نجحت بعثة الحج المصرية، في حجز أماكن إقامة مميزة لحجاج بيت الله الحرام بالمنطقة المركزية بمكة المكرمة والمدينة المنورة، وذلك على الرغم من الارتفاع الكبير في الأسعار، بسبب استمرار السلطات السعودية في القيام بإزالة العديد من المباني والمنازل بمنطقة الحرم المكي الشريف، لاستكمال أعمال التوسعة، تيسيرا على الحجاج من جانب، وكذلك للاشتراطات والتدابير الاحترازية الخاصة بمواجهة فيروس كورونا في الفنادق من جانب آخر، وهو ما أدى إلى ارتفاع أسعار الفنادق المحيطة بالحرم بشكل كبير، دفع ببعثات العديد من الدول إلى الخروج من المنطقة المركزية إلى منطقتي العزيزية ومحبس الجن، وهو ما يمثل مشقة وصعوبة على الحجاج فى أداء الصلوات الخمس داخل الحرم المكي الشريف.
وتمكنت البعثة من حجز أربعة فنادق مميزة وفاخرة لإقامة الحجاج بمكة المكرمة، اثنان منهم سيتم افتتاحهما لأول مرة خلال موسم الحج هذا العام، والفنادق الأربعة التي تم حجزها، في شوارع إبراهيم الخليل، وأجياد، والهجرة، وهى الشوارع الرئيسية المحيطة بالحرم المكي الشريف، ولا تبعد عن ساحة الحرم، سوى مئات الأمتار فقط، وهو ما يتيح لحاج القرعة أداء الصلوات الخمس داخل الحرم.
ونجحت البعثة هذا العام في حجز فندقين من أفخر الفنادق الكائنة بالمنطقة الشمالية المطلة على المسجد النبوي الشريف، وهو ما سيمكن الحاج من أداء الصلوات الخمس في المسجد بكل سهولة ويسر، ولم تغفل مراعاة ضيوف الرحمن من ذوي الهمم، حيث تم هذا العام تجهيز عدد من الغرف الفندقية لذوي الاحتياجات الخاصة، روعي فيها أن نكون في الطوابق السفلى من الفنادق، وتجهيز دورات المياه بها، بما يتلائم مع حالتهم الصحية، بالإضافة إلى توفير مقاعد متحركة لنقلهم إلى المسجد النبوي، أو الحرم المكي الشريف، فضلا عن توفير حافلات خاصة بهم خلال تأدية المناسك.
وفيما يتعلق بتحسين الخدمات المقدمة للحجاج بمنطقة المشاعر المقدسة، تم تطوير الخدمات المقدمة للحجاج في منطقة المشاعر المقدسة، وتم اختيار موقع استراتيجي للحجاج بمشعر عرفات، يتوسطه موقف للحافلات؛ لتسهيل النفرة إلى المزدلفة ،وتم تزويد مخيمات الحجاج بمشعري عرفات ومنى بكمية كبيرة من المراوح، بالإضافة إلى أجهزة التكييف ذات القدرات العالية التي تم التعاقد عليها؛ لمواجهة الارتفاع المتوقع في درجات الحرارة خلال موسم الحج.، وسيتم تجهيز مخيمات الحجيج بمشعر عرفات بالمنامات (صوفا بيد) داخل الخيام الألماني المكيفة التي تم التعاقد عليها، والتى لا تتأثر بأشعة الشمس، وبالتالي لا تمتص الحرارة، بالإضافة إلى توفير عدد كاف من المقاعد البلاستيكية، والطاولات، والمظلات خارج كل مجموعة من الخيام فى عرفات، ليستخدمها الحجاج على مدار اليوم، بدلا من الجلوس داخل المخيم طوال الوقت، بالإضافة إلى توفير ثلاجات مفتوحة على مدار ال24 ساعة تحتوى على كميات هائلة من العصائر المجانية للحجاج، لمساعدتهم على تحمل الارتفاع المتوقع في درجات الحرارة خلال موسم الحج هذا العام؛ وذلك فضلا عن المشروبات الساخنة المجانية التي ستقدم للحجاج بمنطقة المشاعر المقدسة على مدى الأربع وعشرين ساعة.
أما بالنسبة لمشعر منى، تم التعاقد هذا العام أيضا على مخيمات ألماني مكيفة بنظام (الجيبسون بورد)، وهو الخاص بانشاء فواصل جدارية بين المخيمات بدلا من الفواصل القماش، وهو ما يتيح انشاء ممرات مريحة للحجاج بين الخيام، بالإضافة إلى فرش الخيام أيضا بالمنامات (الصوفا بيد)، والتى يستخدمها الحاج كسرير أو كمقعد وفقا لحاجته، لافتا في الوقت نفسه إلى أنه تم مضاعفة الخدمات المصاحبة للمخيمات بمنى، وزيادة أعداد دورات المياه المتنقلة وأحواض الوضوء، وسيتم تقديم 7 وجبات ساخنة للحجاج خلال يوم عرفات وأيام التشريق الثلاثة كغذاء وعشاء، وستقدم الوجبات السبع الساخنة خلال يوم عرفات وأيام التشريق، تحتوي على كافة العناصر الغذائية اللازمة للحجاج من نشويات “أرز أو مكرونة”، وبروتينات “أسماك أو دواجن أو لحوم”، وخضروات وفواكه طازجة.
وفيما يتعلق بمنظومة نقل الحجاج خلال أداء المناسك، تقوم الحافلات المخصصة من قبل السلطات السعودية بنقلهم من المطار إلى مقار إقامتهم بالمدينة المنورة، وفقا لتعليمات السلطات السعودية، وتم هذا العام التعاقد مع واحدة من أكبر شركات النقل السعودية، لتوفير حافلات حديثة مكيفة ومجهزة على أعلى مستوى لنقل الحجاج فيما بين المدينة المنورة ومكة المكرمة، وكذلك تصعيد الحجاج إلى مشعر عرفات، والنفرة منه إلى المزدلفة ثم إلى منى فى رد واحد.
وتم بالتنسيق مع وزارة الصحة، توفير كافة أوجه الرعاية الطبية اللائقة للحجاج؛ حيث قامت بعثة القرعة بتوفير 4 أماكن للعيادات بفنادق الحجاج بمكة المكرمة، وآخر خارج الفنادق بالمدينة المنورة، بينما قامت وزارة الصحة بتجهيزها بالأجهزة الطبية والأدوية المطلوبة وتم توفير فريق طبي مجهز بسيارة لتقديم الخدمة الطبية للحجاج كبار السن فى مناطق سكنهم سواء بمكة المكرمة أو بالمدينة المنورة، وكذلك التنسيق مع أطباء وزارة الصحة لتنظيم عملية الغسيل الكلوي للمرضى المحتاجين خلال آداء المناسك، وتم التنسيق مع وزارة الأوقاف، لايفاد العدد الكافي من الوعاظ والواعظات الذين تم اختيارهم من قبل وزارة الأوقاف لمرافقة الحجاج خلال آدائهم لمناسك الحج؛ للاجابة عن كافة أسئلتهم على مدى 24 ساعة، فضلا عن قيامهم بتنظيم ندوة دينية يومية.
ووصل أول فوج من الحجاج، و إلى المدينة المنورة اليوم، فيما سيصل باقي الحجاج خلال الأيام المقبلة، وستكون رحلة الحاج لمدة 21 يوما، لتجنب طول فترة اختلاطهم بالحجاج من باقي الجنسيات، في إطار الإجراءات الاحترازية التي تتخذها البعثة، حفاظا على الأحوال الصحية لضيوف الرحمن.
وناشدت البعثة المصرية جميع ضيوف الرحمن الالتزام بالتعلميات التي هى جميعها فى صالحهم، لأنها تضمن راحتهم وسلامتهم وقيامهم بآداء المناسك فى سهولة ويسر، وعلى الحجاج عدم الانشغال عن آداء الفريضة والتركيز فقط على آداء المناسك … وتأكد كل حاج من تواجد أمتعته وحقائبه على ظهر الحافلة التي يستقلها، وكذلك ألا يزيد وزن حقائبه خلال السفر بالمطارات عن 53 كيلو جراما، بواقع حقيبتين كل حقيبة لا تزيد عن 23 كيلو جراما، بالإضافة الى حقيبة أخرى صغير لا تزيد عن 7 كيلو جرامات يصطحبها معه الحاج على الطائرة؛ وذلك وفقا للقواعد المنصوص عليها من المنظمة الدولية للطيران المدنى (ايكاو)”.