واصل أهالي شمال سيناء توافدهم على منزل الحاجة فرحانة حسين سالم سلامة، الشهيرة بلقب “أم داود”، لتقديم التهاني لها والتعبير عن امتنانهم لدورها البطولي في دعم المقاومة الشعبية خلال احتلال سيناء.
جاء ذلك بعد القرار الذي أصدره الرئيس السيسي بتكريمها، حيث وجه أن يطلق اسمها على حي سكني في سيناء ومحور مروري في القاهرة، كتقدير لعطائها الوطني وتضحياتها على مدى عقود من الزمن.
تجري الزيارات في منزل نجلها عبد المنعم، بحي ضاحية السلام في مدينة العريش، حيث تتجمع مجموعات من الشباب والشيوخ والمواطنين للاستماع إلى ذكرياتها الحافلة بالنضال.
عبر العديد من الشخصيات الذين زاروا الحاجة فرحانة عن اعتزازها بهذا التكريم الذي يؤكد أن الشعب المصري لا ينسى أبطاله الذين ضحوا من أجل الوطن.
وقد شهدت الزيارة حضور عدد كبير من الشباب الذين سمعوا لأول مرة عن قصصها الملهمة، ورغبوا في الاستماع لتفاصيل حكاياتها النضالية التي نقلتها لهم بأسلوب شيق وصادق.
ورغم بلوغ الحاجة فرحانة أكثر من مئة عام ومعاناتها من مشكلات صحية، بدت السعادة واضحة على وجهها خلال استقبالها للزوار. ووجهت الحاجة فرحانة كلمات شكر عميقة للرئيس السيسي، قائلة: “فرحت جدًا بهذا التكريم، وأشكر الرئيس من كل قلبي، وأسأل الله أن يحفظه كما أكرمني بهذا التقدير”. وأشارت إلى أن هذا التكريم ليس فقط تكريمًا لها شخصيًا، بل تكريمًا لكل أم مصرية شاركت في دعم المقاومة وصمود الشعب أثناء فترة الاحتلال.
واستحضرت الحاجة فرحانة بعض المواقف المؤثرة التي عاشتها خلال الاحتلال، موضحة كيف أنها كانت تنقل معلومات حساسة عن تحركات العدو إلى المقاومين، متحملة في ذلك أخطارًا جمّة، حيث كانت دائمًا ما تعتبر ذلك واجبًا وطنيًا يتوجب عليها القيام به. وذكرت أنها كانت تسعى بكل قوة للحفاظ على استقرار مجتمعها وتماسكه، وكان هدفها الأساسي هو الإسهام في تحرير أرضها من الاحتلال.
وتحدثت أم داود أيضًا عن لقائها من قبل بالرئيس السيسي في إحدى مناسبات تكريم الأمهات المثاليات، حيث شعرت حينها بتقدير عميق من القيادة السياسية لمكانة الأم المصرية، وقالت إن هذا اللقاء جعلها تشعر بأنها جزء من الصورة الوطنية الكبرى، ودفعتها لمواصلة دعم المجتمع رغم تقدمها في العمر.
كما عبّرت عائلة الحاجة فرحانة عن فخرها واعتزازها بما قدمته، معتبرين أن هذا التكريم هو تقدير لتاريخ كامل من العطاء والمواقف المشرفة.
وأكد ابنها عبد المنعم أن هذا القرار من الرئيس أعاد للحاجة فرحانة ذكريات النضال وأشعرها بأنها لم تُنسَ، بل لا تزال في وجدان الوطن الذي ضحت من أجله. وأضاف: “هذا التكريم يعكس حرص الدولة على تكريم رموز النضال الشعبي والبطولي”.
وخلال الزيارة، أبدى عدد من الشباب إعجابهم بقوة إرادة أم داود وثباتها، ورأوا فيها مثالًا يحتذى به في التضحيات التي تُبذل من أجل الوطن.
وقد شاركت الحاجة فرحانة بعض القصص عن مبادراتها الخيرية التي استمرت في تقديمها حتى بعد انتهاء الاحتلال، إذ لطالما كانت داعمة قوية للأعمال الخيرية والإنسانية، معتبرة أن العطاء جزء لا يتجزأ من حياة الإنسان مهما كانت الظروف.
وتجدر الإشارة إلى أن الحاجة فرحانة أصبحت رمزًا للمرأة المصرية القوية التي واجهت الصعاب ووقفت صامدة في وجه التحديات، ويأتي هذا التكريم ليؤكد تقدير الدولة لكل من أسهم في خدمة الوطن بشرف وإخلاص.