أكد عدد من أسر شهداء الشرطة أن المشاركة فى الانتخابات الرئاسية واجب وطنى تجاه مصر التى ضحى من أجلها فلذات أكبادهم، موضحين أنه بفضل تضحيات هؤلاء الشهداء العظام،أصبحت مصر تنعم فى جو آمن وديمقراطي، داعين كافة أطياف الشعب المصرى إلى التكاتف والوقوف صفا واحدا لمواجهة المؤامرات التى مازالت تحاك ضد البلاد.
والتقت وكالة أنباء الشرق الأوسط بعدد من أسر شهداء الشرطة بعدما ذاقت قلوبهم ألم الفراق، وفاضت أعينهم بدموع الاشتياق، وجاشت صدورهم برسائل عديدة أرادوا أن تصل لجموع الشعب الأبى.
ودعت حرم الشهيد العميد هشام عزب الشعب المصرى إلى النزول للإدلاء بأصواتهم – أيا كانت اختياراتهم – خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة على نحو يليق بمسار البلاد الديمقراطى ولاسيما بعد الثمن الغالى والنفيس الذى قدمه الشهداء، وهو ما أدى إلى وجود مناخ آمن يدفع المصريين إلى النزول فى الانتخابات فى جو يتسم بالأمن والآمان بما يساهم فى تحقيق طموحاتهم بمستقبل أفضل للأجيال القادمة.
وأضافت حرم الشهيد أن القيادة السياسية وعلى رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسى لا تألوا جهدا فى تقديم كافة أوجه الرعايا اللازمة لأسر الشهداء،وهو ما شعر به أسر الشهداء منذ لحظة استشهاد ذويهم .
واستطرت قائلة :” شعرنا أننا فى أولويات الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال حفل تكريم أسر الشهداء”،مطالبة كافة الوزارات أن تحذو حذو رئاسة الجمهورية ووزارة الداخلية فى تقديم الرعايا اللازمة لأبناء الشهداء، معربة فى الوقت نفسه عن ترحيبها بقرار وزير التربية والتعليم الدكتور طارق شوقى بإعفاء أسر الشهداء من المصروفات الدراسية.
وقالت فرح ابنة الشهيد هشام عزب الصغرى إنه عندما سلم عليها الرئيس السيسى بترحاب،شعرت بالأبوة التى افتقدتها بعد استشهاد والدها،وقال لها الرئيس :” شرف لى أن أكون مثل والدك الشهيد”،فيما قالت شهد الأبنة الوسطى للشهيد إنها تتفوق فى دراستها لاستكمال مسيرة والدها البطل، معربة عن فخرها واعتزازها لكونها ابنة شهيد بطل .
وحول ملابسات حادث الاستشهاد،أوضحت حرم الشهيد أن البطل الراحل كان يطلب الشهادة وحاول أن يقدم طلبا رسميا لنقله إلى سيناء،وفى يوم الحادث، استجاب المولى عز وجل لطلبه ونال الشهادة إثر انفجار عبوة ناسفة فى ميدان المحكمة بمنطقة مصر الجديدة عندما كان يؤدى واجبه.
وأكدت أنه منذ استشهاد البطل العميد هشام عزب وأولاده مصرون على استكمال مسيرته ليكونوا امتدادا لسيرة والدهم العطرة، مضيفة أن الإرهاب عندما نال من والدهم، فإنه قدم لهم مثالا للفخر والاعتزاز طيلة العمر.
من جانبها، قالت السيدة سماح حرم العقيد الشهيد تامر العشماوى إن مصر تمر فى حالة حرب ولابد من أن يصطف الشعب بأكمله،ومع قيام رجال القوات المسلحة والشرطة بواجبهم المقدس فى سيناء وغيرها، لابد أن يؤدى الشعب أيضا واجبه من خلال النزول فى حرية تامة للإدلاء بأصواتهم فى الانتخابات،مضيفة أن نزول الشعب للانتخابات يعكس صورة خارجية مفادها أن الشعب يقول كلمته فى مناخ آمن وديمقراطى .
وقالت السيدة سماح إنه عندما تم استضافتهم لتكريمهم،أصر الرئيس على دخول كافة الأطفال الصغار إلى قاعة التكريم،مشيرة إلى أن تحية الرئيس لنجلها فارس أعطته دفعة قوية لأنه ابن بطل قدم أغلى ما يمكن تقديمه فى سبيل هذا الوطن.
كما رحبت بقرار إعفاء جميع أسر الشهداء من المصروفات الدراسية،داعية كافة الوزارات إلى وضع أبناء الشهداء فى الاعتبار .
وأضافت أن العقيد الشهيد اغتالته يد الإرهاب فى أحد الميادين فى سيناء عندما كان يشرف على تطبيق حظر التجوال فى هذه المنطقة ،وتحدث معها -هاتفيا- قبيل استشهاده بـ 10 دقائق، قائلة:” لم نكن نعلم أن هذه المكالمة ستكون الأخيرة،مؤكدة أن الإرهاب لم ولن يثنى عزيمة أبطال الجيش والشرطة عن القيام بواجبهم ” .
من جانبهما، أكد فارس وسيف الله نجلا الشهيد الراحل إصرارهما على مواصلة ما قام به والدهما لأنه سيظل فخرا لهما ومثالا يحتذى به.
ودعت حرم الشهيد ياسر الحديدى مفتش الأمن العام بجنوب وشمال سيناء، الشعب المصرى إلى التكاتف والحفاظ على مسيرة البناء والنزول بكثافة للإدلاء بأصواتهم فى هذا الجو الآمن.
وحول انطباعاتها بعد مقابلة الرئيس عبد الفتاح السيسى وتكريمها خلال الاحتفال بتخريج دفعة جديدة عام 2017 من ضباط كلية الشرطة، قالت حرم الشهيد البطل إن الرئيس حرص بنفسه على القدوم إليها ومصافحتها هى وابنتها “علياء” (11 عاما) التى ألقت كلمة على منصة الاحتفال، وقال لها :” احنا معاكى ومصر كلها معاكي” ،ووجه كلامه لابنتها قائلا:” أنا عارف أن والدك لا يعوض، ولكن أنا سأقف بجانبك وتحت أمرك”.
وأضافت حرم الشهيد ياسر الحديدى أن مقابلة الرئيس عبد الفتاح السيسى وتكريمه لها ولابنتها رفع من معنوياتهما،مشيدة بأوجه الرعايا التى تقدمها وزارة الداخلية لها منذ لحظة استشهاد الشهيد البطل .
وتابعت أن الشهيد كان منتدبا لمدة 15 يوما فى العريش خلال العام الماضي، وقالت له :” اعتذر عن هذا الانتداب لأنك مش هترجع”..إلا أنه قال لها :” هنسيب مين غيرنا يروح!”، وبالفعل مضى 9 أيام على هذا الانتداب وكان بخير،إلا أنه فى اليوم العاشر، وقبيل استشهاده، قام بالاتصال بها هاتفيا، وطلب سماع صوت ابنته،إلى أن جاء نبأ استشهاده يوم 8 مارس العام الماضى عندما كان متواجدا فى قول أمنى فى شارع أسيوط بالعريش وتعرض لحادث انفجار عبوة ناسفة،أسفر عن استشهاده ومعه أحد الجنود.
من جانبها، قالت علياء ابنة الشهيد ياسر الحديدى،تلميذة فى الصف السادس الابتدائى،إنها وجهت رسالة خلال كلمتها فى حفل تخريج دفعة جديدة من طلبة كلية الشرطة وأمام الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى الإرهابيين قائلة :”الجيش والشرطة مثل الحفرة كل ما تاخدوا منها، بتزيد، وهيفضلوا يدافعوا عن البلد لحد ما يقضوا عليكم”، واختتمت كلمتها بالآية القرآنية:” وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِى سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ”.
وناشد المهندس صلاح عفيفى والد الرائد البطل عمرو صلاح عفيفى شهيد حادث الواحات الإرهابي، الشعب المصرى إلى الوقوف صفا واحدا ضد المؤامرات التى تحاك ضد البلد والنزول بكثافة خلال الانتخابات القادمة لأن ابنه ضحى بحياته فى سبيل استقرار هذا البلاد،مؤكدا أن التصويت فيها يعد “واجبا وطنيا” .
وقال والد الرائد البطل إنه فى يوم حادث الاستشهاد الموافق 20 أكتوبر العام الماضي، احتشد الآلاف تحت منزله ولم يكن يعلم وقتها أن هذا الحشد الكبير بعد سماعهم نبأ استشهاد نجله، وعندما علم بالنبأ عبر شاشات التلفاز،سلم أمره لله وقال ” ابنى مش أغلى من الوطن”.
وأوضح والد الرائد عمرو صلاح عفيفى أن الرئيس عبد الفتاح السيسى قال له :” مصر كلها تحت أمركم ابنك عمرو شهيد وتفتخر أن ابنك بطل”، مشيدا فى الوقت نفسه باهتمام وزارة الداخلية به وبوالدته منذ لحظة استشهاد نجله البطل.
من جانبها، وجهت والدة البطل الشهيد عمرو صلاح رسالة إلى الشباب قائلة :” خذوا ابنى الشهيد قدوة لكم،ابنى كان متفانيا فى عمله وكان بارا بنا .. ابنى كان يتمنى الشهادة ويسعى لها وبالفعل نالها.. ابنى استشهد حتى ينعم الشعب بالأمن والآمان “.
ودعت والدة البطل المصريين إلى المشاركة فى الانتخابات الرئاسية وعدم تبنى مواقف سلبية منها، لأن السلبية تعرقل مسيرة البلاد والجهود المبذولة،لأن الدماء التى سالت لن تذهب سدى.
وتابعت أن مصر دائما كانت مستهدفة من الخونة والمتآمرين،إلا أنه بفضل دماء أبنائها وجهود قياداتها المخلصين وخيرة شبابها،ستظل دائما وأبدا مقبرة لهؤلاء الأعداء،لأن المولى عز وجل قال فى كتابه الكريم :” وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ”.