أطلقت الصين قمرًا صناعيًا جديدًا لنظام “بيدو” إلى المدار على متن الصاروخ الحامل “لونج مارش – 3 إيه” من مركز شيتشانج لإطلاق الأقمار الصناعية في مقاطعة سيتشوان بجنوب غربي الصين، وهو القمر الصناعي الـ32 لنظام بيدو للملاحة، وأحد أعضاء عائلة بيدو – 2، التي تُمثل الجيل الثاني من النظام.
ويعد الإطلاق في هذه المرة المهمة الـ280 لسلسلة الصواريخ الحاملة من طراز “لونج مارش”.
وبدأت الصين بناء الجيل الثالث من نظام بيدو في عام 2017، حيث توجد 8 أقمار صناعية لنظام بيدو – 3 في الفضاء حاليا.
فلماذا تم إطلاق قمر صناعي آخر لبيدو- 2؟
وحول ذلك قال يانج هوي، كبير المصممين لنظام بيدو – 2، إن إطلاق قمر صناعي احتياطي لنظام بيدو – 2 سيضمن التشغيل المستمر والمستقر للنظام
ويهدف نظام بيدو الذي يعني باللغة الصينية كوكبة الدب الأكبر إلى منافسة نظام جي بي إس الأمريكي، ونظام جلوناس الروسي ونظام جاليليو للاتحاد الأوروبي بصفته نظام ملاحة عالميا يعمل بالأقمار الصناعية، وتم إطلاق المشروع رسميا في عام 1994، وبدأ في خدمة الصين في عام 2000 ومنطقة آسيا – الباسيفيك في عام 2012.
ومنذ ذلك الحين، قدم نظام بيدو خدمات موثوقة في جميع الأوقات في تحديد المواقع والملاحة والتوقيت للزبائن في منطقة آسيا – الباسيفيك، ولم يكن أبدًا خارج الخدمة وفقًا للأكاديمية الصينية لتكنولوجيا الفضاء.
ومع ذلك، تقترب بعض الأقمار الصناعية لبيدو – 2 من نهاية عمرها الافتراضي، وتحتاج إلى استبدالها بالأقمار الصناعية الاحتياطية، وأطلقت الصين قمرين صناعيين احتياطيين في يوم 30 مارس ويوم 12 يونيو عام 2016 على التوالي.
وقال يانج إن النسخة الاحتياطية الجديدة ليست بديلًا بسيطًا للأقمار الصناعية السابقة، ولكنها تقوم بترقيتها لتحسين موثوقيتها.
ويحمل القمر الصناعي ساعة الروبيديوم، وهي مفتاح دقة تحديد الموقع والتوقيت.
وعندما بدأت الصين الإصلاح والانفتاح قبل 40 عامًا، استخدمت الأقمار الصناعية ساعات الروبيديوم المستوردة، وبعد إطلاق برنامج بيدو، منعت الولايات المتحدة تصدير ساعات الروبيديوم إلى الصين.
وأوضح سون جيا دونج، بالأكاديمية الصينية للهندسة، أنه يتوجب على الصين الاعتماد على نفسها.
وتم اختبار أول ساعة روبيديوم ذاتية الصنع في الصين بقمر صناعي في سبتمبر 2006، وتم تحسين أداء ساعات الروبيديوم الصينية في الأقمار الصناعية لبيدو – 2.
وينسق نظام بيدو مع التكنولوجيات الأخرى، مثل الاستشعار عن بُعد، والإنترنت، والبيانات الكبيرة والحوسبة السحابية في المستقبل.
وفي السنوات الخمس الماضية، ساعد النظام على إنقاذ أكثر من 10 آلاف صياد سمك، وقال المتحدث باسم بيدو ران تشنج تشي إن أكثر من 40 ألف سفينة صيد ونحو 4.8 ملايين مركبة تجارية في الصين قامت بتركيب نظام بيدو.
وباعت الصين أكثر من 50 مليون رقاقة مصنعة محليا متصلة بنظام بيدو للملاحة وتحديد المواقع في السنوات الخمس الماضية.
وبحلول عام 2020، من المتوقع أن تتجاوز قيمة أعمال الملاحة عبر الأقمار الصناعية في الصين 400 مليار يوان (نحو 58 مليار دولار أمريكي)، ومن بينها 240 – 320 مليار يوان ستعود إلى نظام بيدو وفقا لما ذكر ران.