تعقد القمة الروسية الأفريقية الثانية والمنتدى الاقتصادي الروسي الأفريقي 27 يوليو الجاري بمدينة سانت بطرسبورج الروسية حيث عقدت القمة الأولى في أكتوبر 2019 في سوتشي تحت شعار “من أجل السلام والأمن والتنمية.
ونرصد أبرز المعلومات عن القمة الروسية الإفريقية الثانية كالتالي:
– تنطلق القمة الثانية للمنتدى الاقتصادي والإنساني لروسيا إفريقيا في مدينة سانت بطرسبرج الخميس المقبل بحضور ومشاركة قادة وزعماء ورؤساء حكومات الدول الإفريقية وروسيا بهدف بحث تعزيز التعاون الروسي الإفريقي الشامل وكذلك تحديد مسار تطور علاقات روسيا مع الدول الإفريقية على المدى الطويل.
– تعتبر الحدث الرئيسي في العلاقات الروسية الأفريقية حيث ستحدد مراحل تطورها مستقبلا حيث يستعرض قادة وزعماء روسيا والدول الإفريقية ما تم تنفيذه من خارطة الطريق التي تم الاتفاق عليها خلال القمة الأولى التي عقدت في مدينة سوتشي عام 2019.
برنامج القمة الروسية الإفريقية الثانية :
– برنامج القمة يتضمن أكثر من 30 جلسة نقاشية وفعاليات حول أهم قضايا التعاون بين روسيا والدول الإفريقية والتي ترتكز على محاور رئيسية وهي محور الاقتصاد العالمي الجديد والذي يتناول مجالات الاقتصاد والتجارة والزراعة والعلوم والتكنولوجيا والطاقة النووية والفضاء، والمحور الاجتماعي والإنساني لحياه أفضل والذي يتناول التعاون في مجال التعليم العالي ونقل أفضل الخبرات التعليمية في مجال التعليم عن بعد والتعليم المهني ودور المرأة في التنمية المستدامة والتقدم الاجتماعي ودور الرياضة في الصداقة بين روسيا وإفريقيا.
– تتضمن عقد المنتدى الإعلامي ومؤتمر عمداء الجامعات ومائدة مستديرة وفعاليات في إطار برنامج الشباب وجلسات من منتدى الأعمال الإبداعية ومنتدى المجتمع الصحي وأن جلسات القمة الثانية للمنتدى ستتطرق لتأثير التهديدات التي يتعرض لها الأمن العالمي على القارة الإفريقية من النزاعات العسكرية التقليدية ونقص الغذاء وأزمات الطاقة والهجرة غير المنظمة إلى النشاط الإرهابي الإجرامي.
– محور الاقتصاد العالمي الجديد يناقش آفاق تعزيز الأعمال التجارية في إفريقيا لرجال الأعمال الروس ودراسة مخاطر وظروف السوق والفرص المتاحة في ضوء النمو السريع لإفريقيا التي تبرز كمنطقة تحمل الآمال لحدوث انتعاش اقتصادي عالمي وأن الشركات الروسية تنفذ بالفعل عددا كبيرا من المشروعات الرائدة التي تسهم في التنمية المستدامة للمنطقة الإفريقية.
الشركات الصغيرة الروسية والإفريقية
– نصيب روسيا في التجارة الخارجية مع الدول الإفريقية يزيد قليلا عن 2 في المائة مما لا يعكس الإمكانيات الكاملة للتعاون الثنائي حيث أن القمة ستبحث آفاق زيادة التجارة الثنائية في ضوء التحديات الجديدة التي ظهرت في أعقاب وباء كوفيد -19 في عام 2019 حيث أن المنتدي سيناقش المعايير الجديدة للشراكة بين الشركات الصغيرة الروسية والإفريقية والتعاون متبادل المنفعة التي يمكن أن تصبح مصدرا للدخل وأسواق جديدة للسلع والخدمات، فضلا عن المساهمة في تنمية الاقتصاد الإفريقي وخلق فرص عمل جديدة وتحسين مستوى المعيشة لسكان القارة.
– روسيا تسعي إلى دعم التعاون مع الدول الإفريقية في المجال الزراعي حيث تحتل مكانة مميزة بين أفضل 20 دولة رائدة في هذا المجال ووفرت المنتجات الزراعية إلى ما يقرب من 160 دولة وتجاوزت صادراتها الزراعية 41 مليار دولار مؤكدة وجود إمكانيات كبيرة لتطوير البنية التحتية للنقل في إفريقيا لزيادة التجارة وتنفيذ مشروعات زراعية مشتركة.
– استعداد الشركات الروسية نقل التكنولوجيا الزراعية الحديثة إلى إفريقيا بهدف تحقيق الأمن الغذائي والقضاء على الفقر حيث أن القارة الإفريقية تعد أكثر منطقة تعاني من انعدام الأمن الغذائي في العالم حيث يوجد 278 مليون شخص في إفريقيا يعانون من الجوع المزمع أي 20 في المائة من سكان القارة ووجود آفاق كبيرة للتعاون بين الاتحاد الاقتصادي الأوراسي الاقتصادي وإفريقيا في ضوء أن القارة اليوم تعد واحدة من المراكز الناشئة للتنمية العالمية وضرورة تحديد مجالات الأولوية للتعاون بين الجانبين والتعرف على تأثير التكامل الاقتصادي على الهيكل الحالي للاقتصاد العالمي وتحديد الخطوات لإيجاد رؤية مشتركة لمستقبل بناء التكامل في منطقة الأوراسي وإفريقيا.
مجال الطاقة في إفريقيا
– المنتدى سيناقش أيضا سبل تعزيز التعاون في مجال الطاقة في إفريقيا التي تعتبر واحدة من أسرع أسواق الطاقة نموا في العالم وتولي روسيا اهتماما كبيرا بدعم الدول الإفريقية لتحقيق الهدف السابع للتنمية المستدامة للأمم المتحدة وهو ضمان وصول الجميع إلى مصادر الطاقة الحديثة والموثوقة والمستدامة والميسورة التكلفة وأن شركات الطاقة الروسية تنفذ عددا من المشروعات الطموحة في القارة بمجالي الطاقة النووية والطاقة الكهرومائية.
– أهمية دعم التعاون في مجال اللوجستيات التي تلعب دورا مهما في تعزيز التجارة بين روسيا والدول الإفريقية حيث أصبح إقامة نظام مسار لوجستي بين روسيا وإفريقيا يكون عمليا ومفيدا لجميع الأطراف المعنية يشكل قضية أكثر إلحاحا في السنوات الأخيرة في ظل التحديات المرتبطة بوباء كوفيد -19 وإعادة التشكيل العالمي لتدفقات الصادرات والواردات.
– جلسات المنتدى ستتناول فرصا للتعاون في مجال التحول الرقمي العالمي والاعتماد المتزايد على تكنولوجيا الاتصالات التي أدت إلى دفع أمن المعلومات في موقع الصدارة وضرورة تعاون المجتمع الدولي للتصدي التهديدات من الإرهاب والجرائم العابرة للحدود واستخدام الطائرات بدون طيار لأغراض غير قانونية إلى نشاط الإنترنت غير القانوني.
– موسكو تولي اهتماما كبيرا بتعزيز التعاون في مجال العلوم والتكنولوجيا النووية مع الدول الإفريقية حيث تسعى مؤسسة روس اتوم الروسية إلى دعم الدول لاستخدام التكنولوجيات التي تضمن أمن الطاقة وتضمن التنمية المستدامة لمختلف القطاعات الاقتصادية وتزيد من القدرات العلمية والبشرية وقد بدأت بعض الدول الإفريقية في التركيز على التكنولوجيا النووية التي لها آثار اجتماعية واقتصادية إيجابية على العديد من مجالات الحياة وإزالة الكربون من الاقتصاد وتسهيل تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
– المنتدى سيبحث التعاون في العلوم والتكنولوجيا والتعاون الفعال في مجال الرعاية الصحية حيث يشمل الأدوية والابتكار والتكنولوجيا في سياق التحول الحالي ويمكن للجهود الموحدة في تطوير سياسة الرعاية الصحية والأدوية من جانب روسيا وإفريقيا أن تكون بمثابة وسيلة مستدامة أساس الشراكة متبادلة المنفعة.
تعزيز التعاون في مجال التعليم العالي بين روسيا والدول الإفريقية
– محور التعاون الإنساني حيث أن الجلسات ستناقش تعزيز التعاون في مجال التعليم العالي بين روسيا والدول الإفريقية ومشاركة الجامعات الروسية الرائدة في مشروعات تعليمية مشتركة وكذلك الاهتمام بدعم التعليم المهني وتنفيذ مبادرات في مجال التعليم وجذب الطلاب للدراسة في الجامعات الروسية فضلا عن فرص التعاون في مجالي الثقافة والفنون ودعم الروابط الثقافية بين روسيا والدول الإفريقية ودور الصناعات الإبداعية كمحرك مهم للنمو.
– المنتدى سيسلط الضوء على دور المرأة في روسيا وأفريقيا من أجل التنمية المستدامة والتقدم الاجتماعي وتنفيذ الرؤية الحالية للتنمية في إفريقيا وأجندة 2063 للاتحاد الأفريقي خاصة وأن التنمية في إفريقيا ستعتمد في الخمسين عاما المقبلة على تمكين المرأة وأن المرأة في روسيا وإفريقيا تلعب دورا نشطا في مجال الأعمال.
– اتفق الجانبان في ختام القمة الأولى على إقامة منتدى شراكة روسية إفريقية لتنسيق تطوير العلاقات الروسية الإفريقية وجعل قمة روسيا – إفريقيا كهيئة عليا لها تنعقد مرة كل ثلاث سنوات فضلا عن عقد مشاورات سياسية سنوية بين وزراء خارجية روسيا والدول الإفريقية التي تتولى الرئاسة الحالية والسابقة والمستقبلة للاتحاد الإفريقي في الفترة بين انعقاد القمم وقد تم التوقيع على مجموعة كبيرة من الاتفاقيات في ختام القمة بلغت قيمتها تريليون روبل.
القمة الروسية الإفريقية الأولى
– البيان الختامي للقمة الأولى أكد أهمية التعاون الوثيق في تنفيذ أهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة والتأكد من أن الأمم المتحدة تلعب دورا نشطًا في الشؤون الدولية ولا سيما في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين وتنسيق الجهود لإصلاح الأمم المتحدة بما في ذلك مجلس الأمن وكذلك دعم قدرتها على مواجهة التحديات والتهديدات العالمية القائمة والجديدة.
– شدد البيان الختامي للقمة الأولى على أهمية تعزيز الحوكمة العالمية والنظر في إصلاح مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة مع مراعاة الحقائق الجيوسياسية بهدف جعله هيئة أكثر تمثيلا من خلال ضمان مشاركة أكبر للدول الإفريقية وضرورة إجراء مشاورات منتظمة بين البعثة الدائمة لروسيا والبعثات الدائمة للدول الإفريقية لدى الأمم المتحدة.
– القمة الروسية الإفريقية الأولى أولت اهتماما بمواصلة تعزيز الاتصالات والتنسيق بين روسيا والأعضاء غير الدائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة من بين الدول الإفريقية بهدف تعزيز المصالح المشتركة، فضلا عن تطوير التعاون داخل المنظمات الدولية الأخرى وتقديم أكبر قدر من الدعم المتبادل عند إجراء انتخابات مجالس إدارتها واتخاذ القرارات بشأن القضايا ذات الأهمية الخاصة لروسيا الاتحادية والدول الإفريقية.
– أكد أهمية تعزيز الشراكة والتعاون بين دول البريكس والإفريقية بهدف دعم الآليات الجماعية للحوكمة العالمية في إطار نظام متعدد الأقطاب للعلاقات الدولية مع قيام الدول النامية واقتصادات السوق الناشئة بدور هام، فضلا عن تسهيل تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة في سياق الثورة الصناعية الرابعة.
– أكد أهمية مكافحة الإرهاب الدولي بجميع أشكاله ومظاهره وكذلك التطرف والجريمة عبر الوطنية والاتجار بالمخدرات والمؤثرات العقلية لو أن دعم التعاون في مكافحة الإرهاب والتطرف يأتي وقفا للقانون الدولي، وذلك في إطار ميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة واستراتيجية الأمم المتحدة العالمية لمكافحة الإرهاب.
– شدد على ضرورة تنسيق الجهود وتبادل الخبرات في مكافحة الإرهاب والتطرف بما ذلك تنفيذ البرامج المشتركة لبناء القدرات اللازمة للدول الإفريقية التي تطلب ذلك وتدريب أفراد بعثات حفظ السلام الأفريقية في المؤسسات التعليمية المتخصصة في روسيا وأهمية مواصلة التعاون الوثيق لحل ومنع النزاعات في إفريقيا كجزء من مبادرة إسكات البنادق بحلول عام 2020 التي أطلقها الاتحاد الإفريقي وضرورة أن تستمر مبادرة الحلول الإفريقية الرئيسية للمشاكل الإفريقية كأساس لحل الصراعات.
– أكد أهمية تعزيز التعاون في بناء السلام والتنمية بعد انتهاء الصراع في القارة الإفريقية من خلال برامج بناء القدرات ومشروعات الهياكل الأساسية مرحبا بالدور الذي يمكن أن يلعبه مركز إعادة الإعمار والتنمية بعد انتهاء الصراع التابع للاتحاد الإفريقي في هذا الصدد.
– أكد أهمية توحيد الجهود لتعزيز التجارة والاستثمار والتنمية المستدامة وجعل النظام الاقتصادي العالمي أكثر توجها نحو المجتمع والعمل على معارضة مظاهر الأحادية والحمائية والتمييز وكذلك دعم نظام التجارة العالمي القائم على قواعد منظمة التجارة العالمية، مطالبا بالعمل على توسيع التجارة بين روسيا والدول الإفريقية بما في ذلك عن طريق زيادة حصة المنتجات الزراعية في عمليات الاستيراد والتصدير وكذلك تشجيع المشاركة النشطة لمجتمع الأعمال في الأحداث مثل المعارض والمؤتمرات في روسيا والدول الإفريقية والمساهمة في إقامة آليات شراكة جديدة مماثلة بين الجانبين الروسي والإفريقي.
– أكد أهمية تعزيز التعاون في مجال أمن الطاقة بما في ذلك تنويع مصادر الطاقة واستخدام مصادر الطاقة المتجددة وتنفيذ المشروعات المشتركة في مجال الطاقة النووية ومواصلة تعاون متبادل المنفعة في مجالي الغاز والنفط، مشددا على ضرورة الاهتمام بتسهيل التعاون في المشروعات البحثية المشتركة ودعم التعاون الجامعي وتنظيم المؤتمرات والندوات العلمية، والتدريب المشترك والتعاون في المجال الأكاديمي، وكذلك تعزيز التعاون في مجالات الثقافة والتعليم والتكنولوجيا والرياضة والرعاية الصحية والسياحة ووسائل الإعلام.
– أهمية دراسة آفاق التعاون لمنع الكوارث الطبيعية والأوبئة والتخفيف من حدتها ومناقشة سبل تعزيز التعاون في مجالات مثل المساعدة الإنسانية ومكافحة تغير المناخ والجفاف والتصحر والوقاية من الكوارث الطبيعية والتخفيف من حدتها وكذلك رصد حالات الطوارئ والتنبؤ بها مؤكدا أهمية الجهود للتصدي لتغير المناخ في إفريقيا ونقل التكنولوجيات اللازمة وبناء القدرات وتعزيز قدرات الدول الإفريقية على بناء قدرتها على الصمود والتكيف مع الآثار السلبية لتغير المناخ.