أسرار انسحاب «بوتين» من سوريا
سارعت وسائل الإعلام العربية إلى نسج القصص والحكايات حول الأسباب التي تقف وراء قرار سحب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لقواته من سوريا، البعض ذهب إلى وصف الواقعة بالخيانة والأخر وصفها بالتخلي عن النظام السوري الحليف، معتبرا أن الخطوة جاءت بسبب التخوف من الانغماس في مستقنع الفوضى هناك.
التصريحات التي خرجت على لسان القادة والمسئولين في البلدين، أوضحت حقيقة مفادها: “التحالف قائم”، والمحت إلى وجود صفقة سرية تحاك في الكواليس بين القوى الكبرى قبل بها نظام بشار الأسد لإنهاء الصراع وتقبلها المجتمع الدولي كونها تحقق النتيجة المرجوة في رسم خارطة جديدة للمنطقة.
5 أسباب تضع النقاط فوق الحروف لتفسير قرار الانسحاب، وتتكهن بمستقبل الأزمة والدولة السورية.
أولا: حصل الرئيس الروسي على غايته من الحرب في سوريا، ونجح في اقتناص قاعدة جوية –الحميم- إلى جوار القاعدة البحرية المتواجدة في طرطوس.
ثانيا: فرض جيل الجنرالات الجدد في روسيا وجودهم على الأرض، ودخلوا كلاعب قوي في قضايا منطقة الشرق الأوسط، بهدف مقارعة الولايات المتحدة الأمريكية في ملفات المنطقة، وتأكيد أماكن نفوذهم الخارجية سياسيا وعسكريا.
ثالثا: الحرب في سوريا كانت مسرحا جيدا لاختبار ترسانة الأسلحة الروسية، نالت على صيتها العديد من صفقات التسليح بعد اختبارها عمليا، وإظهار قدرتها على منافسة الصناعات العسكرية الأمريكية التي تجتاح دول المنطقة.
رابعا: حصلت روسيا على هدفها الأكبر المتمثل في السيطرة على الساحل السوري، بهدف عدم السماح لتمرير أنبوب غاز قطري إلى شرق أوروبا وهو المخطط الأمريكى الذي وضع بالتوافق مع تركيا وقطر لتحجيم نفوذ موسكو القائم على الغاز في دول أوروبا الشرقية.
خامسا: التلميحات لسوريا الفيدرالية، يبدو أنه بات أمرا مرضيا لجميع الأطراف سواء القوى الإقليمية أو الدولية وحتى النظام والمعارضة، والانسحاب العسكري يمهد الأرض لهذا التوافق بمباركة أممية في جنيف، والدخول في تحالف مع الولايات المتحدة للقضاء على ما تبقى من التنظيمات الإرهابية هناك المتمثلة في “داعش” و”النصرة”، استعداد لتقسيم الكعكة حسب الولاءت الغربية والعربية متمثلة في إقليم للسنة وآخر للأكراد وثالث للعلويين.