اُغتيل العالم الفلسطيني في مجال الطاقة البديلة والحائز على جائزة أفضل باحث عربي في منحة الخزانة الماليزية ” فادي محمد البطش ” ، وذلك أثناء توجهه لصلاة الفجر بمنطقة سكنه بالقرب من منزله في حي ( ايدامان بوتري ) في العاصمة ( كوالالمبور) أمس الموافق (21) إبريل الجاري ، بعد أن استهدفه شخصان من ( القوقاز ) بـ (10) طلقات ، (4) منها أصابته ، ووفقاً لتصريحات نائب رئيس الوزراء الماليزي ” أحمد حميدي ” فإن الشخصان على صلة باستخبارات معادية لفلسطين .
في سياق متصل أعلنت حركة حماس أن العالم الفلسطيني يُعد أحد أفرادها ، وكان قد حصل على درجتي البكالوريوس والماجستير في هندسة الالكترونيات ، وقد تخصص في الطاقة البديلة والطائرات بدون طيار ، وكان من المفترض أن يتجه اليوم لحضور مؤتمر عالمي في مجال الطاقة منعقد في تركيا ، وطالبت الحركة السلطات الماليزية بفتح تحقيق حول مقتله بأسرع وقت قبل أن ينجح المنفذون في الفرار من البلاد .. وقد اتهم شقيق ” البطش ” القيادي في حركة الجهاد الإسلامي ” خالد البطش ” جهاز الموساد بالوقوف خلف اغتياله ، مطالباً السلطات الماليزية بإجراء تحقيق عاجل لكشف المتورطين بالاغتيال .
في السياق ذاته اتهمت أسرة ” البطش ” والفصائل الفلسطينية ( الموساد ) الإسرائيلي بالوقوف وراء عملية الإغتيال ، وطالبت أسرته بإعادة جثمانه إلى قطاع غزة بمخيم جباليا لدفنه ، يأتي ذلك وسط مطالب إسرائيلية بمنع دفن جثمانه في غزة .. وهناك مطالب بعقد صفقة مع حركة حماس لإدخال جثمان ” البطش ” إلى القطاع ، مقابل تسليم إسرائيل جثماني الجنديين ( أورين شاؤول / هادار غولدين ) اللذين قتلا خلال عملية ( الجرف الصامد ) قبل (4) أعوام وتحتفظ حماس برفاتهما .
تأتي الإتهامات للموساد الإسرائيلي بالوقوف وراء عملية الإغتيال في ظل سجله الكبير في تلك الجرائم ، حيث سبق أن قام بإغتيال المهندس التونسي والعضو في كتائب القسام – الجناح العسكري لحركة حماس – ” محمد الزواري ” بتاريخ (15) ديسمبر 2016 ، عن طريق إطلاق الرصاص بمدينة ” صفاقس ” التونسية ، واتهمت إسرائيل ” الزواري ” قبل اغتياله بتطوير مشروع صناعة ( الطائرات بدون طيار ) في وحدة التصنيع في كتائب القسام ، والتي أطلق عليها اسم ( أبابيل1 ) ، وظهرت هذه الطائرة أول مرة في 2014 في حرب ( العصف المأكول ) .
(( أبرز المعلومات عن فادي البطش ))
محمد فادي البطش ، (35) عاماً ، من بلدة ” جباليا ” شمال قطاع غزة ، وقد سافر عام 2011 لإستكمال دراسته في ماليزيا ، وحصل على جائزة أفضل باحث عربي في منحة خزانة الماليزية ، وذلك بعد حصوله على درجة الدكتوراه في الهندسة الكهربائية ، ويعمل محاضراً في جامعة ماليزية خاصة ، ومتزوج ولديه (3) أطفال .
(( ردود الفعل الماليزية ))
أكد نائب رئيس الوزراء الماليزي ” أحمد زاهد حميدي ” أن شخصين من ( القوقاز ) نفذا العملية ، وهما على صلة باستخبارات معادية لفلسطين ، مؤكداً إن السلطات الماليزية ستطلب من الشرطة الدولية تعقب منفذي اغتيال البطش وتسليمهما للعدالة .
أكد قائد شرطة مدينة كوالالمبور ” داتوك سيري ” أن التحقيقات لا تزال مستمرة بالقضية ، مضيفاً أن بعض المصلين أشاروا إلى أن ملامح المهاجميْن لم تكن آسيوية ، وإنما ذوي بشرة شقراء ، ومكثا مدة طويلة أمام المسجد يتفحصان المصلين .
صرح مساعد كبير مفوضي قطاع التحقيق الجنائي في كوالامبور ” روسدي إسا ” أن الشرطة لم تحدد الدوافع وراء إطلاق النار ، لكنها تبحث جميع الزوايا ، بينها شبهة الإرهاب ، مضيفاً أن التحقيقات الأولية أوضحت أن ” البطش ” لم تكن لديه أي مشكلات مالية أو أعداء معروفين .
(( ردود الفعل الفلسطينية ))
اتهمت حركة الجهاد الإسلامي الموساد باغتيال ” البطش ” ، وطالب القيادي في حركة الجهاد الإسلامي ” خالد البطش ” – شقيق فادي – السلطات الماليزية بإجراء تحقيق عاجل لكشف الضالعين فيه .
نعت حركة حماس – في بيان لها – ” البطش ” ، قائلة ( تنعي حركة حماس ابنا من أبنائها وفارسًا من فرسانها ، وعالمًا من علماء فلسطين الشباب الشهيد الدكتور المهندس فادي محمد البطش ، الذي اغتالته يد الغدر ، وهو في طريقه لصلاة الفجر بالمسجد ) .. كما حمل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ” إسماعيل هنية ” جهاز الموساد الإسرائيلي المسئولية عن عملية الاغتيال ، مؤكداً أن حركة حماس أرسلت وفداً لماليزيا لمتابعة التحقيقات .
أكد القيادي في حركة حماس ” أسامة حمدان ” أنه لا مصلحة لأحد باغتيال البطش سوى أعداء الشعب الفلسطيني ، وأضاف قائلاً ( نتريث في توجيه أصابع الاتهام بشكل قطعي حتى تظهر نتائج التحقيق التي نتابعها عن قرب مع الجهات الماليزية ، ونحن نثق بأنها تتعامل بجدية في ملاحقة وكشف الفاعلين ) .
اتهمت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الموساد بالوقوف وراء اغتيال العالم الفلسطيني ، وقالت إن هذه الجريمة تأتي في ظل السياسة الثابتة التي انتهجها الموساد في تنفيذ عمليات اغتيال وتصفية للعقول والعلماء العرب والفلسطينيين .
أعلنت سفارة فلسطين لدى ماليزيا – في بيان – أنها تتابع باهتمام مقتل ” البطش ” مع الجهات الماليزية الرسمية لكشف ملابسات مقتله ، وأوضحت أنها تعمل على متابعة إجراءات نقل جثمانه إلى الوطن .. كما أكد السفير الفلسطين بماليزيا ” أنور الأغا ” أن الشخصين اللذين أطلقا النار على ” البطش ” لهما ملامح أوروبية ، وليسا من أهل البلد ، وبالتالي هناك تحقيقات خاصة بالجريمة ، مشيرًا إلى أن الجميع ينتظر نتائج التحقيق ، وأن هناك وعوداً بالحصول على النتائج الأولية لتلك التحقيقات اليوم ، مضيفاً أنه في حالة ثبات ضلوع ( الموساد ) الإسرائيلي في تلك العملية ، فسيتم التواصل مع الجهات الرسمية الدولية مثل ( الإنتربول ) .
(( ردود الفعل الإسرائيلية ))
أكد وزير الدفاع ” ليبرمان ” بأنه لن يتم السماح بنقل جثمان ” البطش ” من ماليزيا لدفنه في قطاع غزة ، رافضاً إدعاء حركة حماس بأن الموساد الإسرائيلي هو المسئول عن اغتيال ” البطش ” في ماليزيا ، وأضاف قائلاً : ( دائماً ينسبون مثل هذه الأمور لنا ، بنفس الطريقة يمكن أيضا نسب هذه العملية الى جيمس بوند ) .
أكد وزير التعليم رئيس حزب البيت اليهودي اليميني المتطرف ” نفتالي بينيت ” إنه سيطالب الحكومة الإسرائيلية بوضع شرط قبل السماح بإدخال جثمان العالم الفلسطيني البطش إلى قطاع غزة ، وهو تسليم إسرائيل جثماني الجنديين ( أورين شاؤول / هادار غولدين ) ، اللذين قتلا إبان عملية ( الجرف الصامد ) قبل (4) أعوام وتحتفظ حماس برفاتهما .. بدروها توجهت عائلة الجندي ” هدار غولدن ” إلي ( منسق نشاطات الحكومة الإسرائيلية بالمناطق الفلسطينية يوآف مردخاي / المستشار العسكري لرئيس الحكومة ) بطلب بألا تسمح إسرائيل بإعادة جثمان المهندس الفلسطيني ” البطش ” من ماليزيا ودفنه في قطاع غزة .
هدد وزير الاستخبارات ” يسرائيل كاتس ” باستهداف قادة حماس ، إذا نفذت الحركة عمليات ضد أهداف إسرائيلية بالخارج ، وخاطب ” كاتس ” رئيس المكتب السياسي لحماس ” إسماعيل هنية ” قائلا ( أنصح هنية بأن يتحدث أقل ويحذر أكثر ) ، وأكد قائلاً ( غزة أقرب بكثير من ماليزيا .. إسرائيل قد تعود لسياسة اغتيال القادة الفلسطينين وسكون هنية من بينهم ) ، وتابع قائلاً ( على هنية ورفاقه أن يكونوا أكثر حذراً ، وعليهم التفكير الف مرة في أن إمكانية إسرائيل المس بهم ستكون أكيدة وقاسية وسريعة ) .
ذكر موقع صحيفة ( معاريف ) أن عزاء ” البطش ” الذي أقيم في غزة أمر يؤكد أنه عضو في الجناح العسكري لحركة حماس ، وبالرغم من تلميح الحركة إلى أنه عضو فيها ، إلا أنه لم يتم الكشف عن تفاصيل أخرى حول نشاطه في الجناح العسكري .