تصاعدت المؤشرات في السودان خلال الأيام الماضية، حول احتمالية الدفع بالفريق أول محمد حمدان دقلو المعروف بـ”حميدتى” كمرشح رئاسي توافقى في المرحلة المقبلة.
بين مؤيد ورافض للخطوة، بات الجمع يشعر بقرب انخراط حميدتى في الحياة السياسية، وبالرغم من نفى أعضاء المجلس العسكري الانتقالى الدفع بأي من الجنرالات في المنافسة على المنصب الرفيع، يرى مراقبون أن تصدر نائب رئيس المجلس –حميدتى- المشهد السياسي مؤخرا، وحرصه على إلقاء خطابات شعبوية وسط حشود من الجماهير دليل قوي على نية الرجل خوض تجربة التخلى عن الزي العسكري والانخراط في عملية انتخابية تقوده إلى القصر للجلوس على مقعد الرئيس المعزول عمر البشير.
لعل أبرز التصريحات التي تعزز رواية الدفع بـ”الفريق” كمرشح رئاسي، ما جري اليوم على لسان زعيم حزب الأمة (إسلامى) الصادق المهدي، في حوار مطول لوكالة “رويترز” قال فيه: إذا كان يتطلع لدور قيادي – حميدتى- فسيكون مقبولا إذا أصبح مواطنا مدنيا وإذا اتجه حينذاك إما لتشكيل حزب خاص به أو الانضمام لأي حزب يعتقد أنه أقرب إلى أفكاره.
وكان حميدتي قد أشار إلى أن لديه طموحات سياسية وتكررت خطبه العلنية ووعد بمستقبل مشرق للسودانيين من القصر الذي كان يشغله البشير.
وعلى النقيض من كثيرين من ضباط الجيش لم يتخرج حميدتي من معهد عسكري، وكان صعوده السريع في عهد البشير قد أثار الاستياء. ويقول محللون ومسئولون أمنيون إن مقاتلي قوات الدعم السريع التي يتزعمه يفتقرون للانضباط لكنهم يحصلون في الغالب على مرتبات أفضل من جنود الجيش.
وقد بدأت قوات الدعم السريع كميليشيا بعد نشوب حرب مع متمردين في إقليم دارفور السوداني عام 2003، وانتهى الأمر إلى خضوع تلك القوة لإشراف الجيش لكن ذلك لم يحدث إلا في أوقات الصراع.
ينحدر حميدتي من قبيلة الرزيقات ذات الأصول العربية التي تقطن إقليم دارفور غربي السودان.
وعمل في العشرينيات من عمره في تجارة الإبل بين ليبيا ومالي وتشاد بشكل رئيسي، بالإضافة إلى حماية القوافل التجارية من قطاع الطرق في مناطق سيطرة قبيلته.
ذاع صيته وجنى ثروة كبيرة في التسعينيات من القرن الماضي، الأمر الذي دفع البشير إلى تقريبه، وخاصة أنه كان يقود مليشيا كبيرة لحماية القوافل التجارية، كما يسيطر حميدتي على عدد من مناجم الذهب في دارفور.
منح البشير حميدتي صلاحيات لا تُمنح إلا للجيش، وأطلق اسم “قوات الدعم السريع” على المليشيا التابعة له التي ينحدر معظم عناصرها من قبائل دارفور وتضم نحو 40 ألف مقاتل، كما زودت بالأسلحة الخفيفة وسيارات الدفع الرباعي، الأمر الذي أثار سخط وحفيظة الضباط.
إلا أن حميدتي، وقبل بضعة أيام من الإطاحة بالبشير، خيّب أمل الرئيس المعزول وتخلى عنه، بعد أن استنجد به لقمع المظاهرات.
وقالت مصادر محلية سودانية بحسب “بى بى سي”، إن “قوات الدعم السريع” التي يقودها حميدتي، ساهمت في الإطاحة بالبشير، ودعا الحكومة السودانية إلى “توفير ما يحتاجه المواطنون في سبيل العيش الكريم”، وهو موقف يراه بعض السودانيين إيجابيًا.
منح البشير حميدتي صلاحيات لا تُمنح إلا للجيش، وأطلق اسم “قوات الدعم السريع” على المليشيا التابعة له التي ينحدر معظم عناصرها من قبائل دارفور، كما زودت بالأسلحة الخفيفة وسيارات الدفع الرباعي، الأمر الذي أثار سخط وحفيظة الضباط.
إلا أن حميدتي، وقبل بضعة أيام من الإطاحة بالبشير، خيّب أمل البشير وتخلى عنه، بعد أن استنجد البشير به لقمع المظاهرات.
وقالت مصادر محلية سودانية إن “قوات الدعم السريع” التي يقودها حميدتي، ساهمت في الإطاحة بالبشير، ودعا الحكومة السودانية إلى “توفير ما يحتاجه المواطنون في سبيل العيش الكريم”، وهو موقف يراه بعض السودانيين إيجابيًا.
وفيما مراقبون للشأن السودانى، أن قبول الغرب بجنرال على غرار حميدتى ربما يكون محل خلاف، نطرا لتورطه في جرائم حرب موثقة في البلاد، يقف آخرون على جهة مغايرة ويعتبرون أن الجنرال القادم من الخلف ربما يمثل طوق إنقاذ لقدرته في السيطرة على الأوضاع بما يملكه من قوة عسكرية مارقة على تعليمات المؤسسة العسكرية الرسمية، علاوة على معرفته بدهاليز الحكم إبان عهد البشير، وفى ظل غياب رؤية توافيقية من القوى الثورية وفشل جميع الوساطات الإقليمية بينها وبين المجلس العسكري الانتقالى، ما يمهد الطريق أمام حميدتى الذي يقدم نفسه الآن كوجه إصلاحى ومفاوض مع الأطراف السياسية ما دفع الدوائر الإعلامية الخارجية لوصفه بـ”رجل السودان القوى”.