شهدت روسيا، خلال الساعات الماضية، ما يمكن وصفه بـ”انقلاب” على خلفية تصريحات قائد مجموعة فاجنر، يفجيني بريجوجين، ضد الجيش الروسي، واتهام وزير الدفاع الروسي، سيرجي شويجو، بشن حرب ضد أوكرانيا، لأهداف شخصية بهدف الحصول على رتبة مارشال.
وقال قائد فاغنر، يفجيني بريجوجين، في تصريحات مرفوقة برسالة صوتية، إن الجيش الروسي قصف معسكرات تابعة لـ فاجنر، في أوكرانيا الأمر الذي أسفر عن سقوط عدد هائل من عناصر فاغنر، بين قتيل وجريح، متوعدًا بالانتقام من قادة الجيش الروسي الذين وصفهم بالخونة.
وقال قائد فاجنر، في الرسالة التي نشرها مكتبه على حسابه في تليجرام: شنُّوا ضربات صاروخية وجوية، على معسكرت فاجنر، وقتلوا عددًا هائلًا من مقاتلينا، وتوعد قائد فاجنر، قادة الجيش الروسي بالرد العسكري على قصف قواته، متهمًا وزير الدفاع الروسي، سيرجي شويجو، بإصدار أمر قصف قوات فاجنر.
وتابع قائد قوات فاجنر، سيرجى شويجو، وزير الدفاع الروسي، أمر بإخفاء ألفي جثة لمقاتلي مجموعة فاجنر، في مشرحة.
وقال بريجوجين: “هذه الليلة سنحل قضية الخونة والمجرمين الذين أهانوا روسيا، وهما وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان”.
وتابع: “إلى كل الوطنيين الحقيقيين في روسيا، انزلوا إلى الشوارع وستجدون الأسلحة”، وأضاف أن “شويجو سيُشنق في الساحة الحمراء وسيًدفن في الضريح مع لينين”.
وفي تطور لافت حول الحرب فى أوكرانيا، اتهم قائد فاجنر، قادة الجيش خاصة وزير الدفاع ورئيس الأركان، وقال بريجوجين: بخلق مبررات لشن عملية عسكرية في أوكرانيا مبنية على أكاذيب لفقها لقيادة الجيش الروسي.
وتابع رئيس فاجنر، فى رسالته التى تمثل تمرد مسلح داخلى فى روسيا: لم يكن هناك أي شيء غير عادي يحدث في يوم 24 فبراير -فى إشارة إلى بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا – وزارة الدفاع خدعت الشعب والرئيس، فلاديمير بوتين، وتحكي لنا قصة عن عدوان أوكراني غريب وبأن كييف كانت تخطط لمهاجمتنا هي وحلف شمال الأطلسي الناتو”، واصفًا رواية الجيش الروسي لتبرير حرب أوكرانيا بـ “قصة جميلة”.
قائد فاجنر، وهي شركة عسكرية خاصة، تابع في تسجيل الأزمة: “كانت هناك أسباب للحرب في أوكرانيا، وهي ترقي شويغو وزير الدفاع الروسي، على رتبة مارشال، ولكي يحصل أيضًا قلادة بطل روسيا، لكن وزير الدفاع الروسي، لم يشن الحرب لنزع سلاح أوكرانيا أو القضاء على النازية فيها”.
ونفى قائد فاجنر، أن يكون متورطًا في تنفيذ “انقلاب عسكري”، وأنها يريد فقط قيادة “مسيرة من أجل العدالة”، وذلك لتوضيح سبب دعوته إلى تمرد مسلَّح ضد هيئة الأركان الروسية.
وقال يفجيني بريجوجين، قائد فاجنر، “هذه الليلة سنحل قضية الخونة والمجرمين الذين أهانوا روسيا، وهما وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان”.
ووجه رسالة إلى الشعب الروسي بقوله: “إلى كل الوطنيين الحقيقيين في روسيا، انزلوا إلى الشوارع وستجدون الأسلحة”، وزير الدفاع سيُشنق في الساحة الحمراء وسيُدفن في الضريح مع لينين”.
قائد فاجنر الغاضب تابع قائلًا، وزير الدفاع الروسي، وصل إلى روستوف غربي روسيا خصيصًى ليقود عملية القضاء على قوات فاغنر، باستخدام المروحيات والمدفعية.
وزير الدفاع الروسي، فيتو
وذكر قائد فاجنر، أن وزير الدفاع “هرب بشكل جبان من روستوف حتى لا يشرح لماذا قصف شبابنا بالمروحيات” وفق قوله.
ودعا إلى القضاء على ما أسماها ” الشر”، مشيرًا إلى أن مجموعته لديها 25 ألف مقاتل في روسيا وترحب بكل من يريد الانضمام إليها لإنهاء هذا العار.
وردَّ الجيش الروسي، على اتهامات قائد فاجنر، مؤكدًا أنَّه لم يقصف مواقع لمجموعة فاجنر، نافيًا اتهامات بريغوجين التي وجهها وزير الدفاع.
وقالت وزارة الدفاع الروسية، في بيان، إن “الرسائل ومقاطع الفيديو التي نشرها قائد فاجنر، على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن ضربات مزعومة شنَّتها الدفاع الروسية على قواعد خلفية لمجموعة فاغنر شبه العسكرية، تخالف الواقع وتشكل استفزازًا”.
كما تدخل الرئيس بوتين، فى الصراع بين قائد فاجنر، ووزير الدفاع الروسي، وقال الكرملين، إنه جرى إطلاع بوتين على اتهامات قائد فاجنر، لوزير الدفاع، وأن الإجراءات اللازمة جارٍ اتخاذها حاليًّا.
المتحدث باسم الرئاسة الروسية “الكرملين”، ديمتري بيسكوف، قال: إنه تم إطلاع الرئيس فلاديمير بوتين، على الأحداث المحيطة التي أعلنها قائد فاغنر يفغيني بريغوجين.
من جانبه ورفع جهاز الأمن الفيدرالي الروسي قضية جنائية، على خلفية ما اعتبره دعوة من قائد فاجنر، إلى “تمرد مسلح”، وأوضح في بيان نشرت وسائل إعلام روسية، أن جميع المزاعم التي تنشر باسم مؤسس مجموعة فاجنر، عارية من الصحة.
عناصر فاجنر، فيتو
وأضاف جهاز الأمن الفيدرالي الروسي فى بيانه: “رفع الجهاز قضية جنائية على خلفية الدعوة إلى تمرد مسلح، نطالب بالوقف الفوري لهذه الأعمال غير المشروعة”.
وتنص المادة 279 من القانون الجنائي الروسي، على معاقبة من يقوم بـ”تمرد مسلح” بالسجن لمدة تتراوح بين 12 و20 عامًا.
من هو قائد فاجنر الملقب بـ طباخ بوتين
ينحدر كل من قائد فاغنر، والرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، من مدينة سانت بطرسبرج، ثاني أكبر مدن الدولة، وتعود علاقتهما إلى تسعينيات القرن الماضي، عندما كان الرئيس يعمل وقتها في مكتب عمدة سانت بطرسبرج، وكان يتردد حينها على مطعم بريجوزين الذي كان يحظى بشعبية بين المسؤولين المحليين، ولقب بعدها بـ”طباخ بوتين”.
خريطة انتشار قوات فاجنر الروسية حول العالم ودورها في المعارك الحاسمة
ازدهرت أعمال مؤسس مجموعة فاجنر، في مجال الإطعام وتوسعت بعد إبرام عقود مع جهات رسمية مثل المدارس ورياض الأطفال وفي النهاية مع الجيش الروسي، وصلت قيمة التعاقدات مع الدولة لأكثر من 3 مليارات دولار، وفقًا لتحقيق أجرته سابقًا، مؤسسة مكافحة الفساد التي أسسها السياسي المعارض الروسي أليكسي نافالني.
طباخ بوتين، فيتو
علاقات قائد فاجنر، أو طباخ بوتين، تطورت في عالم السياسة ايضا، وفي عام 2010 ربطت تحقيقات صحفية الرجل بوحدة معلومات مضللة تعرف باسم “مصنع الترول” مقرها مدينة سانت بطرسبرج، وذكرت التقارير أن مصنع ترول مكلف بأعداد مادة صحفية ونشرها عبر مواقع الإنترنت بهدف تشويه سمعة المعارضة الروسية وتلميع صورة الرئيس من جهة أخرى.
وحسب تحقيق أجراه لاحقًا المستشار الأمريكي الخاص روبرت مولر، في عام 2016 كان مصنع الترول جزءًا من محاولة روسية للتأثير في انتخابات الرئاسة الأمريكية لصالح الرئيس السابق دونالد ترامب، ورغم نفى قائد فاغنر، تلك الاتهامات، لكنه أقر بها لاحقا مؤكدا: “تدخلنا في الانتخابات الأمريكية ومستمرون بذلك، وسنواصل التدخل، سنقوم بذلك بعناية ودقة ومهارة وبطريقتنا الخاصة ونعرف كيف نقوم بذلك، سنزيل الكلى والكبد في آن واحد”.
بداية ظهور فاغنر في العالم والدول العربية
ظهرت فاغنر، للمرة الأولى في شرق أوكرانيا عام 2014، بهدف مساعدة الانفصاليين المدعومين من موسكو في السيطرة على الأراضي الأوكرانية وفي إنشاء جمهوريتين منفصلتين في منطقتي دونيتسك ولوهانسك.
وشاركت فاغنر، في العديد من الصراعات في مناطق النزاع بجميع أنحاء العالم، شملت سوريا وليبيا وعددًا من دول أفريقيا وكشف عن دور لها مؤخرًا في السودان، لصالح قوات الدعم السريع.
وبالرغم من التفاعل الواسع مع الإعلام للدولي للصراع الدائر الآن داخل البيت الروسي، يشكك الخبراء في روايات قائد فاجنر، ويعتبرونها جزء من خداع إستراتيجي تمارسه روسيا بهدف إيهام الغرب، بوجود صراعات مسلحة داخلية والاستيلاء على مناطق جديدة في أوكرانيا.