بقلم الدكتورة/ فاطمة محمد دسوقى سالم
بعد أيام قليله سيبدأ العام الجديد و الذى يحتفل به الجميع فى كافة أنحاء العالم ، وهذا الإحتفال ليس حديثًا على مصر بل كان موجودًا منذ الحضارة الفرعونية القديمة و كان الإحتفال به أساسيًا عند المصرى القديم ونرى ذلك من خلال المشاهد المسجلة على جدران المعابد.
والإحتفال بعيد رأس السنة في مصر هو في الحقيقة احتفال بأول تقويم متكامل عرفته البشرية وهو التقويم المصري القديم “التقويم الشمسي” وكان بداية من عام 6255.
كما أطلقوا علية أسم ”ني- يارو” أى يوم الأنهار أو يوم الإكتمال إشارة إلى موعد اكتمال فيضان نهر النيل. ثم أصبح يعرف بعد ذلك بأسم “عيد النيروز” أى “اليوم الجديد” وهو اليوم الذى يمثل أول يوم في السنة الزراعية.
كما حرص المصرى القديم بالإحتفال بهذا العيد كتراث ثقافى وأساسى فى حياته. وجاء هذا التقويم نتيجة لمراقبة المصرى القديم لنهر النيل واهتمامة بفيضانه وظهور النجم “سبدت”.
السنة المصريه القديمه
وكانت السنة المصريه القديمه مرتبطة بالنجوم وتُقسم إلى 12 شهرا بكل شهر 30 يوما ثم يليها خمسة أيام او ستة لتكملة السنة. واستمر استخدام الشهور القبطية بمصر إلى الآن فى الزراعة. وكان العالم “توت” هو الذي وضع التقويم وقد حصل على كثير من الإحترام والتقديس عند المصرى القديم.
كما أنهم وضعوه فى مكانه الآلهه وأطلقوا عليه الإله توت أو تحوت، كما بدأت أول شهور السنه بأسمه، وقد تم تعديل هذا النظام حوالي 238 قبل الميلاد بإضافة يوم كل أربع سنوات للسنة الفرعونية، بحيث يتم تثبيت بداية السنة مع الفصول وبذلك ثبتت بداية السنة في شهر سبتمبر.
ومن مظاهر الإحتفال بعيد رأس السنة عند المصرى القديم القيام بصناعة الكعك والفطائر والتى أصبحت بعد ذلك مرتبطه بكل الأعياد واصبح لكل عيد نوع خاص به.
وكانت الفطائر مع بداية ظهورها في الأعياد تزين بالنقوش والطلاسم والتعاويذ الدينية. ومن الأكلات المفضلة فى ذلك اليوم هو صيد البط والأوز والقيام بشوائه وأكل الأسماك المجففة. ومشروباتهم المفضلة في عيد رأس السنة كانت “عصير العنب” أو “النبيذ الطازج” حيث كانت أعياد العصير تتفق مع أعياد رأس السنة.
ومن التقاليد أيضًا أنه خلال أيام الإحتفال أى خلال الأيام المنسية أن يقوم الناس بنسيان خلافاتهم ومشاكلهم الموجوده بينهم، وكانت تدخل ضمن شرائع العقيدة، حيث يطلب الإله من الناس أن ينسوا ما بينهم من ضغائن في عيده المقدس، عيد رأس السنة التي يجب أن تبدأ بالصفاء، والإخاء، والمودة بين الناس. وكانوا أيضًا يقدمون القرابين للآلهة والمعبودات.
ومن مظاهر الإحتفال بهذا العيد أيضًا إقامة كرنفالاً للزهور وهو كان من أفكار الملكة “كليوباترا”. وذلك لأن هذا اليوم تصادف مع يوم جلوسها على العرش، كما أنه فى عهدها انتقل التقويم المصرى إلى روما.
وكان ذلك عندما قامت بإهداء التقويم الشمسى لـ”يوليوس قيصر”، وكلفت العالِم المصري “سوسيجين” بنقل التقويم المصرى للرومان ليكون بديل للتقويم القمرى المستخدم عندهم وأطلقوا عليه “التقويم القيصري”.
وفى الدولة الحديثة أصبح عيد رأس السنة ذات مظهر شعبى له بهجة وفرحة مختلفة وكان المصريون يخرجون للحدائق والحقول ويستمتعون بأوقاتهم وقت الإحتفال.
ويقومون بممارسة الألعاب والمسابقات المختلفة، أى أنهم قاموا بكل أنواع المرح والترفية وإقامة حفلات الرقص والموسيقى.
وكان من أساسيات الإحتفال هو الإحتفال أيضًا بعقد القران، لرغبتهم أن تكون بداية العام الجديد هى بداية لحياة زوجية سعيدة.