قال رجل الأعمال محمد أبو العينين، رئيس مجلس الأعمال المصرى الأوروبى، إن البعض استغل حادثة مقتل الشاب الإيطالى جوليو ريجينى، للوقيعة بين مصر وأصدقائها الإيطاليين، وهو أمر واضح أمام الجميع، مضيفا: “ولكننى حذرت مسبقًا من أن الحادثة بدأت تأخذ شكلا جديدا لدى الرأى العام الإيطالى، خاصة أن الرأى العام الأوروبى يتعاطف مع أى أنباء تثار عن وقائع اختطاف أو تعذيب كما تردد”.
وحول قرار البرلمان الأوروبى بشأن الحادثة، واستبعد أبو العينين، إمكانية تأثير الحادثة على العلاقات الاقتصادية الأوروبية بمصر، مؤكدا أن أوروبا تفضل الاستثمار فى مصر، خاصة فى الصناعات سواء الإنتاج أو توريد الآلات، مشيرا إلى أن إجمالى الاستثمارات الأوروبية فى مصر تبلغ نحو 25 مليار جنيه.
وأكد رجل الأعمال، على ضرورة تنظيم حملة إعلامية تتولى مسئوليتها وزارة الخارجية لمخاطبة وسائل الإعلام الأوروبية، بحقيقة الحادثة، بالإضافة إلى تواصل السفراء بالدول الأوروبية مع حكوماتها لتوضيح نتائج التحقيقات والجهود الحكومية فى هذا الإطار، فضلا عن دور هيئة الاستعلامات فى الحديث مع وسائل الإعلام الأجنبية.
وطالب أبو العينين، بتنظيم مؤتمر عالمى بإيطاليا لمسئول مصرى كبير، يوضح من خلاله بشفافية تفاصيل الحادثة، على أن يتميز هذا المسئول بقدرة كبيرة على الإقناع، للحديث مع وسائل الإعلام الإيطالية لإقناعهم بالأدلة وليس بالكلام المرسل، بالإضافة إلى تعيين جهة رسمية واحدة للحديث عن الأمر لمنع تضارب التصريحات.
وصوت معظم أعضاء البرلمان الأوروبى على قرار يندد بتعذيب وقتل الشاب الإيطالى بمصر، ودعا البرلمان الحكومة المصرية إلى فتح تحقيق عاجل وشفاف حول الحادثة. وأضاف أبو العينين، أن القيادة الحكومية فى إيطاليا تثق فى نظيرتها بمصر، ولكنها تواجه ضغوطا من أحزاب المعارضة، والتى يصل عددها إلى 40 حزبا، كما أن الإعلام الإيطالى شكل عامل ضغط قويا، وخصصت برامج التوك شو هناك، مساحات واسعة لعرض الحادثة، والجميع فى إيطاليا أصبح يريد معرفة الحقيقة.
وكانت الأجهزة الأمنية فى مصر قد عثرت على جثة الشاب الإيطالى جوليو ريجينى، على الطريق الصحراوى منتصف الشهر الماضى، وأثارت الحادثة علامات استفهام كثيرة، وذلك بسبب تزامنها مع زيارة وزيرة التنمية الاقتصادية بإيطاليا على رأس وفد من مجتمع الأعمال الإيطالى. وحول إمكانية وجود دور لمجلس الأعمال المصرى الأوروبى، فى قضية الشاب الإيطالى، أكد أبو العينين، أن الحادثة أمر حكومى بحت، إلا أنه مستعد دائما للوقوف بجانب السلطات فى مصر، إذا طلب منه.
وتحدث الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى، أمس الأربعاء، لأول مرة حول مقتل الشاب الإيطالى جوليو ريجينى فى مصر، وذلك فى مقابلة أجرتها معه صحيفة لا ريبوبليكا الإيطالية، وقال “سنقوم بمعرفة ومعاقبة المسئولين عن هذه الجريمة”.
واستمرت المقابلة ساعتين وقال “اسمحوا لى أن أنقل عزائى إلى عائلة ريجينى فى البداية، أنا أخاطبكم كأب قبل كونى رئيسًا، نفهم الألم والمعاناة الناتجة عن فقدان ابن، شعور بالمرارة والاضطراب يكسر القلب، وأنا أفهم ذلك، وقلبى معكم ودعواتى إليكم”. وأضاف السيسى، أعدكم أننا سنبذل قصارى جهودنا للتوصل إلى الحقيقة، ونحن نعمل الآن مع السلطات الإيطالية لتسليم هؤلاء المجرمين ومعاقبتهم لقتل ابنكم”.