“عشان أخدم الناس صح لازم يكون التشغيل من هنا ورايح إقتصادي”.. مبدأ أعلن عنه الدكتور هشام عرفات، وزير النقل، للتأكيد على عدم السماح بتعرض مترو الأنفاق للإهمال في المستقبل بسبب عدم القدرة على تحصيل السعر الحقيقي للتذكرة.
الوزارة الآن بصدد إفتتاح مترو “مصر الجديدة”، وهو ما سينتج عنه زيادة عدد محطات الخط الثالث للمترو 4 محطات هي: “هارون- هليوبوليس- ألف مسكن- نادي الشمس”، وقد يصحب هذه الزيادة، ارتفاع في ثمن تذكرة مترو الخط الثالث.
تقديم خدمة مميزة
في أكثر من مناسبة، أعلن الدكتور هشام عرفات وزير النقل، عن دراسة تحريك أسعار تذاكر الخط الثالث للمترو بعد افتتاح المر حلة الجديدة، والتي من المتوقع أن تنطلق خلال أيام، حيث أن التجارب والاختبارات التجريبية لمترو مصر الجديدة تكاد تكون انتهت تمامًا، وننتظر إشارة من القيادة السياسية للافتتاح.
“تقديم خدمة مميزة للجمهور يتطلب منا أن يكون التشغيل اقتصاديا”.. كلمات أشار فيها وزير النقل إلى احتمالية تحريك أسعار الخط الثالث للمترو من أجل إعلاء مبدأ الحفاظ على الخدمة المميزة للجمهور، وعدم إهماله مثلما حدث في الخط الأول للمترو والمهدد بالتوقف تمام، وهذا ما أكده الوزير قائلا: ” لازم يكون التشغيل من هنا ورايح إقتصادي، بدل ما الخط يقف زي الخط الأول”.
خطر مواجهة مصير “الخط الأول”
وأضاف “عرفات”، في تصريحات صحفية: “نحتاج 30 مليار جنيه لتطوير الخط الأول للمترو، وهو رقم كبير للغاية وبالتالي الخط مهدد بالتوقف الآن، ولا نريد أن يلقى الخط الثاني والثالث مصير الخط الأول، ولذلك أي حاجة هتتعمل جديد لازم يكون إدارتها أقتصاديا بشكل مظبوط”.
وزير النقل لم يجزم بزيادة أسعار تذاكر الخط الثالث، بل أشار إلى أن القرار متوقف على موافقة القيادة السياسية، مؤكدا على أهمية تحريك الأسعار من أجل الحفاظ مترو الأنفاق وعدم تهالكه وإصابته بالعطل والتوقف عن الخدمة.
المترو سيظل أرخص وسيلة مواصلات حتى في حالة زيادته بعد أفتتاح مترو “مصر الجديدة”، وهذا ما أكده وزير النقل قائلا: “سنظل أرخص من أرخص وسيلة مواصلات حتى بعد الزيادة، كما أنها وسيلة توفر رفاهية للمواطن، فهي مكيفة كما أنها توفر كثيرا من الوقت، حيث تقطع في ربع الوقت التي تقطعه أي وسيلة مواصلات أخرى”.
زيادة اسعار التذاكر غير كافية
كثير من المواطنين يعتقدون أن الزيادة الأخيرة للمترو ستساهم في تطويره، ولكن هذا غيرصحيح على الإطلاق، بل تم توجيهها لعمل جزء من الصيانة المطلوبة للمترو بالإضافة إلى سداد جزء من ديون المرفق، وهذا ما أكده الكتور عمرو شعت، نائب وزيرالنقل، في تصريحاته لـ”صدى البلد” قائلا: “تطوير الخط الاول يحتاج 30 مليار جنيه، والبعض يلومنا بعدم تطويره بعد زيادة سعر التذكرة، رغم أن الإيرادات زادت فقط 70 مليون جنيه شهريا، وهذا غير كاف على الإطلاق لتطوير الخط الأول، بل تم توجيهها في عمل جزء من الصيانة، وسداد بعض الديون”.
وأجرى “شعت” عملية حسابية تؤكد صحة كلامه: “لو اعتبرنا أن هذه الزيادة ستوفر فقط لتطوير الخط الأول، فإذا نستطيع خلال عام توفير 840 مليون جنيه، وبالتالي سنحتاج مايقرب من 35 عاما لتجميع الـ30 مليار جنيه للمطلوبة لتطوير المرفق”.
إعادة النظر في الأسعار كل عام
واشار نائب وزير النقل إلى أن زيادة سعر التذكرة لا يمكنها تطوير المرفق، بل فقط هي وسيلة لتوفير عمليات الصيانة المطلوبة له، وهذا ما حدث بعد إقرار الزيادة الماضية، حيث تم توجيه الإيرادات التي حصلنا عليها، لسداد جزء من الديون المتراكمة، واستيراد بعض قطع الغيار للحفاظ على المترو.
وتابع “شعت”: “مازلنا بعاد عن سعر التذكرة الحقيقي، وسنعاود النظر في سعر تذكرة المترو كل عام، لمحاولة تقليل الفجوة بين السعر الحقيقي والسعر الذي تقدم به للجمهور”.
ومن خلال تصريحات وزير النقل الدكتور هشام عرفات ونائبه الدكتور عمر شعت، فإننا نجد أن الوزارة بين أمرين أحلاهما “مر” إن صح التعبير، فإما أن يزيدوا من سعر تذكرة الخط الثالث للمترو، وهذا قد يمثل عبئا اكبر على المواطنين، أو يتركه دون زيادة فيتعرض للإهمال والتهالك مثلما حدث في الخط الاول للمترو، وستكشف الايام القليلة المقبلة عن أي طريق ستفضله الوزارة.