يسارع عمال الإنقاذ الزمن للعثور على ناجين بعد أن ضرب زلزال قوى جنوب تايوان قبل فجر السبت، ما أدى إلى انهيار مجمع سكنى شاهق الارتفاع ومقتل 11 شخصا على الأقل، وإصابة مئات. وأنقذ عمال الإنقاذ 340 من الحطام فى مدينة تاينان الأكثر تضررا من الزلزال. واندفع نحو ألفين من عمال الإطفاء والجنود مع سلالم وروافع ومعدات أخرى نحو المبنى السكنى المكون من 17 طابقا الذى انطوى مثل آلة الأوكورديون على جانبه.
وقالت وسائل إعلام محلية إن المبنى يضم مركز رعاية لحديثى الولادة والأمهات، وكان هناك مولود جديد من بين القتلى فى الكارثة التى جاءت قبل يومين من احتفالات السنة القمرية الجديدة، أهم اجازة عائلية فى التقويم الصينى. كان معظم الناس يغطون فى النوم عندما ضرب الزلزال، وقوته 6.4 درجة فى حوال الرابعة صباحا بالتوقيت المحلى (2000 ت.غ الجمعة).
وقال مركز المسح الجيولوجى الأمريكى إن الزلزال وقع على بعد نحو 35 كم جنوب شرق يوجينغ، وضرب على بعد نحو 10 كيلومترات تحت الأرض. وقال لين باو- جوي، من سكان تاينان “بدأ الاهتزاز افقيا ثم لأعلى وأسفل ثم هزة كبيرة من اليمين إلى اليسار”، وهو بائع سيارات مستعملة تحطمت سياراته عندما انهار المجمع السكنى.
وقال “بقيت فى سريرى لكن قفزت عندما سمعت ‘انفجارا’ كبيرا وكان ذلك صوت سقوط المبنى”. وقال مركز الاستجابة للطوارئ إن 11 شخصا قتلوا بينهم تسعة عثر عليهم فى حطام المبنى السكنى المنهار.
وقال إن 475 شخصا أصيبوا، خرج منهم 368 من المستشفيات مساء السبت.
وفى مجمع وى قوان السكنى حيث يقع المبنى المنهار، عثر رجال الإنقاذ على جثث رضيع عمره عشرة أيام وفتاتين صغيرتين وستة مراهقين. وقالت السلطات إن شخصين اخرين قتلا جراء سقوط أجسام فى أماكن أخرى من تاينان. وقال مركز معلومات إدارة الطوارئ إن عمال الإنقاذ استخرجوا 247 ناجيا. وأضاف أن 73 نقلوا إلى المستشفيات.
وقالت حكومة المدينة إنه تم إنقاذ 337 شخصا فى أنحاء تاينان. وأفاد موقع “ايه تى توداي” الإخبارى على الإنترنت بأن أم وابنة من بين الناجين من مبنى وى قوان، وأن الفتاة شربت بولها فيما كانت تنتظر لإنقاذها الأمر الذى جاء أقرب مما توقعت. وبحث عمال الإنقاذ من شقة إلى شقة ورسموا دوائر حمراء قرب نوافذ الشقق التى قاموا بتفتيشها بالفعل.
وقال ليو ون-بن، عامل إنقاذ عمره 50 سنة من تايتشونغ، “ذهبت إلى الطوابق العليا للجزء الأوسط من المبنى حيث عثرت على خمسة أشخاص أحهم فى سرير وكان ميت بالفعل. بعض الناس عثر عليهم فى مكان الاستحمام والبعض فى غرف النوم”.
وقالت السلطات إنه تم إنقاذ عشرات اخرين أو إجلاءهم بسلام من بنايات لحقت بها أضرار أو مبانى أعلنت غير آمنة فى أعقاب الزلزال، بينها سوق ومبنى من سبعة طوابق.
وهناك مبنى تابع لأحد البنوك مال بدون وقوع إصابات. وقال مركز معلومات إدارة الطوارئ إن سبعة مبانى انهارت وخمسة مالت فى تاينان.
ومع بزوغ الفجر أظهر بث حى للتلفزيون التايوانى ناجين يتم إنزالهم بحذر من ارتفاع شاهق، بينهم مسنة تركب دعامة فى الرقبة واخرين ملفوفين فى بطاطين. وكانت وسائل الحياة اليومية – تكييف هواء محطم جزئيا وقطع من شرفة معدنية ونوافذ – وسط الحطام. ساعد عمال الإنقاذ الناس الذين لفوا أذرعهم حول رجال الإطفاء، فى الخروج من المبنى واستخدمت الرافعات للبحث فى الأجزاء المظلمة والهياكل عن ناجين. وقال مذيعو الأخبار إنه يجرى استطلاع وقوع أضرار فى مناطق أخرى من المدينة.
وسار رجال فى زى مموه يعتقد أنهم من أفراد الجيش، فى منطقة واحدة من الانهيار حاملين معاول كبيرة. وقال مركز الاستجابة للكوارث إنه تم نشر 1236 من عمال الإنقاذ بينهم 840 من الجيش إضافة إلى ست مروحيات و23 من كلاب الإنفاذ. وقالت حكومة بلدية تاينان إنها حشدت نحو 60 من رجال الإطفاء المحترفين والمتطوعين. شعر بالزلزال كهزة طويلة فى العاصمة تايبيه على الجانب الاخر من الجزيرة. لكن تايبيه كانت هادئة لم تكن هناك أية طوارئ أو أضرار واضحة قبل الفجر.
وأفاد سكان فى البر الرئيسى فى الصين بأنهم شعروا بالزلزال هناك. وقدمت حكومة بيجين المساعدة إذا كانت هناك حاجة إليها. بدأت الأسئلة تتزايد حول ما إذا كان المبنى الذى شيد فى 1989 مخالف لمعايير البناء.
وقالت حكومة تاينان إن مبنى وى قوان لم يدرج كبناية خطرة قبل الزلزال، وقال وزير الداخلية تشن وى تشن إن تحقيقا سوف يفتح حول ما إذا كان المطور خالف المعايير. تضرب الزلازل تايوان فى كثير من الأحيان، لكن معظمها طفيفة ولا تحدث أضرار تذكر أو لا تحدث.
غير أن زلزالا قوته 7.6 درجة ضرب وسط تايوان فى 1999 قتل فيه أكثر من 2300 شخصا.