تتجه أنظار أكثر من مليارى مسلم إلى الأراضى المقدسة ،لمتابعة أداء من كتب الله لهم حج بيته الحرام ،وهم يؤدون مناسك الحج لعام 1444 هجريا ،داعين الله أن يكتب لهم حج بيته الحرام فى العام المقبل ،واليوم السابع يقدم خدمة لحجاج بيت الله الحرام بنشر الدليل الشامل للحاج لتأدية المناسك دون الوقوع فى المحظورات وذلك بحسب ما أعدته دار الإفتاء المصرية.
التعريف بالحج
الحج: قصد مكةَ لأداء عبادة الطواف وسائر المناسك فى أشهر الحج؛ استجابة لأمر الله، وابتغاء مرضاته ،وهو أحد أركان الإسلام الخمسة، وفرض معلوم من الدين بالضرورة. قال الله تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى ٱلنَّاسِ حِجُّ ٱلۡبَيۡتِ مَنِ ٱسۡتَطَاعَ إِلَيۡهِ سَبِيلٗا، وقال سبحانه: {وَأَذِّن فِى ٱلنَّاسِ بِٱلۡحَجِّ يَأۡتُوكَ رِجَالٗا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٖ يَأۡتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٖ ، لِّيَشۡهَدُواْ مَنَٰفِعَ لَهُمۡ وَيَذۡكُرُواْ ٱسۡمَ ٱللَّهِ فِيٓ أَيَّامٖ مَّعۡلُومَٰتٍ} .
وفى حديث أبى هريرة -رضى الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: “من حج فلم يرفث ولم يفسق، رجع كيوم ولدته أمه” ،و قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: “حجوا؛ فإنَّ الحج يغسل الذنوب كما يغسل الماءُ الدرن”،وقال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: “الحجاج والعمار وفد الله: إن دعوه أجابهم، وإن استغفروه غفر لهم”.
وفى فضل الإنفاق فى الحج قال رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم -: “النفقة فى الحج كالنفقة فى سبيل الله، الدرهم بسبعمائة ضعف وهو فرض على كل مسلمة ومسلم بالغ، عاقل، مستطيع”،ويستحب المبادرة بأداء هذه الفريضة متى توافرت الاستطاعة.
نصائح وتوجيهات:
1-على كل مسلمة ومسلم دعاه الله لحج بيته وعمرته أن يخلص التوبة إلى الله سبحانه، ويسأله غفران ذنوبه؛ ليبدأ عهدا جديدا مع ربه، ويعقد معه صلحا لا يحنث فيه.
2-من علامات الإخلاص أن يعِدَّ نفقة الحج من أطيب كسبه وحلاله، فإن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا، ومن حج من مال غير حلال ولبى: “لبيك اللهم لبيك” قال الله سبحانه له -كما جاء فى الحديث الشريف-: “لا لبيك ولا سعديك حتى ترد ما فى يديك”
3-من مظاهر التوبة وصدق الإخلاص فيها: أن تطهر المسلمة والمسلم نفسه، ويخلص رقبته من المظالم وحقوق الغير، فيرد المظالم إلى أصحابها متى استطاع إلى ذلك سبيلا، ويتوب إلى الله ويستغفره فيما عجز عن رده، وأن يصل أرحامه ويبر والديه، ويتَرضَّى إخوانه وجيرانه.
4-من الاستطاعة المشروطة لوجوب الحج: القدرة على تحمل أعباء السفر ومشقاته، فلا عليك أيها المسلم إذا قعد بك عجزُك الجسدى عن الحج، فإن الحج مفروض على القادر المستطيع.
5-حافظ على نظافتك فى الملبس والمأكل والمشرب، وعلى نظافة الأماكن الشريفة التى تتردد عليها؛ لأن الإسلام دين النظافة، ألا ترى أنك لا تدخل الصلاة إلا بعد النظافة بالوضوء أو الاغتسال!
6-لا تكلف نفسك فوق طاقتها فى المال أو الجهد الجسدي، واحرص على راحة غيرك، كما تحرص على راحة نفسك، وعامل الناس بما تحب أن يعاملوك به.
7-قال تعالى: {وَلَا تُلۡقُواْ بِأَيۡدِيكُمۡ إِلَى ٱلتَّهۡلُكَةِ} [البقرة: 195]، {وَلَا تَقۡتُلُوٓاْ أَنفُسَكُمۡ} [النساء: 29]، فلا تُعَرِّضْ نفسك للخطر بالصعود إلى قمم الجبال، أو الدأب على السهر -ولو فى العبادة- فإن خير الأعمال أدومها وإن قل.
8-احرص على التواجد فى الحرم أطول وقت ممكن، والنظر إلى الكعبة، وقراءة القرآن الكريم، والطواف حول البيت كلما وجدت القدرة على ذلك.
9-عليك أن تخبر أقرب الناس إليك بما لك أو عليك، وحُثَّ الأبناء والبنات والأهل والإخوان على تقوى الله والتمسك بآداب الدين والمحافظة على أداء فرائضه.
بداية المناسك
الإحرام:
ها أنت أيها الحاج قد هيأت نفسك لبدء الرحلة المباركة، وقد أعددت ما يلزم لها، ومن هذا اللازم:
ملابس الإحرام:
أ) إزار: وهو ثوب من قماش تلفه على وسطك تستر به جسدك ما بين سرتك إلى ما دون ركبتك ،وخيره: الجديد الأبيض الذى لا يشف عن العورة “بشكير”.
ب) رداء: وهو ثوب -كذلك- تستر به ما فوق سرتك إلى كتفيك فيما عدا رأسك ووجهك، وخيره: أيضا الجديد الأبيض “بشكير”
واحذر أن تلبس -فى مدة الإحرام- فانلةً أو جوربا أو جلبابا أو شيئا مما اعتدت لبسه من الثياب المفصَّلة المخيطة
لكن إذا كنت مضطرا فلك أن تلبس ذلك مع الفدية؛ فقد قال الله تعالى: {فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوۡ بِهِۦٓ أَذٗى مِّن رَّأۡسِهِۦ فَفِدۡيَةٞ مِّن صِيَامٍ أَوۡ صَدَقَةٍ أَوۡ نُسُكٖۚ} .
ج) نعل تلبسه فى رجليك يظهر منه الكعب من كل رِجْلٍ، والمراد بالكعب هنا: العظم المرتفع بظاهر القدم
كل هذا للحاج الرجل، أما المرأة الحاجة فتلبس ملابسها المعتادة، الساترة لجميع جسدها من شعر رأسها حتى قدميها، ولا تكشف إلا وجهها وكفيها، وعليها ألا تزاحم الرجال، وأن تكون ملابسها واسعة لا تبرز تفاصيل الجسد وتلفت النظر، والمستحب الأبيض.
أحوال السفر لأداء المناسك:
متى تحدد موعد السفر -بحمد الله- ووسيلته:
فإذا كنت متوجها إلى المدينة المنورة أولًا فلا تحرم، ولا تلبس ملابس الإحرام، بل ابق بملابسك العادية إلى أن تتم زيارة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وتنتهى إقامتك بالمدينة.
وعندما تشرع فى التوجه منها إلى مكة فإن عليك أن تحرم بالعمرة فقط أو بالحج فقط أو بهما معا -حسبما تريد- من المدينة ذاتها، أو من ميقاتها -ذى الحليفة- وهو المكان المعروف الآن “بآبار علي” قرب المدينة، فى الطريق منها إلى مكة، أو من رابغ.
وإذا كنت ممن يسافرون فى الأفواج المتأخرة الذاهبة من جدة إلى مكة مباشرة، فلك أن تنوى الحج والعمرة معا وتسمى “قارنا” أي: جامعا بينهما، ولك أن تحرم بالعمرة فقط، أو أن تحرم بالحج فقط.
فإذا ركبت الباخرة واقتربت بك من الميقات -وهو “الجحفة” قرب رابغ بالنسبة للمصريين وأهل الشام- فتهيأ للإحرام: بحلق شعرك، وقص أظافرك، ثم اغتسل فى الباخرة استعدادا للإحرام، وهو غسل للنظافة لا للفريضة، أو توضأ إن لم يتيسر لك الاغتسال، وَضَعْ على جسدك شيئا من الرائحة الطيبة المباحة، والبس ملابس الإحرام الموصوفة آنفا.
ومتى لبست ثياب الإحرام على هذا الوجه -أي: بعد التطهر بالاغتسال أو الوضوء- صل ركعتين سنة وانوِ فى قلبك عقب الفراغ من أدائهما ما تريد: من العمرة فقط، أو الحج فقط، أو هما معا إذا نويت القران بينهما، وقل: اللهم إنى نويت “كذا” فيسره لى وتقبله مني.
ثم قل: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك، وبهذا القول بعد تلك النية تصير مُحْرِمًا بما نويت وقصدت -العمرة فقط أو الحج فقط أو هما معا؛ لأن هذه التلبية بمثابة تكبيرة الإحرام للدخول فى الصلاة.
محظورات الإحرام:
ومتى صرت محرِمًا على هذا الوجه فلا تفعل، بل ولا تقترب مما صار مُحَرَّمًا عليك بهذا الإحرام، وهو: تغطية الرأس، وحلق الشعر أو شدُّه من أى جزء من الجسد.
ولا تقصَّ الأظافر – ولا تستخدم الطيب والروائح العطرية – ولا تخالط زوجتك أو تفعل معها دواعى المخالطة، كاللمس والتقبيل بشهوة – ولا تلبس أى مخيط – ولا تتعرض لصيد البر الوحشي، أو لشجر الحرم
وإذا فعل المحرم واحدا من هذه المحظورات قبل التحلل الأول -رمى جمرة العقبة فى عاشر ذى الحجة- صح حجه، وصحت عمرته، ولكن عليه أن يذبح شاة، أو يطعم ستة مساكين، أو يصوم ثلاثة أيام
أما الجماع قبل رمى جمرة العقبة (التحلل الأول) فإنه يفسد الحج، وعلى من فعل ذلك أن يعيد الحج مرة أخرى فى عام قادم
ويحرم على المرأة الانتقاب (تغطية الوجه) أو لبس القفازين
ومحظور على المسلمة وعلى المسلم: المخاصمة والجدال بالباطل مع الرفقة؛ لقول الله سبحانه: {فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ ٱلۡحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِى ٱلۡحَجِّۗ}
وإذا كنت مسافرا بالطائرة: فاستعد بالإحرام وأنت فى بيتك أو فى المطار أو فى داخل الطائرة، والبس ملابس الإحرام إن لم يكن بك عذر مانع من لبسها، ثم انو ما تريد من عمرة أو حج، ولَبِّ -بالعبارة السابقة- بعد ارتداء ملابس الإحرام أو عند استقرارك فى الطائرة، أو عقب تحركها، وذلك كما تقدم متى كنت متوجهًا إلى مكة مباشرة من جدة، أما إذا كنت متوجهًا إلى المدينة أولًا فكن عاديا فى كل شيء
ومتى أحرمت ونويت ولبيت -كما سبق- صار محظورًا عليك الوقوعُ فى شيء من تلك المحظورات
ما يباح للمحرم:
بعد الإحرام يباح الاغتسال، وتغيير ملابس الإحرام، واستعمال الصابون للتنظيف ولو كانت له رائحة
وللمرأة غسل شعرها ونقضه وامتشاطه؛ فقد أذن الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- لعائشة -رضى الله عنها- فى ذلك بقوله: “انقضى رأسك وامتشطي”.
ويباح أيضًا الحجامة، وفقء الدمل، ونزع الضرس، وقطع العرق، وحك الرأس والجسد، دون شد الشعر – ويباح النظر فى المرآة، والتداوى – ويباح التظلل بمظلة أو خيمة أو سقف – ويباح الاكتحال، والخضاب بالحناء للتداوى لا للزينة – ويباح قتل الذباب والنمل والقراد والغراب والحدأة والفأرة والعقرب والكلب العقور، وكل ما من شأنه الأذى
أما حشرات جسد الآدمى -كالبرغوث والقمل- فللمحرم إلقاؤها، وله قتلها ولا شيء عليه، وإن كان إلقاؤها أهون من قتلها ،أما شم الروائح الطيبة فدائر بين الكراهة والتحريم، ومن ثَمَّ يستحب أن يمتنع الحاج عن استعمالها قصدا ،أما ما يحدث من الجلوس أو المرور فى مكان طيب الرائحة فلا كراهة فيه ولا تحريم ، وإذا احتلم المحرم أو فكر أو نظر فأنزل فلا شيء عليه عند الشافعية.
دخول مكة:
ها أنت أيها الحاج -أو المعتمر- على مشارف مكة محرمًا، فمتى دخلتها -بعون الله وتوفيقه- فاطمئن أولًا على أمتعتك فى مكان إقامتك، ثم اغتسل -إن استطعت- أو توضأ.
دخول المسجد الحرام:
ثم توجه إلى البيت الحرام؛ لتطوف طواف العمرة إن نويتها، أو طواف القدوم إن كنت قد نويت الحج ، وكبِّر، وهلِّل عند رؤية الكعبة المشرفة وقل: “الحمد لله الذى بلَّغنى بيته الحرام، اللهم افتح لى أبواب رحمتك ومغفرتك، اللهم زد بيتك هذا تشريفًا وتعظيمًا وتكريمًا ومهابة، وزد مَن شرَّفه وكرَّمه -ممن حجه أو اعتمره- تشريفًا وتكريمًا وتعظيمًا وبرًّا، اللهم أنت السلام ومنك السلام، فحينا ربنا بالسلام، وأدخلنا دار السلام”، ثم ادع بما يفتح الله به عليك، فالدعاء فى هذا المقام مقبول بإذن الله تعالى ،وإذا لم تحفظ شيئا من الأدعية المأثورة فادع بما شئت وبما يمليه عليك قلبك، ولا تشغل نفسك بالقراءة من كتابٍ غيرِ القرآن، فهو الذى تقرؤه وتكثر من تلاوته.
الطواف بالبيت:
ثم اقصد إلى مكان الطواف؛ لتبدأه وأنت متطهر، واستقبل الكعبة المشرفة تجاه الحجر الأسود، واجعله على يمينك؛ لتمر أمامه بكل بدنك، واستقبله بوجهك وصدرك، وارفع يديك حين استقباله كما ترفعها فى تكبيرة الإحرام؛ للدخول فى الصلاة، كما هو مذهب الحنفية والأثرم من الحنابلة، ناويًا الطواف، مكبرا، مهللا، معلنا: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، قائلًا: اللهم إيمانًا بك، وتصديقًا بكتابك، ووفاءً بعهدك، واتباعًا لسنة نبيك محمد -صلى الله عليه وآله وسلم ،ثم اجعل الكعبة على يسارك مبتدئًا من قبالة الحجر الأسود، وسر فى المطاف -مع الطائفين- حتى تتم سبعة أشواط بادئًا بالحجر الأسود ومنتهيًا إليه فى كل شوط.
ويسن استلام الحجر الأسود وتقبيله عند بداية كل شوط إن استطعت، فإن شق عليك ذلك فلتسْتلِمْه بيدك ولتقبِّلْ يدك، وإلا أشرت إليه دون تقبيل،ويستحب أن تقول عند الاستلام ما تقدم من التكبير والتهليل، ودعاء: اللهم إيمانًا بك، وتصديقًا بكتابك، ووفاءً بعهدك، واتباعًا لسنة نبيك محمد -صلى الله عليه وآله وسلم ،ولا تشتغل فى الطواف بغير ذكر الله والاستغفار والدعاء وقراءة ما تحفظ من القرآن مع الخضوع والتذلل لله، ومن أفضل الدعاء ما جاء فى القرآن الكريم كقوله تعالى: {رَبَّنَآ ءَاتِنَا فِى ٱلدُّنۡيَا حَسَنَةٗ وَفِى ٱلۡأٓخِرَةِ حَسَنَةٗ وَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ} ، ولا ترفع صوتك، ولا تؤذ غيرك واستشعر الإخلاص، فالله تعالى يقول: {ٱدۡعُواْ رَبَّكُمۡ تَضَرُّعٗا وَخُفۡيَةًۚ إِنَّهُۥ لَا يُحِبُّ ٱلۡمُعۡتَدِينَ}
ركعتا الطواف:
فإذا فرغت من أشواط الطواف السبعة فتوجه إلى المكان المعروف بمقام إبراهيم وصَلِّ فيه -منفردا- ركعتين خفيفتين ناويًا بهما سنة الطواف، أو صلهما فى أى مكان فى المسجد إن لم تجد متسعًا فى مقام إبراهيم، وادع الله بما تشاء وما يفتح به عليك.
ثم توجه إلى الملتزم وهو المكان الذى بين باب الكعبة والحجر الأسود
وإذا استطعت الوصول إليه فضع صدرك عليه مادًّا ذراعيك، متعلقًا بأستار الكعبة، واسأل الله من فضله لنفسك ولغيرك فإن الدعاء هنا مرجو الإجابة إن شاء الله تعالى
الشرب من ماء زمزم:
ثم توجه إلى صنابير مياه زمزم واشرب منها ما استطعت، فإن ماءها لما شرب له، كما فى الحديث الشريف
السعى بين الصفا والمروة:
ثم ارجع -بعد شربك من ماء زمزم أو بعد وقوفك بالملتزَم- واسْعَ بين الصفا والمروة بادئا بما بدأ الله تعالى به فى قوله: {إِنَّ ٱلصَّفَا وَٱلۡمَرۡوَةَ مِن شَعَآئِرِ ٱللَّهِۖ} ، ومتى صعدت إلى الصفا فهلل وكبر، واستقبل الكعبة المشرفة، وصلِّ على النبى المصطفى -صلى الله عليه وآله وسلم- ، وادع لنفسك ولمن تحب ولنا معك بما يشرح الله به صدرك.
ثم ابدأ أشواط السعى -سيرًا عاديًّا- من الصفا إلى المروة فى المسار المعد لذلك مراعيا النظام والابتعاد عن الإيذاء ،وأسرع قليلا فى سيرك بين الميلين الأخضرين -فى المسعى القديم والجديد علامة تدل عليهما-، وهذا الإسراع هو ما يسمى “هرولة” وهى خاصة بالرجال دون النساء.
فإذا بلغت المروة قف عليها قليلا مكبرا مهللا مصليا على النبى -صلى الله عليه وآله وسلم-، جاعلا الكعبة تجاه وجهك داعيا الله تعالى بما تشاء من خيرى الدنيا والآخرة لك ولغيرك، وبهذا تم شوط واحد.
ثم تابع الأشواط السبعة على هذا المنوال مع الخشوع والإخلاص والذكر والاستغفار، وردد ما ورد عن الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- فى هذا الموطن: “رب اغفر وارحم، واعف عما تعلم، أنت الأعز الأكرم، رب اغفر وارحم واهدنى السبيل الأقوم”.
وبانتهائك من أشواط السعى السبعة تكون قد أتممت العمرة التى نويتها حين الإحرام
التحلل من العمرة:
وبعدها احلق رأسك بالموسى، أو قص شعرك كله أو بعضه، والحلق أفضل للرجال وحرام على النساء
وبهذا الحلق أو التقصير للشعر يتحلل المحرم من إحرام العمرة رجلا كان أو امرأة، ويحل له ما كان محظورا عليه، فليلبس ما شاء، ويتمتع بكل الحلال الطيب إلى أن يحين وقت الإحرام بالحج حين العزم على الذهاب إلى عرفات ومنى.
هدى التمتع:
ومتى تمتعت على هذا الوجه بالتحلل من إحرام العمرة قبل الإحرام بالحج، فقد وجب عليك ذبح هدي؛ امتثالا لقول الله تعالى: {فَمَن تَمَتَّعَ بِٱلۡعُمۡرَةِ إِلَى ٱلۡحَجِّ فَمَا ٱسۡتَيۡسَرَ مِنَ ٱلۡهَدۡيِۚ فَمَن لَّمۡ يَجِدۡ فَصِيَامُ ثَلَٰثَةِ أَيَّامٖ فِى ٱلۡحَجِّ وَسَبۡعَةٍ إِذَا رَجَعۡتُمۡۗ تِلۡكَ عَشَرَةٞ كَامِلَةٞۗ ذَٰلِكَ لِمَن لَّمۡ يَكُنۡ أَهۡلُهُۥ حَاضِرِى ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِۚ} وهذا الهدى يجوز ذبحه بمكة عقب الانتهاء من التحلل من العمرة، كما يجوز ذبحه بمنى فى يوم العيد، أو فى أيام التشريق التالية له، أو فى مكة بعد عودتك من منى، ولك أن تأكل منه.
طواف القدوم للحاج المفرد:
من أحرم بالحج فقط أو كان محرمًا قارنًا بين الحج والعمرة، فإن عليه -حين وصوله إلى مكة محرمًا وبعد أن يضع متاعه ويطمئن على مكان إقامته- أن يطوف بالكعبة طواف القدوم سبعة أشواط، وله أن يسعى بين الصفا والمروة، حسبما تقدم، وله تأجيل السعى إلى ما بعد طواف الإفاضة ولا يتحلل من إحرامه، بل يظل محرمًا حتى يؤدى مناسك الحج والعمرة ويقف على عرفات، ثم يبدأ التحلل الأول ثم الأخير بطواف الإفاضة.
إعادة الإحرام للحج:
إذا كنت متمتعًا ففى اليوم الثامن من شهر ذى الحجة ويسمى “يوم التروية” تهيأ للإحرام بالحج على نحو ما سبق بيانه فى الإحرام حين بدء الرحلة، والبس ملابس الإحرام الموصوفة على الطهارة غسلا أو وضوءا ثم صلِّ ركعتين بالمسجد الحرام إن استطعت، وانو الحج، وقل إن شئت: اللهم إنى أردت الحج فيسره لى وتقبله مني
ثم قل: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك. ومتى قلت ذلك -بعد تلك النية- صرت محرمًا بالحج، ورددها كلما استطعت فى سيرك ووقوفك وجلوسك وارفع بها صوتك دون إيذاء لغيرك، والمرأة تلبى فى سرها، وداوم عليها وأنت فى الطريق إلى منى وإلى عرفات، وفى عرفات، وحين الإفاضة من عرفة إلى المزدلفة، وفى هذه الأخيرة، وعند وصولك إلى منى يوم النحر ولا تقطعها حتى تبدأ فى رمى جمرة العقبة.
المبيت بمنى ليلة عرفة:
ثم يخرج الحاج فى يوم التروية إلى منى فيصلى بها الظهر، ويبيت ليلته حتى يصلى فجر يوم عرفة. وهذا المبيت سنة إن تركه لا شيء عليه، وإن بات بعرفة بدلا عنه صح حجه ولا شيء عليه، خاصة إذا كان هذا خط سير مجموعته.
الحج عرفة:
ثم استعد للوقوف بعرفة يوم التاسع من ذى الحجة؛ لأن هذا الوقوف هو الركن الأعظم للحج كما جاء فى الحديث الشريف: «الحج عرفة» فمن فاته الوقوف فقد فاته الحج.
ويتحقق هذا الوقوف بوجود الحاج وحضوره، ولو لحظة، واقفًا أو جالسًا أو ماشيًا أو راكبًا فى أى وقت من بعد ظهر يوم التاسع إلى فجر يوم العاشر، والأفضل الجمع بين جزء من النهار فى آخره وأول جزء من ليلة العاشر منه، أي: قبيل غروب شمس يوم التاسع إلى ما بعد الغروب بقليل.
ويحسن أن تكون على طهارة، وأفضل الدعاء على عرفة ما جاء فى الحديث الشريف: «خير الدعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير» واخشع وتذلل لربك نادما على ذنبك وخطاياك، راجيا عفوه، طامعا فى رحمته ورضوانه، متمثلا يوم الحشر الأكبر؛ فإن عرفة صورة منه، فقد حشر فيه الخلق من كل جوانب الأرض حجاجًا.
الصلاة بمسجد نمرة:
صلِّ الظهر والعصر يوم التاسع مقصورتين «ركعتين لكل منهما» مجموعتين جمع تقديم، أي: صلِّهما -فى وقت الظهر- مع الإمام فى مسجد نمرة إذا استطعت، ولا تفصل بينهما بنافلة، وإلا فصلِّهما حيث كنتَ فى خيمتك: كلًّا منهما فى وقتها، أو جَمعَ تقديم فى وقت الظهر.
إلى مزدلفة:
وعقب غروب شمس يوم التاسع يتوجه الحجيج إلى مزدلفة،وعند الوصول إليها يؤدى الحاج فرض المغرب وفرض العشاء جمع تأخير فى وقت العشاء،ولك أن تبيت بمزدلفة حتى تصلى بها الصبح، ثم تتوجه إلى منى، وهذا متوقف على استطاعة المبيت بمزدلفة، وإلا فلو لم تستطع المبيت بها أجزأك أن تمكث بها قدر حط الرحال على مذهب المالكية، أو الوجود بها لحظة بعد منتصف الليل على مذهب الشافعية، أيهما أيسر لك،ومزدلفة كلها موقف، وهى المشعر الحرام
وأكثِر فيها من الذكر والدعاء والاستغفار والطلب من الله تعالى ،واجمع من أرضها الحصيات التى سترمى بها جمرة العقبة صباح يوم النحر بمنى،وهى سبع حصيات كل واحدة منها فى حجم حبة الفول ،ولك أن تجمعها من أى مكان غير مزدلفة، ولك أن تجمع جميع حصيات الرمى فى الأيام الثلاثة ومجموعها 49 حصاة سبع منها لجمرة العقبة يوم النحر وإحدى وعشرون للجمرات الثلاث فى ثانى أيام العيد ومثلها فى ثالث أيامه.
ومن بقى بمنى إلى رابع أيام العيد فعليه رمى الجمرات الثلاث كل واحدة بسبع حصيات كما فعل فى اليومين الثانى والثالث
الذهاب إلى منى ورمى جمرة العقبة الكبرى:
بعد المبيت وصلاة الفجر بالمزدلفة اقصد إلى جمرة العقبة بمنى وارمها بالحصيات السبع، واحدة بعد الأخرى على التوالي،وارم بقوة وقل: بسم الله والله أكبر رغمًا للشيطان وحزبه، اللهم اجعله حجًّا مبرورًا وذنبًا مغفورًا،واقطع التلبية التى التزمتها منذ أحرمت ،وإياك ورمى هذه الجمرات أو غيرها بالحجارة الكبيرة أو العصى أو الزجاج أو الأحذية كما يفعل بعض الناس؛ لأن كل هذا مخالف للسنة الشريفة، ولك أن تؤجل الرمى لآخر النهار ولا حرج عليك.
الإنابة فى الرمي:
إذا عجز الحاج عن الرمى بنفسه -لمرض أو لعذر مانع فى وقته- جاز أن يوكل غيره فى الرمى عنه بعد رمى الوكيل لنفسه.
التحلل من إحرام الحج:
بعد رمى جمرة العقبة هذه يحلق الحاجُّ رأسه أو يقصر من شعره، وتقصر الحاجَّةُ من أطراف شعرها، ولا تحلق.
وبهذا الحلق أو التقصير يحصل التحلل من إحرام الحج ويحل ما كان محرمًا ما عدا الاتصال الجنسى بين الزوجين؛ فإن هذا لا يحل إلا بعد طواف الإفاضة الذى قال الله فى شأنه: {وَلۡيَطَّوَّفُواْ بِٱلۡبَيۡتِ ٱلۡعَتِيقِ} .
طواف الإفاضة:
بعد رمى جمرة العقبة والتحلل -بالحلق أو التقصير- يذهب الحاج إلى مكة للطواف بالكعبة سبعة أشواط هى طواف الفرض، ويسمى طواف الإفاضة أو طواف الزيارة، وقد سبق بيان أحكام الطواف، ثم يصلى ركعتين فى مقام إبراهيم، ويشرب من ماء زمزم، ويسعى بين الصفا والمروة على ما تقدم بيانه .
المبيت بمنى ورمى باقى الجمرات:
بعد طواف الإفاضة عُدْ إلى منى فى نفس اليوم، وبت فيها ليلة الحادى عشر والثانى عشر من ذى الحجة
ويجوز أن تبقى فى مكة ثم تتم الليلة بمنى، كما يجوز أن تستمر فى منى وتتم الليل بمكة، ولك ألا تبيت بمنى وإن كره ذلك لغير عذر، ومن الأعذار عدم تيسر مكان المبيت، ولكن يلزمك إذا لم تبت فى منى أن تحضر إليها لرمى الجمرات.
أماكن رمى الجمرات الثلاث ووقته:
الصغرى وهى القريبة من مسجد الخيف، ثم الوسطى وهى التى تليها وعلى مقربة منها، ثم العقبة وهى الأخيرة
ارم هذه الجمرات فى كل من يومى ثانى وثالث أيام العيد كل واحدة بسبع حصيات كما فعلت حين رميت جمرة العقبة فى يوم العيد
ووقت رمى هذه الجمرات من الزوال إلى الغروب، وبعد الغروب أيضا، ولكن الأفضل عقب الزوال لموافقة فعل الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- متى كان هذا ميسورًا دون حرج
وقد أجاز الرمى قبل الظهر الإمامان: عطاء وطاوس وغيرهما من الفقهاء
وأجاز الإمام الرافعى من الشافعية رمى هذه الجمرات من الفجر، وهذا كله موافق لإحدى الروايات عن الإمام أبى حنيفةقال تعالى: {يُرِيدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلۡيُسۡرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ ٱلۡعُسۡرَ} ، وقال سبحانه: {لَا يُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفۡسًا إِلَّا وُسۡعَهَاۚ} .
حيض المرأة قبل طواف الإفاضة:
للمرأة إذا فاجأها الحيض قبل طواف الإفاضة ولم يمكنها التخلف حتى انقطاعه أن تستعمل دواء لوقفه وتغتسل وتطوف، أو إذا كان الدم لا يستمر نزوله طوال أيام الحيض بل ينقطع فى بعض أيام مدته عندئذ يكون لها أن تطوف فى أيام الانقطاع؛ عملا بأحد قولى الإمام الشافعى القائل: إن النقاء فى أيام انقطاع الحيض طهر، وهذا القول أيضا يوافق مذهب الإمامين مالك وأحمد.
وأجاز بعض فقهاء الحنابلة والشافعية للحائض دخول المسجد للطواف بعد إحكام الشد والعصب وبعد الغسل؛ حتى لا يسقط منها ما يؤذى الناس ويلوث المسجد، ولا فدية عليها فى هذه الحال باعتبار حيضها -مع ضيق الوقت والاضطرار للسفر- من الأعذار الشرعية.
وقد أفتى كل من الشيخ ابن تيمية والشيخ ابن القيم بصحة طواف الحائض طواف الإفاضة إذا اضطرت للسفر مع صحبتها. والنفساء حكمها كالحائض فى هذا الموضع.
طواف الوداع:
اسمه يدل على الغرض منه؛ لأنه توديع للبيت الحرام، وهو آخر ما يفعله الحاج قبيل سفره من مكة بعد انتهاء المناسك، وقد اتفق العلماء على أنه مشروع، متى فعله الحاج سافر بعده فورا، ثم اختلف العلماء فى حكم هذا الطواف: هل هو واجب أو سنة؟
بالأول قال فقهاء الأحناف والحنابلة ورواية عن الإمام الشافعي، وبالقول الآخر قال الإمام مالك وداود وابن المنذر، وهو أحد قولى الإمام الشافعي، والفتوى فى دار الإفتاء المصرية على الثاني.
يستحب تعجيل العودة:
عن عائشة -رضى الله عنها- أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قال : “إذا قضى أحدكم حجه فليتعجل إلى أهله؛ فإنه أعظم لأجره”.
زيارة المدينة المنورة
إذا لم تكن أيها الحاج قد بدأت هذه الرحلة المباركة بزيارة الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم-، فمن السنة وقد فرغت من مناسك الحج أن تقوم بها؛ فإنه من أعظم الطاعات وأفضل القربات، وفى فضلها أحاديث شريفة كثيرة، ولتقصد منها زيارة قبره الشريف والصلاة فى حرمه الآمن؛ تحصيلا للثواب، فقد ورد فى الحديث الشريف عن صاحب هذا الحرم -صلى الله عليه وآله وسلم-: “صلاة فى مسجدى خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام”.
خطة هذه الزيارة وآدابها:
يسن للزائر -بعد أن يطمئن على أمتعته ومحل إقامته- أن يغتسل ويلبس أحسن ثيابه ويتطيب، وإذا لم يتيسر الاغتسال اكتفى بالوضوء.
ثم يتوجه إلى الحرم النبوى متواضعا فى سكينة ووقار، فإذا دخل من باب المسجد قصد إلى الروضة الشريفة وهى بين القبر الشريف والمنبر النبوي، وصلى فيها ركعتين تحية المسجد، ويدعو الله مجتهدا فى الدعاء؛ لأنه فى روضة من رياض الجنة، وفى مهبط الرحمة، وموطن الإجابة إن شاء الله.
فإذا انتهى الزائر من تحية المسجد والجلوس فى الروضة الشريفة، توجه إلى قبر الرسول -عليه الصلاة والسلام-، ووقف قبالة موضع الرأس الشريف فى أدب واحترام، ويسلم على الرسول فى صوت خفيض، ويقول: “السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته، السلام عليك يا نبى الله، السلام عليك يا خيرة الله من خلقه، السلام عليك يا سيد المرسلين وإمام المتقين، أشهد أنك بلغت الرسالة وأديت الأمانة ونصحت الأمة، وجاهدت فى الله حق جهاده”.
ثم يصلى الزائر على رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ويبلغ إليه سلامنا وسلام من أوصوه
ثم يترك هذا الموضع إلى اليمين قليلا بما يساوى ذراعا -أقل من المتر- ليجد نفسه واقفا قبالة رأس الصديق أبى بكر -رضى الله عنه-، فيسلم عليه بقوله: “السلام عليك يا خليفة رسول الله، السلام عليك يا صاحب رسول الله فى الغار، السلام عليك يا أمينه فى الأسرار، جزاك الله عنا أفضل ما جزى إماما عن أمة نبيه”.
ثم يتجاوز مكانه إلى اليمين قدر ذراع أيضا ليجد نفسه واقفا قبالة رأس عمر بن الخطاب -رضى الله عنه- فيقول: “السلام عليك يا أمير المؤمنين، السلام عليك يا مظهر الإسلام، السلام عليك يا مكسر الأصنام، جزاك الله عنا أفضل الجزاء”.
وبعد هذا يستقبل الزائر القبلة، ويدعو بما شاء لنفسه ولوالديه وأهله ولمن أوصاه بالدعاء شاملا جميع المسلمين.
استحباب كثرة الصلاة فى المسجد النبوي:
وينبغى للزائر أن يغتنم مدة وجوده فى المدينة فيصلى فى مسجد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- الصلوات الخمس، وعليه أن يكثر من النوافل فى الروضة الشريفة، وأن يكثر من تلاوة القرآن الكريم فيها ومن الدعاء والاستغفار والتسبيح.
ومن المستحب زيارة أهل البقيع حيث دفن أصحاب الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- من المهاجرين والأنصار والصالحين.
كما يزور شهداء أحد، وقبر سيد الشهداء “حمزة” عم الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم-، ومسجد قباء “أول مسجد بناه الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم”.
وفى ختام الإقامة بالمدينة لا تفارقها أيها الزائر إلا بعد أن تصلى ركعتين فى مسجد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وتزور -مرة أخرى- الرسول ﷺ وصاحبيه -رضى الله عنهما-، وتسأل الله تيسير العودة لهذه الزيارة وتكرارها”.
خلاصة
1-إذا أردت العمرة فقط أو الحج فقط أو هما معا فلا تجاوز الميقات إلا مُحْرِمًا بالشروط المتقدمة
2-للمحرم أن يلبس النظارة وساعة اليد والخاتم المباح، وأن يشد على وسطه الحزام ونحوه
وللمرأة أن تلبس الحلى المعتادة والحرير والجوارب وما تشاء من ألوان دون تبرج، وإن كان الأولى البعد عن الألوان الملفتة والزينة، والاكتفاء ببيض الثياب
3-لا بأس باستخدام الصابون، ولو كانت له رائحة؛ لأنه ليس من الطيب المحظور
4-الممنوع على الرجال لبس المخيط المفصل على البدن والثياب التى تحيط به وتستمسك بنفسها ولو لم تكن بها خياطة، كالجوارب والفانلات والكلسونات والشروز.
5-للحاج بعد الإحرام إصلاح الإزار والرداء، وجمع قطعها على بعض للارتداء، وتشبيكها لستر العورة، ولا يعتبر مخيطا ولا محيطا
6-الحيض أو النفاس لا يمنع من الإحرام، وللحائض والنفساء عند الإحرام أن تأتى بكل أعمال الحج: من الوقوف بعرفة، ورمى الجمرات، وما إليهما، لكنها لا تطوف؛ لأنها ممنوعة من الدخول فى المسجد.
إلا فى طواف الإفاضة إذا ضاق وقتها عن المكث فى مكة إلى أن ينقطع دمها، فلها أن تغسل الموضع وتعصبه حتى لا يسقط الدم وتطوف حسبما تقدم بيان وجهه.
وليس لها ذلك فى طواف الوداع، إذ لو فاجأها الحيض فيه أو قبله تركته وسافرت مع فوجها، ولا شيء عليها.
7-كشف الكتف الأيمن للرجال فى الإحرام “الاضطباع” مندوب فقط للرجال عند بدء طوافٍ بعده سعي، ولو تركه المحرم فى طوافه فلا شيء فى تركه.
8-تحية البيت الحرام الطواف لمن أراده عند دخوله، ومن لم يرده فليصل ركعتين تحية المسجد قبل الجلوس، والأولى الطواف للمستطيع.
9-يكره للرجال المزاحمة على استلام الحجر الأسود، ويحرم هذا على النساء منعا من التصاقهن بالرجال.
10-إذا أقيمت الصلاة أثناء الطواف أو السعى فصَلِّ مع الإمام جماعة؛ لتحصيل ثوابها، ثم أكمل الطواف والسعى من حيث توقفت، ويجوز لمن يعجز عن موالاة الطواف أو السعى أن يستريح بين الأشواط بقدر ما يستعيد نشاطه.
11-الوضوء شرط فى طواف الركن للحج أو العمرة وليس شرطا فى السعي، ولكن الأفضل أن يكون الساعى متوضئًا.
12-كل من لزمه هدى قران أو تمتع، إذا لم يجده أو لم يجد ثمنه، أو كان محتاجًا إلى ثمنه فى ضرورات سفره، أو احتياجًا شرعيًّا لنفقته فى حجه -وجب عليه بديله، وهو صوم ثلاثة أيام متتابعة فى الحج بعد إحرامه له، لا يتجاوز بها يوم عرفة- والأولى ألا يصوم يوم عرفة، ثم سبعة أيام متتابعة بعد رجوعه إلى وطنه، وإذا فاته صوم الثلاثة فى الحج أو عجز عنها هناك، صام العشرة جميعا بعد العودة إلى أهله.
13-من ارتكب محظورًا من محظورات الإحرام السابق ذكرها -غير الوطء وقتل الصيد- كتقليم الأظافر، أو التطيب، فالواجب فيه على التخيير: صوم ثلاثة أيام فى أى مكان شاء، أو التصدق بثلاثة آصع -7,5 كجم تقريبا- على ستة مساكين فى أى مكان شاء، كما هو مذهب الحنفية والمالكية، أو ذبح شاة فى الحرم عند الجمهور، أو فى أى مكان شاء عند المالكية، وهو الذى نختاره للفتوى.
14-إذا دخلت المرأة مكة مُحْرِمَةً بالعمرة فقط ثم فاجأها المحيض وخشيت امتداده وفوات وقت الإحرام بالحج -يوم الثامن من ذى الحجة- أحرمت بالحج وصارت قارنة، وعليها دم القران.
15- لا حرج فى المرور بين يدى المصلين فى الحرم. وصلاة النفل جائزة فيه فى كل وقت، بمعنى أنها غير ممنوعة فى الأوقات المكروهة.