبعد تحذير وكالة الأدوية الأوروبية، أكدت وكالة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية (MHRA) ، التي تراقب سلامة الأدوية في المملكة المتحدة، أنها “تدرس بعناية الأدلة” المشار إليها.
وقالت الدكتورة أليسون كيف، كبيرة مسؤولي السلامة، إن سلامة المرضى هي أولويتنا القصوى“، مضيفة، نحن ندرك أن وكالة الأدوية الأوروبية قد أعلنت أنها تضيف الرجفان الأذيني كأثر جانبي شائع للأدوية التي تحتوي على استرات إيثيل حمض أوميجا 3، موضحة، إننا نريد أن نطمئن المرضى إلى أن فوائد هذه الأدوية لا تزال تفوق المخاطر.
وقالت، نحن نبقي سلامة جميع الأدوية قيد المراجعة الدقيقة وكجزء من هذا فإننا ندرس بعناية الأدلة المشار إليها في إعلان وكالة الأدوية الأوروبية الأخير.”