تعدد نشاط الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال أسبوع، حيث شارك فى قمة مجموعة العشرين باليابان، والتقى على هامشها بعدد من زعماء العالم، وألقى كلمة بمناسبة الذكرى السادسة لثورة الثلاثين من يونيو، وعقد اجتماعا لاستعراض مستهدفات الموازنة الجديدة للعام المالى 2019 / 2020، وآخر لاستعراض الموقف بالنسبة للمخزون الاستراتيجى من السلع التموينية، واستقبل رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة، ورئيس الوزراء الأردني، وعضو مجلس الشيوخ الأمريكي، وأجرى اتصالا هاتفيا مع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب.
واستهل الرئيس السيسى نشاطه الأسبوعى بالمشاركة فى قمة مجموعة العشرين، التى انطلقت بمدينة (أوساكا) اليابانية، وفى إطارها شارك فى فعاليات اليوم الافتتاحى للقمة بجلسة العمل الخاصة بعلاقة التجارة والاستثمار بالاقتصاد العالمي، كما شارك فى قمة أفريقية تنسيقية مصغرة، جاءت فى إطار جهود توحيد أصوات الدول الأفريقية خلال الاجتماعات الدولية التى تجمعها بالشركاء الاستراتيجيين، وشارك أيضا فى القمة الصينية الأفريقية المصغرة.
كما شارك الرئيس السيسى فى جلسة تمكين المرأة وعدم المساواة، وألقى كلمة طرح خلالها المحاور الرئيسية التى تعمل من خلالها مصر فى مجالى معالجة عدم المساواة وتمكين المرأة.
وألقى الرئيس السيسى كلمة أمام قمة مجموعة العشرين بأوساكا، أشاد خلالها بجهود الرئاسة اليابانية لمجموعة العشرين والتى اختارت موضوعات جديدة لتحظى بالأولوية، لاسيما فيما يتعلق بالاقتصاد العالمى والاستفادة من فرص التجارة والتكنولوجيا الرقمية والتكنولوجيا البازغة، فضلاً عن البنية التحتية وتغير المناخ، إضافةً للقضايا الاجتماعية من تمكين للمرأة والصحة العامة والعدالة الاجتماعية.
وأوضح الرئيس أن المجتمع الدولى يواجه تحديات متعددة الأبعاد، تتعاظم جسامتها بشكل خاص فى الإطار الإفريقي، ومنها تحقيق السلم والأمن، والقضاء على الفقر، ومكافحة الأمراض، ومواجهة تغير المناخ، والتصدى للهجرة غير الشرعية وغيرها، وقال إن مشاركة مصر فى هذه القمة تجسد أهمية الاستماع إلى صوت قارتنا، وتوفر فرصة لاستعراض رؤيتنا تجاه مجموعة العشرين وتفاعلنا معها.
وأكد الرئيس المسئولية الجماعية فى مكافحة الإرهاب والتصدى للفكر المتطرف، خاصةً فى الدول التى كانت تعانى من نزاعات مطولة، كما أكد العلاقة المتلازمة بين الأمن والاستقرار وتحقيق التنمية المستدامة، مع الحفاظ على الدولة الوطنية ومؤسساتها.
والتقى الرئيس السيسى مع ممثلى مجتمع الأعمال ورؤساء كبرى الشركات فى اليابان، وذلك بمشاركة عدد من كبار المسئولين اليابانيين وممثلى الجهات الحكومية المعنية المختلفة، حيث أكد حرص مصر خلال الفترة القادمة على تطوير علاقات التعاون الاقتصادى والتجارى مع مجتمع رجال الأعمال والشركات اليابانية وتنمية الاستثمارات المشتركة للمساهمة فى دعم مسيرة التنمية الاقتصادية فى مصر.
والتقى الرئيس السيسى إيشيرو كاشيتاني، رئيس مجلس إدارة شركة تويوتا تسوشو، والتى تعد الذراع التجارى لمجموعة تويوتا إحدى أكبر الشركات اليابانية على مستوى العالم
وأكد الرئيس أهمية اليابان كشريك استراتيجى لمصر، كما أكد امتلاك مصر الإمكانات اللازمة لأن تمثل محوراً هاماً لكافة الصناعات اليابانية المشهود لها بالكفاءة، وأن تكون نقطة انطلاق لها إلى أسواق أفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا.
والتقى الرئيس السيسى – على هامش قمة العشرين – مجموعة من زعماء العالم من بينهم ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان، والرئيس الروسى فلاديمير بوتين، ورئيس الوزراء الإيطالى جيوسبى كونتي، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، والرئيس الارجنتينى مارسيو ماكري، وأنطونيو جوتيريش سكرتير عام الأمم المتحدة، حيث ناقش معهم توسيع التعاون المشترك وعددا من القضايا الدولية والإقليمية.
وألقى الرئيس السيسى كلمة بمناسبة الذكرى السادسة لثورة الثلاثين من يونيو، أكد خلالها أن ثورة الثلاثين من يونيو لم تكن إلا صيحة تعبير عن أقوى الثوابت المصرية، وأشدها رسوخاً، وهو انتماء ملايين المصريين لبلادهم، التى احتضنتهم وآبائهم وأجدادهم على مدار آلاف السنين، وأن ولاء المصريين لمصر، ورفضهم لأى محاولة لمحو هويتهم الوطنية، هى حقائق، لا تتغير بفعل الزمن.
وأضاف الرئيس “إننا خلال السنوات الماضية، استطعنا – بفضل الله، وبإصرار الشعب وإرادته، وبكفاءة وبطولة القوات المسلحة والشرطة، وتكاتف جميع مؤسسات الدولة – أن نحمى وطننا الغالى من الوقوع فى هُوّة الفوضى والتمزق والصراعات.. ونجحنا فى تدمير البنية التحتية للتنظيمات الإرهابية، التى حاولت إنهاك الدولة وإضعافها، فخضنا العملية الشاملة بسيناء، التى سالت فيها دماء شهدائنا الأبرار على تلك الأرض الطيبة، للقضاء على قوى الشر والظلام.. ونجح رجال قواتنا المسلحة وشرطتنا البواسل، فى حماية الوطن وكرامته، حتى أصبحت مصر يشار إليها بالبنان، كمركزٍ للاستقرار والأمن والسلام، وسط محيط إقليمى شديد الاضطراب، لا تخفى مخاطره على أحد.
وتابع: إنه فى نفس الوقت، استطعنا أيضاً وضع أسس متينة وراسخة، لاقتصاد حديث متقدم، فواجهنا الأوضاع الراكدة التى طال بقاؤها، واتخذنا القرارات الصعبة رغم قسوتها، وقدم الشعب المصرى البطل أعظم معانى المثابرة والفهم العميق لمتطلبات الإصلاح وأعباءه، فتحملها بشجاعة وصمود وكبرياء، بما يليق بشعب عظيم، يدرك تمام الإدراك، أن نيل المطالب لا يأتى بالتمني، وإنما بالعمل والتضحية والصبر.
وعقد الرئيس السيسى اجتماعا حضره الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، والدكتور محمد معيط وزير المالية، وأحمد كجوك نائب وزير المالية للسياسات المالية، تناول عرض مؤشرات الأداء المالى للسنة المالية المنتهية 2018/2019، ومستهدفات الموازنة الجديدة للعام المالى 2019/ 2020.
ووجه الرئيس بالاستمرار فى التنفيذ الناجح لبرنامج الإصلاح الاقتصادى الشامل، بما يعزز التحسّن المتواصل فى المؤشرات الاقتصادية والمالية، وخاصة معدلات التشغيل وتوفير فرص العمل، وخفض عجز الموازنة والدين العام، فضلاً عن زيادة معدلات نمو الناتج المحلى الإجمالي، على نحو يمكّن الدولة من توفير موارد إضافية للمساهمة فى رفع مستوى معيشة المواطنين وجودة حياتهم، فضلاً عن تخفيف الأعباء على الفئات الأكثر احتياجاً والأولى بالرعاية فى المجتمع.
واستقبل الرئيس السيسي، ماريا فيرناندا اسبينوزا رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة والوفد المرافق لها، بحضور الوزير عباس كامل رئيس المخابرات العامة، حيث أكد الرئيس اهتمام مصر بالعمل الدولى متعدد الأطراف وبمنظمة الأمم المتحدة، وحرصها على الاضطلاع بمسئولياتها تجاه تطوير دور المنظمة بما يسهم فى مواجهة التحديات الدولية الراهنة.
وتم بحث سبل تعزيز وتعميق الشراكة الاستراتيجية بين الاتحاد الأفريقى والأمم المتحدة، وفيما يتعلق بموضوع الهجرة واللاجئين، أكد الرئيس موقف مصر الثابت فى هذا الصدد بشأن أهمية تبنى مقاربة دولية شاملة لمعالجة الأسباب الجذرية لظاهرتى الهجرة واللاجئين تشمل اتخاذ إجراءات اقتصادية وتنموية وسياسية وثقافية وإنسانية، مع التركيز على البعد الإنمائى فى الدول المصدرة وكذلك العابرة للتدفقات الكبيرة من المهاجرين واللاجئين، وليس فقط التركيز على الحلول الأمنية.
كما أشادت رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة بالجهود المصرية لتعزيز دور ومساهمة المرأة فى بناء المجتمع، حيث نوه الرئيس إلى دور المرأة المصرية فى مسيرة الوطن ومساهمتها بفعالية فى مواجهة ما يحيط بمصر من تحديات، مؤكدا دعم الدولة لجميع الجهود الهادفة لتمكين المرأة وتعزيز دورها فى مختلف نواحى الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية بالبلاد.
وتناول اللقاء – أيضاً – عدداً من الملفات والقضايا الإقليمية والدولية، ومنها قضية الإرهاب، حيث أكد الرئيس مواصلة مصر تعاونها مع الأمم المتحدة فى إطار جهود مكافحة الإرهاب من خلال التنفيذ الكامل لقرارات الجمعية العامة ومجلس الأمن ذات الصلة، بما فى ذلك قرار مجلس الأمن حول الإطار الدولى الشامل لمكافحة الخطاب الإرهابي، والذى تمت صياغته بناء على مبادرة مصرية.
واستقبل الرئيس السيسي، السيناتور ليندسى جراهام رئيس اللجنة الفرعية لاعتمادات العمليات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكى والوفد المرافق له، بحضور الوزير عباس كامل رئيس المخابرات العامة.
وأعرب الرئيس عن تقدير مصر للدور الذى يقوم به الكونجرس الأمريكى فى تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة، مشيدا بالعلاقات المتميزة مع الإدارة الأمريكية تحت قيادة الرئيس ترامب، ومشيرا فى هذا الإطار إلى حرص مصر على مواصلة الارتقاء بهذه الشراكة وتعزيزها فى مختلف مجالات التعاون المشترك.
وتطرق اللقاء إلى الجهود الجارية لإحياء عملية السلام فى الشرق الأوسط، حيث أشار الرئيس إلى أن جهود تسوية الصراع الفلسطينى الإسرائيلى يجب أن تتم وفق ثوابت المرجعيات الدولية وحل الدولتين والمبادرة العربية للسلام.
واستقبل الرئيس السيسى الدكتور عمر الرزاز رئيس الوزراء وزير الدفاع الأردنى بحضور الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، والوزير عباس كامل رئيس المخابرات العامة.
وأعرب الرئيس السيسى عن التطلع لمواصلة التنسيق القائم بين البلدين على مختلف المستويات، لاسيما فى ظل تشابه الأوضاع التى تحيط بمصر والأردن، وفى ضوء تعاظم التحديات التى تواجهها المنطقة بصفة عامة.
واستعرض اللقاء أوجه العلاقات الثنائية المشتركة، حيث أشاد الرئيس بانعقاد اجتماعات الدورة الثامنة والعشرين للجنة العليا المصرية الأردنية المشتركة بالقاهرة، وتم التأكيد على أهمية استمرار العمل على تعزيز العلاقات الاقتصادية وزيادة التبادل التجارى بما يرقى إلى مستوى العلاقات السياسية والروابط التاريخية التى تجمع الشعبين.
كما شهد اللقاء كذلك استعرض آخر مستجدات الأوضاع فى المنطقة، وبصفة خاصة عملية السلام فى الشرق الأوسط، حيث تم تأكيد أهمية تكثيف الجهود الرامية للتوصل إلى حل الدولتين استناداً لقرارات الشرعية الدولية كأساس لتسوية الأزمة الفلسطينية.
وأجرى الرئيس السيسى اتصالا هاتفيا مع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، تم خلاله استعراض عدد من الملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك خاصة الوضع فى ليبيا، حيث أكد الرئيس السيسى موقف مصر الداعم لوحدة واستقرار وأمن ليبيا وتفعيل إرادة الشعب الليبي، كما تم التطرق إلى تطورات الأوضاع فى السودان، حيث أكد الرئيس السيسى دعم مصر لخيارات وإرادة الشعب السودانى الشقيق فى ظل موقف مصر الثابت بالاحترام الكامل لسيادة السودان، وعدم التدخل فى شئونه الداخلية.
وفيما يتعلق بالعلاقات الثنائية، أكد الرئيسان الحرص على تطوير التعاون المشترك بين البلدين فى مختلف المجالات، وأعربا عن تطلعهما لمواصلة العمل على دفع العلاقات المتميزة بين البلدين.
واختتم الرئيس السيسى نشاطه الأسبوعى بعقد اجتماع حضره الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، والدكتور على المصيلحى وزير التموين والتجارة الداخلية، واللواء محمود توفيق وزير الداخلية، والدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والوزير عباس كامل رئيس المخابرات العامة، وشريف سيف الدين رئيس هيئة الرقابة الإدارية، وأحمد كجوك نائب وزير المالية للسياسات المالية.
وتناول الاجتماع عرض الموقف بالنسبة للمخزون الاستراتيجى من السلع التموينية الأساسية، وجهود الحكومة لتوفيرها للمواطنين، إلى جانب إجراءات ضبط الأسواق وحماية المستهلك.
ووجه الرئيس بمواصلة الأجهزة المعنية بذل أقصى الجهد لتوفير السلع الأساسية وتلبية احتياجات المواطنين بالكميات والأسعار المناسبة، وإتاحتها فى مختلف محافظات الجمهورية، وذلك من خلال تعزيز جهود ضبط الأسواق وتشديد الرقابة على منافذ البيع، لمكافحة الممارسات الاحتكارية وضبط الأسعار، فضلاً عن تعزيز دور أجهزة حماية المستهلك لضمان توفر مختلف السلع للمواطنين وبجودة عالية.