قالت صحيفة “كريستيان ساينس مونيتور” الأمريكية إن الصراعات فى سوريا وليبيا واليمن قد ترك فراغات فى السلطة ومساحات كبيرة من الأراضى غير المحكومة، وهو ما جعلها الأساس لتنظيم داعش وغيرها من التنظيمات الإرهابية الأخرى. وبعد الهجمات التى وقعت فى باريس وبيروت وكاليفورنيا، أصبح هناك تركيزا أكبر على معالجة مثل هذه المشكلات فى الشرق الأوسط. ولذلك، فإن هذا الأسبوع سيشهد جهودا دبلوماسية دولية لم يتم التهليل لها بشكل مكثف للتعامل مع الصراعات الثلاثة، مما يقدم بصيصا من الأمل فى المعركة الدولية لوقف انتشار داعش والجماعات المتطرفة الأخرى. وصحيح أنه لا يُتوقع أن تسفر أى من الاجتماعات المقررة فى روما حول ليبيا وفى جنيف حول اليمن وفى نيويورك حول سوريا عن حل سريع لهذه القضايا، لكنها تمثل معا موجة من النشاط الدبلوماسى الذى يؤكد شعور متزايد بالحاجة الملحة حول حل النزاعات.
أسبوع دبلوماسى حافل
وكان المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة قد قال إنهم يتوقعون أسبوعا حافلا من الدبلوماسية سواء فى نيويورك أو فى أماكن أخرى، فيما يمكن أن يصبح لحظة هامة فى الجهود المستمرة لحل الصراعات التى تظل تمثل تهديدات أمنية على مستويات عديدة للغاية. وكان تنظيم داعش قد استفاد على وجه التحديد من انهيار السلطة الحاكمة فى تلك المناطق وقام بالتمدد خارج قاعدته فى شمال سوريا، وعزز مشروعه لبناء دولة الخلافة المزعومة. فاليوم الأحد التقت فى روما، عقد اجتماع حول الوضع فى ليبيا لمناقشة اتفاق الأمم المتحدة المقترح لتشكيل حكومة وحدة ويعيد تأسيس شكلا من السلطة الوطنية. ومع سيطرت داعش على مدينة سرت على البحر المتوسط، اعتبر كثير من الخبراء المنطقة العاصمة الثانية للتنظيم بعد الرقة فى شمال سوريا وربما تكون متصلة لشن هجمات فى المنطقة والغرب.
اجتماع حول اليمن فى جنيف
من ناحية أخرى، تجرى يوم الثلاثاء تهدف لإنهاء الصراع المستمر منذ تسعة أشهر فى اليمن، ويجرى تحت رعاية الأمم المتحدة بين حكومة الرئيس عبد ربه منصور والمتمردين الحوثيين.. وكان الصراع فى اليمن قد أجبر الدبلوماسيين الغربيين على الانسحاب، وهو ما أصر على جودة وكمية المعلومات الاستخباراتية حول تنظيم القاعدة فى شبه الجزيرة العربية، حسبما يقول خبراء مكافحة الإرهاب. كما سيصل وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى إلى باريس وموسكو قبيل جولة من المحادثات المتعلقة بسوريا المقررة فى نيويورك يوم الجمعة الماضى ويهدف إلى المضى قدما فى خطة الانتقال السياسى.
الصلة بين الصراعات الثلاثة
وأكدت الصحيفة أن الصراعات الثلاثة مرتبطة فى الكيفية التى فتحت بها الباب لتوسع التطرف. لكن الصراعين فى ليبيا وسوريا على وجه التحديد مرتبطان بوجود داعش فى كليهما. وقد قال مسئولون أمريكيون أن المعلومات الاستخباراتية القادمة من سوريا، ومنها عرقلة اتصالات لداعش، تشير إلى أن التنظيم ربما يكون له خطط لنقل قاعدة عملياته من الرقة إلى سرت لو نجحت الجهود الدولية المكثفة لإخراجه من الرقة.