قال الدكتور هاني رسلان ، رئيس وحدة السودان ووادي النيل في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن هناك حملة منظمة بين السودان وإثيوبيا لإثارة المزيد من الخلافات حول سد النهضة ، مشيرا إلى الأزمة المصطنعة بين مصر والسودان، وآخرها الوثيقة المفبركة المنسوبة إلى إدارة المخابرات الحربية المصرية بزعم أن هناك حملة إساءة معاملة للسودانيين بمصر.
وأضاف «رسلان»، في تصريحات صحفية أن تعامل الخارجية مع الأزمة بطيئا وفاقدا للإحساس بالزمن وبخطورة ما يجرى، وما قد يترتب عليه، مشيرا إلى أن تصريحات المتحدث باِسم الخارجية فى بداية الأزمة فارغة من أى مضمون محدد، سوى الكلام العام والشعارات التى لا تغنى ولا تسمن جوع، ما ساهم فى تمدد الأزمة باعتباره نوعا من التهرب.
فيما يتعلق بتصريحات وزير الخارجية الإثيوبي بأن مصر لا تستطيع أن تدخل حربا ضد إثيوبيا، أوضح رئيس وحدة السودان ووادي النيل في مركز الأهرام، أن الصراع لا يعنى الحرب فقط، بل يضم طائفة واسعة جدا من التحركات، موضحا أن مصر لن تدخل حربا لأنها لا تحتاج إلى ذلك، ولكنها تستطيع أن تخوض صراعا طويلا وتعرف كيف تكسبه، لافتا إلى أن مصر اختارت التعاون وليس الصراع، مشددا علي أن مصر تخوض صراعًا للحصول علي حقها التاريخي في مياه النيل.
وتابع «رسلان»، أنه من بين ملايين السودانيين فى مصر كانت هناك فقط 5 حالات احتجاز لأسباب أو اتهامات قانونية، وجرى التعامل معها في إطار القانون، والحالة الوحيدة التى حصل فيها اعتداء على الأخ زكريا كانت بسبب تشابكه بالأيدى مع أحد أمناء الشرطة داخل حجز القسم، وخرج الرجل على قناة الجزيرة مباشر وهتف «تحيا مصر».
وأوضح رسلان، أن الحملة ما زالت مستمرة بهدف إثارة الكراهية الشعبية من السودانيين ضد مصر، ثم استخدام ذلك كذريعة تمهيدا لتحركات ومواقف بدأت تظهر من الآن، متهما وزارة الخارجية بالصمت ضد الحملات المنظمة، التي تدمر علاقات شعبين شقيقين مهما كانت درجة الاتفاق أو الاختلاف فى المواقف بين الحكومات.
وأتهم رسلان، السفارة السودانية بالقاهره بالمشاركة الرئيسية عن الحملة علي مصر عبر لإصدارها بيانًا عامًا بلغة فضفاضة، أشارت فيه إلى احتجاجها على ما تقول إنه إساءة معاملة للأشقاء السودانيين، لحق بذلك بيان آخر من الخارجية السودانية بنفس المضمون مع التلويح أن هناك إجراءات تتخذ إذا لم يعالج الأمر، ثم تصعيد الخلافات إلي ردهات البرلمان السوداني حيث أصدر أثنان من أعضاء البرلمان تصريحات تصعيدية، وبما أن إحداهما رئيس للجنة العلاقات الخارجية فقد قدم طلبا لحضور وزير الخارجية إلى البرلمان لتقديم إيضاحًا عما يحدث.
وأضاف رسلان، أن الحملة الإعلامية السودانية ترسخ أن مصر أصبحت ليس فى صورة الخصم فقط، لكن فى صورة الشيطان الذى يجب مواجهته ومجابهته، أو على الأقل تأديبه للحد من شروره وإيقافه عند حده، معبرا عن أسفه للحديث عن علاقات مصرية سودانية تحافظ على المشتركات، وتقوم على الندية وتبادل المنافع والمصالح، لا يتقدم للأمام أبدا، بل يتحرك فى دوائر ويخرج منها إلى أزقة وحارات مسدودة لكى يعود إلى حيث بدأ .
وأوضح رسلان، أنه فيما يتعلق بغتفاقية الحريات الأربع، فأن الأخوة فى السودان يتناسون انها وقعت فى ٢٠٠٤، بطلب عاجل من الحكومة السودانية، إذ كان ذلك لاستباق التوقيع على نيفاشا فى 2005، لأسباب سياسية تخصها، وجاءت الاتفافية فى أعقاب عقد التسعينات وما شهدة من أعمال إرهاب ضد مصر كانت تحتضنها وتمولها السلطة السودانية، ولآن أى دعوة لتقارب مصرى سودانى لا يمكن ردها، فقد رحبت مصر بالإتفاقية، وأوضحت أنها لا تستطيع إلغاء التاشيرات لأسباب تتعلق بضبط الأوضاع الأمنية داخل مصر، للحد من تسلل بعض العناصر ذات الصلة، ووافقت الحكومة السودانية.