أكد الدكتور جاد القاضي، رئيس المعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، أن الحسابات الفلكية التي أجراها علماء المعهد كشفت، أن عدة شهر رمضان للعام الهجري الحالي (١٤٤٠) ستكون ٢٩ يوما، وأن قمر رمضان وقع في لحظة التربيع الأول فجر اليوم (الأحد) في تمام الساعة الثالثة و١٢ دقيقة بالتوقيت المحلى لمدينة القاهرة، وبذلك يكون قد قطع ربع المسافة في مداره حول الأرض.
وأشار إلى أن فترة التربيع الأول، هي وقت مثالي لرصد تضاريس سطح القمر باستخدام المنظار ثنائي العينية أو تلسكوب صغير، حيث يظهر نصف القمر ونصفه الآخر مظلما، كما أن الجبال والفوهات وغيرها تكون واضحة جدا خاصة على طول الخط الذي يفصل بين الجانبين المضيء والمظلم نظرا لتداخل الضوء والظلال ما يعطي منظرا ثلاثي الأبعاد.
وتابع رئيس المعهد، أنه خلال الأيام القليلة المقبلة ستزداد المسافة بين القمر والشمس في قبة السماء كل ليلة، وذلك مع اقتراب القمر من طور البدر المكتمل، وبدلا من شروقه بعد الظهر سوف يتأخر إلى أن يشرق مع غروب الشمس، مشيرا إلى أنه في تلك الحالة ستشهد ساعات الصيام في مصر زيادة يومية تدريجية، إلى أن تصل في نهاية الشهر إلى 15 ساعة و43 دقيقة، مقابل 15 ساعة و3 دقائق في بدايته وذلك بحسب التوقيت المحلى لمدينة القاهرة.
وقال، إن عدد الأطوار التي يمر بها القمر خلال دورانه حول الأرض تبلغ ٨ أطوار في كل شهر، يتغير خلالها شكله المرئي من مرحلة الهلال مرورا بالبدر ثم ينتهي بالمحاق، مشيرا إلى أن تلك الأطوار تنشأ نتيجة دوران القمر خلال شهر عربي كامل حول الأرض على شكل قطع ناقص بيضاوي المدار، فتختلف أطواره بشكل دوري أثناء عملية الدوران اعتمادا على التغير في المواقع النسبية لكل من القمر والأرض والشمس.
وأضاف القاضي، أن النصف الأول من القمر يكون مضاء بواسطة الشمس (ما عدا في حالات الخسوف القمري)، وبذلك يرى ساطعا أو مشرقا، إلا أن جزءا من نصف الكرة المضاء والذي يكون مرئيا للمراقب يمكن أن يتغير من 100 في المائة في حالة كونه بدرا إلى صفر في المائة وهو في طور (المحاق)، ويطلق على الحدود بين نصف الكرة المضاء وغير المضاء بالفاصل الشمسي.
وأكد إنه إذا كان منظر القمر ورؤيته تبعث في النفوس البهجة والسرور، فإن رؤية قمر رمضان له وضع خاص، إذ يترقب المسلمون ظهوره بشوق ويحزنون عند رحيل هذا الضيف الكريم سخي العطايا سريع الارتحال، والذي بث في نفوسهم حالة إيمانية سامية اكتسبوها بالصيام والقيام وقراءة القرآن، في سلوك جماعي لا يفرق بين غني وفقير وجنس وعرق.
والقمر الذي يدور حول كوكب الأرض هو جرم سماوي، من أكبر الأقمار الطبيعية في المجموعة الشمسية، إذ تبلغ كتلته 1 على 81 من كتلة على الأرض، ويعتقد أن القمر تحت تأثير القوة الطاردة المركزية، انقسم من قشرتها الأرضية، وللقمر ٢٨ منزلة سميت بهذا الاسم ظنا من القدماء المصريين بأن القمر يبيت في كل منزلة ليلة، ويوجد للقمر وأطوار وأشكال مختلفة في الشهر الواحد.
ويرجع ذلك إلى أن القمر في الأساس جسم معتم لا يوجد فيه ضوء، ومصدر ضيائه هو الشمس، أما شكل القمر الرئيسي فهو الكروي، ويكون شطر من القمر مضاء والشطر الآخر معتما، فيرى الإنسان جهة واحدة منه، ويعود ذلك إلى وجود الجاذبية الأرضية، التي تقلل من سرعة دوران القمر الذي يتحرك بدرجة أسرع من الشمس، فيراه البشر بأشكال مختلفة٠٠ هلالا في أول الشهر، ثم تربيع أول، وأحدب متزايد، والبدر، وأحدب متناقص، وتربيع ثاني، ثم هلال آخر الشهر، والمحاق.
وهلال أول الشهر (الهلال المتزايد) وهو أول مرحلة من مراحل القمر وفيها يكون الهلال في أول الشهر، أما وقت ظهوره فهو الظهر ويزول وقت الغسق، وتصل نسبة الإضاءة للقمر في هذه المرحلة من (1-49) في المائة، وتقريبا بعد مرور سبعة أيام من الشهر القمري يبدأ القمر في المرحلة التالية وهي (التربيع الأول) في هذه المرحلة نسبة ظهور وإضاءة القمر هي 50 في المائة، أما وقت ظهوره فيكون في النهار إلى أول الليل.
ويصل القمر إلى طور (الأحدب المتزايد) عند مرور 11 يوما من الشهر القمري تقريبا، وتكون نسبة إضاءته 50 في المائة، ويكون وقت ظهوره في أواخر النهار ويبقى موجودا معظم الليل، فيما يكون الطور التالي هو البدر، وتعد هذه المرحلة من أجمل مراحل القمر، إذ إنه في هذه المرحلة يظهر كاملا في السماء من مغيب الشمس إلى مشرقها، عندما يمر تقريبا 15 يوما من الشهر القمري.
ويبدأ القمر في التناقص وصولا لطور الأحدب المتناقص، وفي هذه المرحلة يبدأ ظهوره وإضاءته في النقصان من 99-51 في المائة، أما وقت ظهوره فيكون أغلب الليل والنهار، عندما يمر 18 يوما تقريبا من الشهر القمري، يعقبه طور التربيع الثاني وفيه تنخفض نسبة إضاءته، وذلك بعد مرور 22 يوما تقريبا من الشهر القمري، ويبرز قمر هذه المرحلة تقريبا نهاية الليل وأغلب النهار، بعدها يصل القمر إلى طور هلال آخر الشهر (الهلال المتناقص)، وذلك لأن نسبة ظهور القمر تبدأ التناقص من 49-1 في المائة،أما وقت ظهوره فهو قبل أن تشرق الشمس ويستمر إلى أول النهار.
ويأتي المحاق معلنا بدء القمر الجديد، وفي هذه المرحلة يكون القمر في فترة نهاية الشهر، ولا يمكن رؤيته حيث تصبح الشمس والأرض على استقامة واحدة، ويعم الظلام وجه القمر المطل على الأرض فيحجب رؤيته عن البشر.